في الوقت الحالي، وفي أي مكان بالعالم، ينظر الجميع لأي مدينة بلا مترو أنفاق وكأنها مدينة خارج الزمن، وأنها تخلفت عن ركاب العصر بكثير. ومترو أنفاق القاهرة يعد الآن أهم وصيلة مواصلات بعاصمة أم الدنيا، فمترو أنفاق القاهرة يربط أغلب مناطق العاصمة، ويقبل عليه المواطنون هرباً من زحام الشوراع وسائقي الميكروباصات، ولرخص سعر تذكرة المترو عن باقي وسائل المواصلات. وككل شيء جميل في مصر، تعرض مترو للأنفاق لكثير من الإهمال من جانب الدولة المصرية، خصوصاً بعد ثورة 25 يناير، حيث تحول المترو من بعدها إلى شبه سوق للباعة الجائلين، ومرتعاً للكثير من اللصوص والمتسولين. وقد اشتكى أغلب رواد مترو الأنفاق من ظاهرة الباعة الجائلين على أرصفة مترو الأنفاق، والزحام الشديد الذي يسببونه بمداخل ومخارج محطات المترو، وبعض الألفاظ والسلوكيات الصادرة منهم، في ظل غيام تام للأمن. وقد وصلت إلينا العديد من شكاوى المواطنين تفيد بأنهم قد تقدموا بشكاوي عديدة إلي شرطة المترو التي لم تحرك ساكنا، وباتت الأمور كلها خاضعة لقانون البلطجة في غياب تام من أجهزة الدولة. ومن هذا المنطلق قامت شبكة الاعلام العربي "محيط" بالنزول إلى مترو الأنفاق لنقف على حقيقة المشكلة ومحاولة البحث عن حل لها . في البداية يقول حسن سعيد، أحد ركاب المترو: إلي متى سنظل في الفوضي والهمجية داخل مصر، الفوضى في كل مكان ومترو الأنفاق أصبح مثالاً حياً على الفوضى المصرية، أما سميرة علي، موظفة، فتقول: إن أهم المشاكل التي تواجه الركاب هي ظاهرة انتشار الباعة الجائلين بصورة مكثفة بالإضافة إلى الضوضاء التي تحدث نتيجة عرضهم لهذه البضائع مما يصيبنا بالصداع من تكرار مرور الباعة الواحد تلو الاخر . أما عبده محمد، مواطن مصري، فيري أن اخطر مشاكل مترو الانفاق هي انتشار المتسولين وخاصة المعاقين منهم، حيث يقومون بمضايقة واستعطاف الركاب لإجبارهم على إعطائهم المال، ويرى أحمد شريف، محامي، إن مشكلة الباعة الجائلين والمتسولين ليست مسئولية إدارة شركة المترو فقط، بل هي مسئولية وحالة بلد وسلوك شعب. وتقول لميس محي، طالب، إن هؤلاء الباعة يستغلون الظروف التي تمر بها البلاد في زيادة حالة الفوضى والانفلات وظهورهم بصورة مكثفة في غياب تام من الرقابة . وتقول عبير أكرم والتي تعمل مُدرسة، على الرغم من أن عربات الخط الثاني حديثة نسبيا بالنسبة لعربات الخط الأول، إلا أن الجميع يستوي في السوء، من حيث سوء التهوية وتعطل المرواح والازدحام، وهو مايمثل مشكلة كبيرة للركاب خاصة في فصل الصيف وفترات الذروة التي تكون شديدة الزحام والحرارة وانبعاث رائحة العرق لكثير من الركاب فتحدث الكثير من الخلافات والمشاحنات وخاصة في وقت الذروة . ويقول أحد موظفي محطة المترو: هناك تجاوزات من بعض الركاب بمحاولة إثارة الفوضى والدخول بدون تذكرة أو الخروج مستغلين حالة الفوضى التي عاشتها مصر بعد الثورة، وتنتشر هذه الظاهرة بصورة أكبر بين الشباب وطلبة المدارس. وطالب العديد من ركاب المترو المسئولين بعودة المترو إلى عصره الذهبي، حيث كان في بداياته الوسيلة الأولى الأسرع والأنظف والأكثر أمانا للتنقل، كما أكدوا على ضرورة قيام أجهزة الدولة وهيئة المترو والشرطة بعمل حملات مكثفة لنشر الأمن في المحطات، ومنع المتسولين والباعة الجائلين والإسراع بعودة التواجد الامني داخل المحطات، وسرعة القضاء على الظواهر السلبية التي أدت إلى انحدار مستوى الخدمة في مترو الأنفاق. اقرأ فى هذا الملف " السكة الحديد من زمن الفحم إلى قطارات فائقة السرعة " * أسرع «القطارات».. وأجمل «المحطات» * قطارات أوروبا فائقة سرعة.. وفي مصر الأكثر موتا ! * قطارات السكة الحديد المصرية تاريخ ومحطات * التاريخ الأسود لقطارات مصر.. دهس وموت ومخالفات * السكك الحديدية.. بدايات سياسية ونهايات مأسوية ** بداية الملف