"مترو الأنفاق" أو الهرم الرابع لمصر كما يحلو للبعض أن يطلق عليه.. هو أسرع وسائل المواصلات داخل العاصمة. يخفف الزحام وينقل ملايين المواطنين يومياً من بيوتهم لأعمالهم والعكس.. لكن عوامل الشيخوخة زحفت عليه مبكراً رغم احتفاله منذ أيام قليلة بالعيد الفضي. أي أن عمره 25 عاماً فقط. وحين نقارنه بالقناطر والسدود التي بدأ إنشاؤها في مصر. منذ عهد محمد علي فلا وجه للمقارنة.. فلماذا نحول وسيلة نقل حضارية كالمترو إلي ما يشبه السويقات التي يرتادها الباعة الجائلون والمتسولون واللصوص والبلطجية.. وضربها الإهمال من كل جانب.. فالتهوية سيئة. والرقابة الأمنية تكاد تكون غائبة لاسيما في المحطات فوق سطح الأرض وماكينات التذاكر أصاب العطب معظمها.. والأعطال متكررة لأسباب عديدة.. وفترات التقاطر في ازدياد مستمر والتكدس صفة لازمة خاصة علي الخط الأول "حلوان - المرج"."المساء" رصدت معاناة المواطنين مع مترو الأنفاق في التحقيق التالي: يقول وائل عبدالرءوف "محاسب بشركة أجهزة طبية": أصبحت حالة مترو الأنفاق سيئة. حيث يتعرض لأعطال مفاجئة في دائرة التحكم الكهربية. مما يؤدي لتكدس الركاب علي الأرصفة. مما اضطرنا للبحث عن وسيلة مواصلات أخري. وتساءل: لماذا لا تقوم إدارة المترو بإجراءات الصيانة بشكل دائم. حتي لا تتكرر الأعطال. وتصبح حوادث القطارات شبحاً يطاردنا؟! أضاف: إنه لا يشعر بالأمان ولا الثقة خلال رحلته اليومية بالمترو من محطة كلية الزراعة - السيدة زينب. فكثيراً ما يتعطل خط حلوان - المرج. مما يعطلنا عن الذهاب إلي أعمالنا. وقد توقف القطار ذات مرة أكثر من ساعة ونصف. فضلاً عن تعطل أجهزة التكييف بشكل دائم. يقول عبدالمنعم محمد "مدير عام شركة مطاحن": كان المترو في بدايته "1986" أسرع وسائل المواصلات وأكثرها توفيراً للوقت والمال. لكنه صار اليوم وسيلة نقل غير آدمية نظراً لامتلائه بالباعة الجائلين والمتسولين دون رادع. فنجد معاقاً يتجول علي كرسي متحرك وآخرين يقومون بتوزيع الأذكار اليومية وغيرها تماماً كما يحدث في اتوبيس النقل العام. أضاف نشعر من شدة الزحام والحر بالاختناقات وكأننا في "ساونة" خاصة في محطات غمرة والدمرداش ومحطات تحت الأرض نظراً لتعطل التكييف. يؤكد محمد عزب "موظف" أنه يعاني الأمرين في رحلته اليومية من المرج - الشهداء. لتعطل ماكينات التذاكر. مما يضطر البعض للقفز من فوقها. وموظفو الأمن مختفون معظم اليوم. أضاف: علي الرغم من وجود عربات للسيدات فإن الرجال يستقلونها دون مراعاة للقانون وطالب بالاهتمام بنظافة العربات والمحطات. وضرورة وجود نقاط إسعاف ودورة مياه عمومية داخل كل محطة. طالبت تهاني محمد "ربة منزل" ونهي فريد "طالبة" بتركيب سلالم متحركة في كل محطة مترو وتخصيص ميزانية للمصاعد الكهربية لمعاونة المرضي الذين لا يقدرون علي صعود السلالم. أضافتا: نعاني مع مترو حلوان. فالتكدس حالة دائمة خاصة في محطة جامعة حلوان التي يغلق الباعة الجائلون أبوابها. والوقت يضيع في انتظار القطار ومقاعد المترو صارت متهالكة وأسعار الاشتراكات ارتفعت ل 350 جنيهاً ونجد صعوبة في تسديدها. أعرب محمد أحمد "طالب بجامعة عين شمس" عن استيائه الشديد من طول مدة التقاطر التي يفترض ألا تزيد علي 3 دقائق وتصل أحياناً ل 15 دقيقة مما يعطلنا عن محاضراتنا. ويزيد تكدس المحطات فيتدافع الركاب. وتقع بينهم المشاجرات. وحوادث السرقة. طالب بتعيين أفراد أمن علي الأرصفة لمنع المخالفات والاحتكاكات والمضايقات. تقول أميرة سمير "طالبة": المشكلة تكمن في السلوكيات السيئة للناس مثل إصرارهم علي الركوب رغم ازدحام القطار وتعطل المكيفات. أضافت: إن خط شبرا والجيزة يعمل بشكل جيد بعكس خط المرج - حلوان حيث إن عدد المتسولين فيه زاد بصورة هائلة. في ظل غياب الأمن.. كما ينتشر الباعة الجائلون داخل العربات وعلي الأرصفة. كما أن بعض المدرسين يقومون بتعليق ملصقات إعلانية عن دروسهم الخاصة داخل العربات ضاربين بالقانون عرض الحائط. يقول ممدوح فرج "موظف": أسهم مترو الأنفاق في حل مشكلة المواصلات خاصة في المناطق البعيدة مثل حلوان والتبين و15 مايو وكفر العلو. كما أن الباعة الجائلين قاموا بتشويه المظهر الحضاري للمترو وصاروا صداعاً مزمناً. أضاف: ماكينات التذاكر تتعطل بشكل دائم مما يؤدي لخسارة كبيرة للهيئة ولا يوجد حتي سلال نرمي فيها التذاكر المستهلكة. ولابد من توقيع غرامات رادعة لمن يركبون عربات السيدات. يطالب أحمد عبدالرحمن "مهندس" المسئولين بإعادة الوجه الحضاري للمترو كما كان في بداياته الأولي. وضرورة عمل حملات أمنية مكثفة داخل المحطات والقضاء علي الظواهر السلبية التي أدت لتردي حالة المترو. أضاف: التسول من أسوأ الظواهر. حيث يمارس البعض استعطافاً يبلغ حد الإلحاح ولابد من توقيع غرامات مالية علي المتسولين. وتقليل زمن التقاطر بحيث لا يزيد علي 5 دقائق. "المساء" نقلت هموم ومطالب ومعاناة المواطنين مع المترو لرئيس الهيئة القومية للأنفاق المهندس علي حسن. وواجهته بما التقطته عدساتها من صور لتدني الخدمة وانتشار الباعة الجائلين علي أرصفة المحطات. والزحام الهائل الذي يعانيه الركاب وسوء التهوية.. فأكد عدم وجود باعة جائلين داخل المحطات حيث يقوم بنفسه بجولات وحملات مكثفة يومياً. ولا يتواني في مواجهة تلك السلبيات أما مواجهة الباعة الجائلين خارج المحطات فلا تقع في نطاق مسئولية جهاز المترو وإنما هي مسئولية الأحياء والمحليات.