تفاوتت معدلات الإقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية، التي بدأت صباح اليوم وتمتد حتى الغد، في فترة الظهيرة، وفق شهود عيان. ففي الوقت الذي استمرت كثافة التصويت في بعض محافظاتكالقاهرة والجيزة، ووسط البلاد ودلتا النيل، اختفت الطوابير من محافظات أخرى على الأطراف بينها سيناءوالبحر الأحمر والوادي الجديد ومطروح وأسوان. واستمر توافد الناخبين علي مراكز اقتراع مدينة نصر ، وظهرت طوابير طويلة امتدت لعدة أمتار داخل وخارج مراكز الاقتراع، وهو ما تكرر في محافظاتالدقهلية والمنوفية والقليوبية، والجيزة ، والمنيا وبني سويف ، وأسيوط . من جانبه، قال اللواء أركان حرب محمد الشحات قائد الجيش الثاني الميداني، إن "كثافة نزول الجماهير هي أكبر عملية تأمين للعملية الانتخابية". واضاف أنه لم يحدث ما يعكر صفو الانتخابات في ستة محافظات داخل نطاق مسؤولية الجيش الثاني، مؤكدا أن عمليات تأمين اللجان هي في ذاتها رادع لكل من تسول له نفسه ارتكاب أي خطأ. في الوقت نفسه، شهدت بعض المحافظات ضعفا في الإقبال بشكل كبير مع فترة الظهيرة، مثل محافظاتالإسماعيلية، وبورسعيد وشمال سيناء ، والوادي الجديد ، والبحر الأحمر ، فضلا عن مدينة 6 أكتوبر ، والإسكندرية ، وكذلك الحال في محافظة مطروح ، وأسوان ، بحسب شهود عيان. وقال اللواء عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء، في تصريحات صحفية، إن الانتخابات تسير بمعدلها الطبيعي، دون أي حوادث أو شكاوى. وفي محافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي البلاد)، لم يتمكن بعض المغتربين بمدينة الغردقة (مركز المحافظة)، من العثور على أسمائهم بمراكز الاقتراع، على الرغم من قيامهم بتسجيل أسمائهم فى الفترة المحددة من قبل اللجنة العليا للانتخابات للمغتربين، فيما طالبهم رئيس مركز الاقتراع بالتوجه إلى محكمة الغردقة، والتقدم بشكوى إلى اللجنة العامة. وشهدت عدة مراكز اقتراع، خاصة في القاهرة، قيام بعض الشباب بالرقص على أنغام الأغاني، التي تدعم الجيش، وتحث المواطنين على المشاركة. فيما قام شباب بمدينة المرج بنصب مسرح صغير لبث الأغاني أمام مراكز الاقتراع. وعلى نغمات الأغاني، تجمعت عشرات السيدات أسفل المسرح ليرقصن ويصفقن، احتفالا بالمرشح عبد الفتاح السيسي، ورفعت بعضهن صورا له مرددين هتاف "السيسي هو رئيسي". وبدأت عملية التصويت في تمام التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي ومن المقرر أن تنتهي في التاسعة مساءً . وقد يمتد التصويت لساعات إضافية حال رأت اللجنة العليا للانتخابات ذلك بناء على كثافة الحضور من الناخبين. وتجري الانتخابات التي دعي إليها نحو 54 مليون ناخب، وسط إجراءات أمنية مشددة حيث تحولت مراكز الاقتراع إلى ما يشبه "الثكنة العسكرية"، وقد أحيطت بالحواجز الحديدية، كما تم وضع السواتر الرملية أمام أبواب المراكز، وانتشرت الدوريات الأمنية المشتركة بين الجيش والشرطة في محيطها. وقال مسؤولون أمنيون في تصريحات صحفية إن هذه الإجراءات تأتي لتأمين العملية الانتخابية، وتحسبا لأي "هجمات إرهابية" محتملة. والانتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم وغدا الثلاثاء، هي إحدى خطوات خارطة الطريق الانتقالية، التي أعلنها الرئيس المؤقت عدلي منصور، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، وتشمل أيضا تعديلات دستورية (أقرت في استفتاء شعبي في يناير كانون الثاني الماضي)، وانتخابات برلمانية (تجرى في وقت لاحق من العام الجاري لم يتحدد بعد). وبحسب مراقبين، فإن الوصول إلى نسب مشاركة تتعدى انتخابات الرئاسة في عام 2012، يمثل تحديا للسلطة الحالية، ويعطي الرئيس القادم شرعية على المستويين الدولي والمحلي.