- عبدالرحمن أبوذكري : لن أشارك بتمثيلية مبتذلة .. وتربية النشء واجبنا - حسام عقل : إمكانات الدولة مكرسة للسيسى ..و صباحى وجهة ديكورية - نجلاء محرم : لا شرعية لانتخابات تجري تحت القمع - محمد العدوي: الانتخابات أداة تضليل لا علاقة لها بالديمقراطية - خالد الخميسى : قبضة الحكومة ستتفكك لصالح جماعات جديدة "مسرحية هزلية" هكذا رآها المقاطعون، والذين قرروا أن ينأوا بأنفسهم عن التصويت في انتخابات الرئاسة الوشيكة، والتي تجري في مناخ قمع وتكميم أفواه وانتهاكات حقوق إنسان، هؤلاء عبروا ل"محيط" عن تخوفهم من عودة عصر المرشح الواحد الذي تكرس إمكانات الدولة من أجله .. المصريون يحتاجون لرعاية تربوية ولنشاط أوسع للمجتمع المدني .. السطور التالية تحمل المزيد من رؤية الكتاب المقاطعين. مقاطعة التهريج أكد " عبد الرحمن أبوذكري "، مؤسس دار "تنوير" للنشر، أن الانتخابات الرئاسية برمتها "تهريج" ؛ فقد عدنا لنتائج انتخابات مبارك حيث ال90% وال95% تعود، وسط انحياز شبه كامل لأجهزة الإعلام ورؤوس الأموال، ما يجعلنا نشعر أننا أمام تمثيلية مبتذلة. وتوقع أبوذكري أن تكون نهاية السيسي شبيهة بنهاية مبارك ومرسي، ويعتقد بأنه سيفشل في الوفاء بتعهداته، خاصة أنه تسلم مصر منهكة اقتصاديا ومساعدات الخليج لن تدوم، أما مصر فتئن من تناحر الأحزاب، بالطبع فإن ذلك عكس الأجواء التي جاء عبدالناصر فيها، فقد كانت مصر الملكية قوية اقتصاديا على الأقل . و الحل برأي الناشر المصري أمام أي مفكر ومثقف حقيقي يكمن في مواصلة الدور التربوي للمجتمع، بعيدا عن الانغماس الحالي في العمل السياسي، والهدف تربية جيل جديد واع ، والإصرار على ذلك تحت أي ضغط لأن الداعية والمثقف أشد ما تكون الحاجة إليه بأوقات المحن وليس الرخاء، وهي عملية تخلى عنها الإخوان المسلمون في الماضي منذ أن ارتضوا بالارتماء في أحضان النظام الحاكم والعمل من داخله ، حتى لو بدور المعارضة، منذ 1974 . كما انتقد أبوذكرى قيادة التنظيم الإخواني التى لا تؤمن بخطاياها أو محاولاتها لخديعة المصريين، ولا تتبنى فقه المراجعة، لأن إدراكهم صفر، فهم لا يعلمون أنهم أحد أسباب نكبتنا، وهم يقومون حاليا بشحن شباب الإسلاميين للنزول احتجاجا على هدر الشرعية، وكلها أفعال لن تفيد الوطن في شيء . ومأساة الإخوان برأي "أبوذكري" أنهم اجتمعوا منذ بدء تنظيمهم على شخص وليس مبدأ، جرى ذلك منذ تأسيس الجماعة على يد حسن البنا، وللأسف فقد ارتضى قطاع واسع من السلفيين بالعمل تحت غطاء "أمن الدولة" ولهذا فهم خارج المعادلة الثورية حاليا. أخيرا، لا يعتقد الناشر المصري أن كل ما جرى بميادين مصر ، بعد خلع مبارك، هو فعل ثوري حقيقي، بدليل انقسام الناس حوله وعدم استمراره، والحل يكمن في حركات سياسية أكثر وعيا لا تتكسب من مجرد خروج الجماهير والهتاف بالشوارع . المرشح الديكور أما عن العملية السياسية فى مصر ، فقال الدكتور "حسام عقل" ، الناقد الأدبي الأكاديمي والناشط السياسي ل "محيط "، أنها تعانى حاليا من موات إلى حين ، ومن ثم فهو لن يصوت لأي من المرشحين ؛ وأوضح الكاتب بأننا نفتقد في مصر الحد الأدنى من مقومات العملية الديمقراطية التي تمكننا من القول بأننا إزاء انتخابات حقيقية . بل نحن أقرب لحالة الاستفتاء على مرشحين، يغيب بينهما التكافؤ في الفرص، وتكاد تكون إمكانات الدولة بأكملها مكرسة لمرشح بعينه وهو "السيسي" ، وهو ما يجعل فوز صباحي شبه مستحيل ودوره ينحصر في أنه واجهة ديكورية فقط . وأكد "عقل" أن الإعلام المصري منحاز للغاية، ويشوه وعي الرأي العام عن عمد، كما أن التعددية الحزبية الحقيقية مفقودة، والأصوات المعارضة تعاني القمع الأمني والسلطوي بشكل عام. وردا على تساؤل حول موقف المعارضين حال فوز السيسي، أكد "عقل" أن الأفق مفتوح، لكن الساحة ستشهد تجمعات جادة لهذه القوى الوطنية وسيعلن عن ذلك في حينه . الحريات مكممة أكدت الأديبة نجلاء محرم، مؤسسة مركز "نهر النيل الثقافي" بالزقازيق، في تصريحها ل " محيط " أنه إذا استبعدنا فكرة أن ما جرى في مصر كان انقلابا على الشرعية، وبالتالي فما بني على باطل فهو باطل، فإننا لا نزال إزاء حالة ملتبسة تماما تمنعنا من القول بشرعية أي انتخابات في مصر. فالحريات مكممة، والنشطاء في السجون، والقبضة الأمنية رهيبة، والاقتصاد منهار، والغضب محتدم في الشوارع، ولن يتوقف حتى لو أفرج النظام عن بعض المعتقلين ظلما، لأن القائمة كبيرة تشمل 22 ألف مسجون بأحكام أغلبها جائر، وبالتالي فقد اقتربنا من سيناريو لا نرضاه لمصر وهو المعادلة الصفرية، " أنا أو أنت ". وأبدت "محرم" تفاؤلا بالتجمعات الجديدة للقوى الثورية الوطنية المناهضة لكل ما جرى بعد تفويض المشير السيسي، واعتبرت أن حوار الإسلاميين والليبراليين وكافة القوى المدنية، أمر إيجابي، ينقذ الوطن . التضليل من جانبه أكد الكاتب والروائي " محمد العدوي " الذي يعيش حالياً في تركيا، أنه لم يشارك في الانتخابات، ويقاطع العملية برمتها. وقال في تصريح ل"محيط" أننا يوما ما كنا نشعر أننا غرباء في بلادنا وأن مصر خاصة ب"الناس اللي فوق"، وكنا نزهد في المشاركة في كل شيئ فيها، ثم جاء عام فرحنا فيه بكل شيء فيها فشاركنا وعفرنا أقدامنا دعاية وطباعة ووقوفا، ثم عصف بكل شيء عصا عسكري غليظة، قتل وسلب وسجن؛ ثم قال : انتخبوني، أفيبقى في النفس حب أو فرح أو أمل أو يقين في شيء؟!. وأردف قائلاً : مشاركتي تعني إقراري بوضع هو في حقيقته قتل لحلم جميل مر طيفا قبل عامين، مشيرا أن الانتخابات ليست أداة تضمن السلامة وصحة الطريق فقط، فالانتخابات كما هى أداة للإنصاف ودقة القياس ، فهى أيضا أداة للتضليل، ولكل عملية في الحياة سواء كيميائية أو حيوية ظروف متى فُقدت ، فإن العملية لا تتم أو تنتج مخرجات مختلفة ، وهذا هو ما يحدث الآن ، فالظروف المحيطة بالانتخابات لا علاقة لها بالديمقراطية ، فأي نتيجة لذلك سوى العبث ! . الجماعات الجديدة فى الختام شاركنا الكاتب " خالد الخميسى " صاحب مؤسسة دوم الثقافية ، برؤيته المستقبلية لمصر ، مؤكدا عدم اهتمامه بالانتخابات القادمة أو الرئيس القادم ، فهو لا يهتم بكل ما يمت بالحكومات بصلة ، فى حين أنه يؤمن بدعم المجتمع المدنى . وقال الكاتب : على الرغم من مركزية الحكم فى مصر ، و حكوماتنا القمعية على مر القرون ، و لكن تدريجيا ستخف قبضة الحكومة على الشأن العام خلال العقود القادمة ، و ستتشكل جماعات جديدة ستتصدر الساحة . و أشار الخميسى أن المجتمع المدنى ليس فقط مجموعة مؤسسات أو جمعيات ، بل هو أوسع من ذلك بكثير ، المجتمع المدنى هو التجمعات البشرية التى تسعى لإدرة شأن من شئون حياتها لتحظى بحياة أفضل ، و تلك التجمعات ستزيد خلال الخمسون عاما القادمة لتحسين طريقة حياتنا . وبذلك ستتفكك قبضة الحكومة خلال العقود القادمة ، ضاربا مثال بالصحف القومية الأخبار و الأهرام و الجمهورية التى كانت تتصدر المشهد الصحفى فى مصر ، و الآن أصبحت الصحف الخاصة و المستقلة هى من تحظى باهتمام الناس . ووصف الخميسى الحديث عن الانتخابات فى الإعلام بأنه " كلام فارغ" ، و أن أغلب السياسيين الموجودين على الساحة من طبقة البيروقراطيين التى أثرت سلبا على التنمية ، و انتقد الخميسى عدم وجود مرونة فى تقبل الرأى و الرأى الآخر . كما أكد الكاتب أن الرئيس القادم لن يستطيع أن يفعل شيئا ، ليس هو فقط بل أى رئيس قادم فى أى دولة بالعالم ، مفسرا ذلك بأن رؤساء الجمهوريات ليسوا هم من يحكمون ، بل يضطرون للتعامل مع شبكة معقدة جدا سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا ، لا يستطيعون معها فعل شئ ، و تصبح هامش حركتهم أصغر مع مر السنوات ، ضاربا مثال بالملك الفرنسى لويس الرابع عشر الذى لقب بالشمس ، و جانكيز خان امبراطور المغول ، لم تكن قبضتهم الحديدية هى من تحكم ، بل كانوا جزءا صغيرا جدا من الشبكة المعقدة . اقرأ فى هذا الملف " "الانتخابات الرئاسية" .. ثورة التوقعات يطلقها مثقفو مصر" * الغلابة والفلول وحقوق الإنسان .. كلمات السر في ترشيحات «عمار والقعيد» * «رجل الدولة» الذي لا يجامل أحدا ويقود السفينة بأمان .. أسباب لترشيح المشير * مثقفون ل"محيط": صباحي فرصتنا الوحيدة للوقوف أمام العودة المسعورة لنظام مبارك! ** بداية الملف