حلم تجسد واقعا .. هكذا كانت مؤسسة " دوم " خيالا يداعب عقل الكاتب " خالد الخميسى " ، و أمس فى حفل الافتتاح اصبحت واقعا يتجسد بقوة على الساحة الثقافية ، حضر حفل الافتتاح العديد من المثقفين و الكتاب منهم الصحفية فريدة الشوباشى ، و الكاتبة اهداف سويف و رئيس مجلس إدارة مجموعة الشروق إبراهيم المعلم . دخلنا شارع الفردوس مقر المؤسسة و لم تمضى ثوان و إذا بجموع من الناس و أنوار بهيجة أمامنا هناك وجدنا مؤسسة دوم ، على الباب تجد بائع للذرة و بائع عصائر دوم و تمر و سوبيا قد تتعجب كيف تقف هذة العربات أمام مؤسسة ثقافية و لكن الأعجب أنها تحمل يافطة " دوم " ، وانتشر فى حفل الافتتاح بائعى عصير الدوم بزيهم المعروف يوزعونه على الحضور مجانا . لا تتعجب كثيرا فقد اختار الخميسى هذا الاسم لأنه يحمل عبق النيل، فنخيل الدوم كان مقدس لدى قدماء المصريين ، و تحدث العديد من الأطباء عن فوائده ، لذا فى " دوم " تغذى عقلك بالمعرفة و فيتامينات الدوم . مركز دوم هو في الأصل فيلا المعماري رمسيس ويصا واصف، الذي بناه في الأربعينيات من القرن الماضي على الطراز الاسلامي. يحتوي المبنى على جماليات معمارية تظهر عبقرية هذا الفنان الذي أضاف للعمارة المصرية الكثير، و فى مدخله وجدنا القاعة الرئيسية " امنحتب " التى ستقام بها العروض الثقافية و الفنية ، و حديقة سيد درويش حيث يمكنك مطالعة الكتب و التجمع مع الأصدقاء و المثقفين ، أما الورش الخاصة بالكاريكتير و النحت بالسلك و الرسم بالقماش فتتوزع على باقى الأدوار . ألقى الخميسى كلمة الافتتاح متحدثا عن هذا الحلم الذى راوده طويلا ، و الذى بدأه منذ عام و شارك معه عدد من المتطوعين و ها هو يراه حقيقة أمام عينيه ، فآمن أن الشأن السياسي الذى يعافر منذ ثلاث أعوام يحتاج لبنية ثقافية حقيقية ، و بدونها لن يستطيع النهوض ، و أن الحراك المجتمعى الذى بدء منذ أكثر من 10 سنوات و فر أرضية خصبة لإنشاء مؤسسات ثقافية . و تابع أنه عندما فكر فى إنشاء دوم أدرك أن مصر و العالم العربى جاهزين تماما للتفاعل و التعاطى مع عشرات و مئات من المؤسسات الثقافية بمصر ، و أن مهمة دوم تقديم محتويات مبسطة لجذب قطاعات جديدة للاهتمام بالثقافة ، و أن الملايين الذين نزلوا للشارع مطالبين بالتغيير فهم جاهزين تماما ليفكروا و يتفاعلوا مع المؤسسات الثقافية . و أن مؤسسة دوم وحدها لن تستطيع فعل شئ دون المهتمين بالشأن الثقافى و دون التعاون مع باقى المؤسسات الثقافية ، و دعا الخميسى المثقفين للتردد على المؤسسة و لو لمرة فى الشهر للقراءة و التفكير و اثراء المناقشات ، لأن بتواجدهم يمثلون نقطة نور فى " دوم " . ختم الخميسى حديثه أن مؤسسة دوم لن تتوقف فى حدود العجوزة بل تتسع لتصل إلى مختلف المحافظات من خلال مؤسسات المجتمع المدنى، و المؤسسات المختلفة حكومية و خاصة . و تتضمن الافتتاح عرض حكى ، و جولة بورشة النحت بالسلك للفنان جلال جمعة ، وورشة الرسم بالقماش للفنان إبراهيم البريدى ، كما استمعنا لقراءة لنصوص يوسف إدريس و شعر بيرم التونسى ، و اختتم الافتتاح بحفل غنائى للمغنية فيروز كراوية . " دوم " ثقافة نكهة تانى "دوم" مؤسسة ثقافية مصرية غير ربحية، غايتها العمل على دعم العقلية النقدية في المجتمع المصري. تهدف مؤسسة "دوم" إلى إنتاج مادة ثقافية ومعرفية تقوي دعائم الدولة المدنية وتؤسس مع كافة الحركات الثقافية العربية إلى حركة تنوير جديدة تنير لنا طريقا للفهم، طريقا يتم رصفه بالأسئلة والتفكير والتفكر، والمساهمة في تدعيم التنوع الثقافي كمصدر رئيسي لأي جهد تنموي. كما تطمح "دوم" أن تساهم في بناء شبكة بين منتجي الثقافة في مصر وفي الوطن العربي. "دوم" هي سلاسل كتب، وورش عمل، ولقاءات مع مفكرين، وهي كذلك ليالي حكي، وحفلات غناء، وندوات، وعروض مسرحية وثقافية، ومهرجانات ثقافية، ونشر للثقافة في الأماكن العامة؛ وكل ذلك موجه نحو هدف واحد: "ترسيخ ثقافة السؤال". فبدون أسئلة لا يمكن أن يتحرك قطار التنوير. تتبنى دوم استراتيجية ثقافية عامة تصب في نهر يضم بين دفتيه إنتاج معارف عميقة وبسيطة في نفس الوقت، تصل إلى أكبر قدر من المصريين في مناطق مختلفة، معرفة تطرح أسئلة أكثر مما تقدم إجابات. هذه الأسئلة المرتبطة بحالة الفوران الاجتماعي اليوم وما يصاحبها من أسئلة كبرى عن الحياة وكيفية إدارة أمور البشر. بدأت "دوم" باكورة أنشطتها بدعم ثلاثة فنون هى الكاريكاتير والرسم بالقماش (باعتبار أن القماش وفنونه هو تخصص مصرى قديم) والنحت بالسلك (الذى بدأ منذ الأسرة الثانية المصرية القديمة) وهى كلها فنون لا تعتمد على توفر اى إمكانيات مادية. وسوف تبدأ أكاديمية الكاريكاتير فى نهاية سبتمبر لمدة عام دراسى كامل، وكذلك بدأت ورش النحت بالسلك، والرسم بالقماش، وتخطط مؤسسة "دوم" للثقافة لبدء العمل على فن العرائس فى بداية العام القادم. وكانت "دوم" قد بدأت نشاطها التجريبى بتقديم عروض فنية تحت مسمى "عصير دوم"، وهى عروض تجمع بين التمثيل والحكى والغناء والقراءة والحوار، وكانت اقرب لعصير للفنون فى ما يخص موضوعات تمس المجتمع، وسوف تنتج موضوعا جديدا كل شهر. وستبدأ المؤسسة فى شهر أكتوبر المقبل إصدار سلاسل من الكتب، والبداية سوف تكون سلسلة "ببساطة" وسلسلة "بكل بساطة" .