عبّرت السفارة الأمريكيةبالخرطوم عن "قلقها العميق" إزاء اعتقال رئيس حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي، داعية الحكومة السودانية إلى "احترام حرية التعبير". وفي بيان صحفي أصدرته ووصل مراسل وكالة "الأناضول" نسخة منه، قالت سفارة الولاياتالمتحدة في الخرطوم "نحث حكومة السودان على احترام الحق الأساسي لحرية التعبير لكافة المواطنين السودانيين كما نصت عليه المادة 93 من الدستور السوداني الانتقالي لعام 2005". وأضاف البيان "تعهد الرئيس السوداني عمر البشير في خطابيه اللذين دعا فيهما لحوار وطني بتاريخ 25 يناير / كانون الثاني و6 ابريل/ نيسان الماضيين، برفع سقف حرية التعبير فى البلاد". وناشدت السفارة حكومة السودان إلى "الالتزام بوعودها تجاه الشعب في الوقت الذي تستعد لإطلاق حوارها الوطني الشامل". واعتقل المهدي، السبت الماضي، بعد يومين من استجواب نيابة أمن الدولة له بشأن بلاغ قيده ضده جهاز الأمن والمخابرات (التابع للرئاسة) بسبب اتهامات وجهها المهدي لقوات الدعم السريع التابعة للجهاز والتي تساند الجيش في حربه ضد المتمردين في إقليم دارفور، غربي البلاد. وبحسب النيابة، فإن المهدي قال إن هذه القوات "ارتكبت جرائم حرب واغتصاب وحرق قرى والاعتداء على المدنيين ونهب ممتلكاتهم". ويواجه المهدي تهما تتعلق ب"تقويض النظام الدستوري وإثارة التذمر وسط القوات النظامية وإشانة سمعتها، وهي اتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام". وجاءت هذه الاتهامات، التي وصفها المهدي ب"الباطلة"، رغم التحسن الذي طرأ مؤخراً على العلاقة بينه وبين النظام، خاصة بعد قبول الأول دعوة الحوار التي أطلقها الرئيس السوداني عمر البشير في يناير/ كانون الثاني الماضي، ضمن خطة إصلاحية شاملة يتبناها وتسببت في انقسام تحالف المعارضة ما بين مؤيد ومعارض.