شهد مهرجان "كان" الدولي في يومه الخامس منافسة بين عجوز أمريكي يجدد حياته بالإخراج السينمائي، وشابة إيطالية تقدم فيلمها الثاني. ورغم الاختلاف الكبير بين المخرج والنجم العجوز "تومي لي جونز"، والمخرجة الإيطالية الشابة "أليس روهرفاخر"، إلا أن فيلمي "the homesman" أو "عجوز المنزل" لجونز، و"The wonders" أو "عجائب" لروهرفاخر، جاءا نسائيين بامتياز . وتدور أحداث فيلم "جونز"، الذي يقوم ببطولته أيضاً، في الغربِ الأمريكي، وهو مأخوذ من قصة ل "جليدون سوارثهوت" وبطولة "هيلارى سوانك" و"ميريل ستريب". وتدور قصته حول سيدة وحيدة، تقبل إنقاذ هارب من العدالة، بشرط مساعدتها في إيصال 3 نساء مجنونات من نبراسكا إلى ولاية أيوا، والدفاع عنهن ضد مخاطر الغرب الأمريكي. وفي تعليقه حول التوثيق للجنون، قال في المؤتمر الصحفي للفيلم الأحد "لقد قرأنا العديد من الكتب حول الجنون، وخاصة لدى النساء في القرن التاسع عشر، وتعلمنا كيفية علاج مختلف الأمراض، حيث كان يعتقد في تلك الفترة أنه لعلاج الانفصام ينبغي غطس الناس في الماء المثلج لمدة 8 ساعات". و"تومي لي جونز" ممثل أمريكي ولد عام 1946، وحصل على جائزة الجولدن جلوب عام 1994 كأفضل ممثل مساعد عن فيلم "الهارب" ، كما حصل على جائزة الإيمي 1983 لأفضل ممثل عن دوره في فيلم أغنية الجلاد، وفي 2005 حصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان كان عن فيلم الدفنات الثلاث، لميلكادس استرادا. وبدأ رحلته كمخرج في عُمرِ الستين بفيلم "المدافن الثلاثة لميلكاس استرادا" أو The Three Burials of Melquiades Estrada، ونافس على السعفة الذهبية لمهرجان كان عام 2005، وكان فيلمه واحداً من أفضل أفلام الدورة، وفاز عنه "جونز" في النهاية بجائزة أفضل ممثل، بالإضافة إلى جائزة أفضل سيناريو للكاتب "جاليرمو أرياجا". أما الايطالية الشابة "أليس روهرفاخر" فتدور أحداث فيلمها "عجائب" حول 3 بنات صغيرات، ضمن عائلة تعيش في الريف الإيطالي على استخراج عسل النَّحل، وتتغيَّر حياتهن خلال الصيف، حين يأتي برنامج تلفزيون واقع للتصوير في البلدة. و"أليس" هي الاسم النسائي الثاني، مع المخرجة "ناعومي زاوسكي"، ضمن مسابقة مهرجان " كان " الرسمية لهذا العام، حيث تشارك في المهرجان بالكثير من الغموض والترقب لعملٍ إيطالي وصفه بعض الصحفيين بال"فيلينسكيَّة"، نسبةً إلى المخرج فيدريكو فيليني. وقالت أليس عن فيلمها خلال الندوة التي أعقبت الفيلم: إنها "حكاية رمزية فظة بعض الشيء، ويمكننا قراءتها وكأنها قصة ملك وملكة، وحاولنا أن يكون العمل أقرب الي الواقع، وكنا نهدف من ذلك إلى أن نترك للمشاهد مساحة صغيرة خاصة به في زمن لم يعد يملك إلا القليل منها". وشهد اليوم الخامس للمهرجان في دورته السابعة والستين، والذي يستمر حتى 25 مايو/ أيار الجاري، أيضا في قسمي "نظرة ما" و"خارج المسابقة" عرض فيلمي "The Rover"، أو"حياة أو موت" للمخرج الأسترالي دافيد ميشود و"المالكون" أو "The Owners" للممخرج أديلخان يرزانوف من كازاخستان الذي لم يتجاوز عمره الثانية والثلاثين. ويتناول فيلم المالكون صراع مجموعة من الأخوة، لمحاولة استعادة ملكية المنزل الذي ورثوه في منطقة نائية، حيث يكتشفون أن المنزل يحتله منذ 10 أعوام وبشكل غير قانوني، رجل مدمن على الكحول يرفض إخلاء المكان. وحاز مخرج الفيلم الشاب على جائزة أفضل سيناريو عن فيلم " بيان منفرد" Ko، أو "Korpesh and Bayan-Sulu" عام 1999، وهي أول سلسلة متحركة يتم إخراجها في كازاخستان. أما المخرج الاسترالي "دافيد ميشوود" فيتناول في فيلمه "حياة أو موت" أو "The Rover" عائلة تعيش في عالم انهكته الأزمة الاقتصادية، مما يضطر رجلين منها للانضمام لعصابة من أجل البقاء على قيد الحياة.