صوت نحو 55 ألف مصري بالخارج في الانتخابات الرئاسية في اليوم الأول من بدء عملية الاقتراع والتي نتهي في 18 مايو الجاري. وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها مساء اليوم الخميس، إن عدد المصوتين في اللجان الفرعية بالسفارات والقنصليات المصرية في الخارج تجاوز حتى الساعة السابعة مساء بتوقيت القاهرة حوالي 55 ألف صوت. وتابع البيان أن دول الخليج جاءت في المقدمة، في حين جاءت ميلانو بإيطاليا في المقدمة للجان الفرعية خارج منطقة الخليج العربي. وتنحصر المنافسة في هذا الاستحقاق الانتخابي بين مرشحين هما، وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، والسياسي حمدين صباحي. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية، بدر عبد العاطي، أن عملية التصويت "تمت في اليوم الأول بشكل هادئ ودون وقوع مشاكل خطيرة تعرقل أو تعيق عملية التصويت، وبتواجد مندوبين عن المرشحين الرئاسيين في اللجان الفرعية، وبمشاركة من المصريين بالخارج من مختلف الأعمار". وقال عبد العاطي إنه وفقا لتقارير البعثات المصرية في الخارج التي تتلقاها الوزارة، أغلقت العديد من اللجان أبوابها في شرق وجنوب شرق آسيا، بعد انتهاء مواعيد التصويت الممتدة من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً بتوقيت كل دولة. وتتواصل عملية التصويت في باقي اللجان الفرعية في مختلف دول العالم، فيما بدأت بالفعل اللجان الفرعية في أمريكا الشمالية في استقبال المصوتين. وحول حجم المشاركة في عدد من الدول، أوضح عبد العاطي، أنه في الكويت صوت حوالي 11 ألف ناخب، وفي الرياض 7500، وفي جدة، غربي السعودية، حوالي 7 آلاف، وأبو ظبي 4700. وفي أوروبا جاءت ميلانو بإيطاليا في مقدمة للجان الفرعية تصويتا خارج منطقة الخليج العربي، بينما توضح المؤشرات "وجود إقبال شديد وزيادة ملحوظة في أعداد المصوتين في الأردنوقطروعمان والمغرب والسودان وأستراليا وألمانيا وفرنسا التي ارتفع فيها عدد المصوتين ثلاثة أضعاف بالمقارنة بالاستحقاقات الماضية"، بحسب عبد العاطي. ووفقا لمراسلي الأناضول، توافد مصريون مقيمون بدول خليجية، إلى مقار البعثات الدبلوماسية لبلادهم، للإدلاء بأصواتهم. وقال سفير مصر لدى الرياض، عفيفي عبد الوهاب، في بيان صحفي للسفارة تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، "يبلغ الإقبال ذروته يومي الجمعة والسبت، العطلة الأسبوعية، خاصة بالنسبة للناخبين القادمين من خارج العاصمة الرياض." من جهته، قال السفير المصري بالكويت، عبد الكريم سليمان، في تصريحات صحفية له إن "السفارة تحرص على توفير الأجواء لإنجاز عملية الانتخابات بنزاهة وشفافية تامة، وإنها وفرت حافلات نقل للمقترعين إلى مقر السفارة". أما سفير مصر في الإمارات إيهاب حمودة فقال لوكالة الأناضول إن "الإقبال على عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية بالإمارات يفوق الإقبال على الاستفتاء على الدستور وكذلك الانتخابات الرئاسية الماضية في 2012". وفي قطر، قال وليد حجاج القائم بأعمال السفارة بالإنابة لمراسلة الأناضول إن "الوزارة سمحت للمصريين بالخارج بالتصويت بالرقم القومي دون تسجيل وأن السفارة تسلمت جهاز القارئ الألي". وجهاز القارئ الآلي هو جهاز مرتبط بشبكة بيانات الناخبين ، ويقوم بتسجيل بيانات بطاقة الرقم القومي (بطاقة الهوية) للناخبين لضمان عدم إدلاء الناخب بصوته أكثر من مرة. وفي الأردن توافد عشرات المصريين على أبواب السفارة في عمان، للإدلاء بأصواتهم، ورفع بعضهم أعلاما لبلادهم، وصورا للسيسي أمام السفارة، مرددين هتافات تطالب الجميع بالتصويت له. وقال سامي محمد، مصري مقيم بالأردن، بعد الإدلاء بصوته لوكالة الأناضول، إن الإجراءات سهلة جدا ولا تشوبها أي مشاكل، مؤكدا أنه منح صوته للمشير السيسي. وتقول الحكومة الأردنية في إحصائيات رسمية أن هناك حوالي 800 ألف مصري في الأردن، بينما تقول السفارة المصرية أن عددهم 350 ألف. في لبنان، اعتبر السفير المصري، أشرف حمدي، في حديث لوكالة الاناضول، أن الإقبال على صناديق الاقتراع "فاق التوقعات"، مشيرا إلى عدد المواطنين المصريين المقيمين في لبنان ما بين 30 الف إلى 35 الف مواطن مصري. المواطن المصري أشرف نورا، مصري مقيم في لبنان، قال للأناضول، "نحن فراعنة ولا نحتاج إلى أن يحكمنا إلا فرعون، والمشير السيسي هو فرعون بالنسبة لنا." في تونس، قالت السفارة المصرية، في بيان وصل الأناضول نسخة منه، "شهد مقر السفارة إقبالاً هادئاً من الناخبين وسط إجراءات سرية". وأكد أحمد الطنيخي، المستشار الإعلامي بالسفارة المصرية، إقبال أبناء الجالية المصرية بتونس على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، متوقعاً ارتفاع نسبة الاقبال يومي السبت والأحد القادمين، كونهما إجازة رسمية في تونس. أفريقيا، قال السفير رجائي نصر، سفير مصر في زامبيا ومندوب مصر الدائم لدى الكوميسا، إن اليوم الأول للانتخابات الرئاسية في السفارة شهد إقبالاً كبيراً من المواطنين المصريين الذين قدموا من شتى المحافظات الزامبية. أوروبيا، لم يلحظ مراسل الأناضول إقبالا كبيرا على التصويت في القنصلية المصرية بإسطنبول، مع الأخذ في الاعتبار قلة عدد المصريين المقيمين في تركيا. وأوضحت القنصل العام بالإنابة في القنصلية المصرية بإسطنبول، "شهيرة عاصي"، للأناضول، أن فرز الأصوات سيتم في القنصلية بعد انتهاء الاقتراع يوم الأحد القادم ومن ثم ترسل النتيجة إلى وزارة الخارجية المصرية. وقالت عاصي إن أيا من المرشحين لم يرسل مندوبين عنه إلى القنصلية، كما لم تستقبل القنصلية طلبات مراقبة. وتظاهر مجموعة من الشباب والفتيات أمام مبنى القنصلية، معبرين عن اعتراضهم على العملية الانتخابية برمتها، ورافعين علم مصر، ورايات تحمل علامة رابعة. وقال "مصطفى زكريا" أحد المشاركين في المظاهرة لمراسل الأناضول، "نحن هنا نوجه رسالة للعالم كله، أن ثوار مصر في الداخل والخارج ثابتين على قضيتهم، ولن يتخلوا عن ثورتهم أبدا، وثابتين على الطريق الذي بدؤوا به ثورة 25 يناير". وفي براتسلافيا عاصمة سلوفاكيا، أدلى وزير الخارجية نبيل فهمي، يوم الخميس، بصوته في الانتخابات الرئاسية حيث يتواجد مقر القنصلية المصرية. وجاءت مشاركة فهمي في الانتخابات الرئاسية خلال زيارته الأولى لسلوفاكيا للمشاركة في مؤتمر دولي عن الأمن. كانت اللجنة العليا للانتخابات في مصر أعطت الحق لأي مواطن متواجد في الخارج المشاركة في الانتخابات طالما اسمه مسجل بالكشوف الانتخابية للجنة، ومعه أصل جواز السفر او بطاقة الهوية. وحول سير عمليات التصويت اليوم نفت وزارة الخارجية المصرية وجود أي "انتهاكات أو تجاوزات ممنهجة" في عملية تصويت المصريين بالخارج. وقال المتحدث باسم الوزارة، بدر عبد العاطي، لوكالة الأناضول، "أي خطأ يحدث داخل سفارة أو قنصلية بالخارج يتم التعامل معه بشكل سريع، ولا صحة للحديث حول انتهاكات أو تجاوزات ممنهجة". وأكد أن السفارات والقنصليات المصرية "تلتزم بشكل كامل بكل ضوابط اللجنة العليا للانتخابات وتلتزم بالحياد الكامل" مع كلا المرشحين المتنافسين في هذه الانتخابات. لكن حملة المرشح الرئاسي، حمدين صباحي، قالت إن مندوبي الحملة في الخارج "رصدوا العديد من الانتهاكات". وقالت منى عامر، مسؤولة لجنة المصريين في الخارج بحملة صباحي، في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، إن "أبرز الانتهاكات تمثلت في توزيع الدعاية الخاصة بالمرشح المنافس (عبد الفتاح السيسي) داخل اللجان ووجود بعض الصناديق من الكرتون داخل عدد من اللجان (يفترض أن تكون بلاستيكية)". ومن المقرر أن يستمر تصويت المصريين في الخارج، حتى الأحد المقبل (18 مايو/آيار الجاري) وفقا للمواعيد التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية الشهر الماضي. ويقترع المصريون في الخارج في 141 مقراً انتخابياً في 124 دولة، بحسب بيان سابق لوزارة الخارجية المصرية. وتتضمن بطاقة الاقتراع اسمي وصورتي المرشحين الرئاسيين المشير عبد الفتاح السيسي ورمزه الانتخابي "النجمة" والسيد حمدين صباحي ورمزه الانتخابي "النسر". وهذه الانتخابات هي ثاني استحقاقات خارطة الطريق الانتقالية، التي أعلنها الرئيس المؤقت، عدلي منصور، (يوم 8 يوليو/ تموز الماضي)، بعد التصديق على الدستور المعدل في يناير/كانون الثاني الماضي (الاستحقاق الأول)، فيما تجرى الانتخابات البرلمانية (الاستحقاق الثالث والأخير) في وقت لاحق من العام الجاري، لم يتحدد بعد. وفي 3 يوليو/ تموز الماضي، عزل الجيش بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، الرئيس السابق محمد مرسي، بعد نحو عام قضاه في الحكم، بدعوى فشله في إدارة شؤون البلاد.