قالت وزارة الخارجية المصرية إن عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية تشهد إقبالاً كثيفاً في منطقة الخليج العربي، حيث توافد المصريون المقيمون بدول خليجية، إلى مقار البعثات الدبلوماسية لبلادهم، للإدلاء بأصواتهم في ثاني انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول. ففي السعودية، والكويت، والإمارات، توافد آلاف المصريين إلى مراكز الاقتراع بمقار السفارات والقنصليات في تلك الدول، فيما شهدت السفارة المصرية في قطر "إقبالا محدودا" في الساعات الأولي للاقتراع وسط تواجد ملحوظ لكبار السن من النساء والرجال. من جانبه، قال سفير مصر لدى الرياض، عفيفي عبد الوهاب، إن "الناخبين اصطفوا في طوابير طويلة قبل بدء التصويت في التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي "6 تغ"، وأن أعدادا متزايدة استمرت في التوافد، حيث تسير عملية التصويت في سلاسة ويسر". وفي بيان صحفي للسفارة تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، توقع عبد الوهاب أن "يبلغ الإقبال ذروته يومي الجمعة والسبت، العطلة الأسبوعية، خاصة بالنسبة للناخبين القادمين من خارج العاصمة الرياض، إذ يصر البعض على قطع مسافة تتجاوز أحيانا 600 كيلو متر من أجل الإدلاء بصوته". ومن المقرر أن يستمر تصويت المصريين في الخارج، حتى الأحد المقبل "18 مايو الجاري، وفقا للمواعيد التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية الشهر الماضي. وأوضح السفير المصري أن عملية التصويت تتم من خلال 13 لجنة داخل مقر السفارة، لتجنب تكدس الناخبين، وضمان التصويت في أقل وقت ممكن، فضلا عن تخصيص عدد من اللجان للعائلات وأخرى للسيدات، حرصا على توفير أكبر قدر من الراحة. من جهته، قال السفير المصري بالكويت، عبد الكريم سليمان، في تصريحات صحفية له إن "السفارة تحرص على توفير الأجواء لإنجاز عملية الانتخابات بنزاهة وشفافية تامة، وإنها وفرت حافلات نقل للمقترعين إلى مقر السفارة". أما سفير مصر في الإمارات إيهاب حمودة فقال لوكالة الأناضول إن "الإقبال على عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية بالإمارات يفوق الإقبال على الاستفتاء على الدستور وكذلك الانتخابات الرئاسية الماضية في 2012". وأضاف حمودة أن "السفارة تعمل على إنهاء الاستحقاق الانتخابي بشفافية ودون وقوع أي مشكلات". أما في قطر، قال وليد حجاج القائم بأعمال السفارة بالإنابة لمراسلة الأناضول "أتوقع أن تشهد الساعات القادمة إقبالا أوسع في ظل التسهيلات التي وضعتها وزارة الخارجية خلال هذه الانتخابات". وأوضح أن "الوزارة سمحت للمصريين بالخارج بالتصويت بالرقم القومي دون تسجيل وأن السفارة تسلمت جهاز القارئ الألي". وجهاز القارئ الآلي هو جهاز مرتبط بشبكة بيانات الناخبين ، ويقوم بتسجيل بيانات بطاقة الرقم القومي (بطاقة الهوية) للناخبين لضمان عدم إدلاء الناخب بصوته أكثر من مرة. وفي تعليقه على سير عملية تصويت المصريين في الخارج، قال السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إن التقارير الأولية الواردة من السفارات والقنصليات بالخارج تشير إلى أن عملية التصويت تشهد إقبالاً كثيفاً من قبل الناخبين في منطقة الخليج العربي وأستراليا خلال الساعات الأولي لبدء عملية التصويت". وأضاف عبد العاطي في بيان له اليوم ، إن "المواطنين اصطفوا في صفوف امتدت لكيلومترات أمام مقار السفارات والقنصليات المصرية، بما يعكس إقبالاً كبيراً من الجاليات المصرية بالخارج للمشاركة في هذا الاستحقاق الهام". وأكد أن عملية الاقتراع تسير في جو هادئ وفي ظل نظام دقيق يعكس حرص المواطنين المصريين بالخارج على ممارسة حقهم الدستوري والمشاركة في انتخاب رئيس مصر المقبل". ويقترع المصريون في الخارج في 141 مقراً انتخابياً في 124 دولة، بحسب بيان سابق لوزارة الخارجية المصرية. ورغم أنه عادة ما تشهد السفارات بالخارج إقبالا ضعيفا على التصويت في الصباح، حيث ينشغل الناخبون بأعمالهم، لكن طوابير المصريين امتدت اليوم إلى عشرات الكيلومترات أمام مقار السفارات والقنصليات المصرية في أغلب دول الخليج، بحسب شهود عيان ومراسلي الأناضول. وحمل المصريون أعلام بلادهم فيما وضع كثيرون صورا للمرشح عبد الفتاح السيسي على صدورهم. ويتنافس السيسي في الانتخابات الرئاسية مع حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي للوصول إلى سدة الحكم في مصر. وتحتل السعودية نصيب الأسد في نسبة الناخبين المصريين بالخارج بعدد 312 ألف ناخب، يمثلون وحدهم نحو 45 % من إجمالي عدد الناخبين المسجلين بالخارج، بينما يأتي بعدها كل من الكويتوالإماراتوقطر وعمان والبحرين. غير أنه يصعب إحصاء عدد من لهم حق التصويت في الانتخابات المصرية بالخارج، نظرا لمنح الحق لمن يسافر بشكل عارض في الاقتراع، وكذلك لاستبعاد الاقتراع في بعض الدول لأسباب أمنية، بحسب تسهيلات أعلنت عنها وزارة الخارجية المصرية الشهر الماضي. وتجرى الانتخابات الرئاسية داخل مصر يومي 26 و27 مايو الجاري، فيما تستمر الدعاية الانتخابية للمرشحين حتى يوم 23 من الشهر ذاته . وهذه الانتخابات هي ثاني استحقاقات خارطة الطريق الانتقالية، التي أعلنها الرئيس المؤقت، عدلي منصور، يوم 8 يوليو الماضي، بعد التصديق على الدستور المعدل في يناير الماضي الاستحقاق الأول، فيما تجرى الانتخابات البرلمانية الاستحقاق الثالث والأخير في وقت لاحق من العام الجاري، لم يتحدد بعد. وفي 3 يوليو الماضي، عزل الجيش بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، الرئيس السابق محمد مرسي، بعد نحو عام قضاه في الحكم، بدعوى فشله في إدارة شؤون البلاد.