«العنف».. الدافع الأقوى وراء الغش «العنف».. تفريغ لممارسات المجتمع داخل المدارس يعد الغش من الأشياء المرفوضة قلبا وقالبا في كل مجالات الحياة، وأهمها التعليم، إلا أن هناك أسبابا تساعد عليه ويجب أزالتها ومعالجتها قبل النظر إلى التهمة الأكبر بالغش، وأهم تلك الأسباب "العنف" في المنزل والمدرسة، مما يجعل الطفل كارها التعليم محاولا الابتعاد عن حضور اليوم الدراسي بقدر الإمكان حتى لا يتعرض للأذى. وللعنف أنواع، فمنه عنف لفظي وجسدي ونفسي وآخر حواري، وهو ما نعانيه في أغلب الأوقات من افتقاد أسلوب الحوار الراقي بين الجميع، فالطالب في المدرسة هو ذلك الفرد في الشارع والابن في المنزل فما المدرسة سوى مرآة للمجتمع المحيط بها. الرغبة في السيطرة وخلال جولة شبكة الإعلام العربية "محيط" لرصد حالات العنف ضد الطلاب، قال خالد إبراهيم، مدرس لغة عربية، إن ما يجعل المدرس يلجأ للعنف مع الطالب هو ضرورة السيطرة على جموع الطلاب، ففي علم النفس لا يستطيع الشخص السيطرة على أكثر من 15 فردا في المدارس، في حين يصل العدد في الفصل الواحد حاليا إلى 50 طالبا وفي الأقاليم يصل العدد ل100 طالب. وأضاف أن هذا ليس مبرر للعنف "الطائش" الذي نراه من المدرسين ضد الطلاب وتطبيق العنف هو المرحلة الأخيرة للطالب، فهو يأتي شارباً العنف من المنزل بسبب المشكلات الاقتصادية وما يشاهده من كوارث في الشارع بسبب الانفلات الأمني، بالإضافة لما يراه من إعلام سلبي وأفلام تعتمد على العنف، فينعكس ذلك عليه في المدرسة. أسبوع راحة قانوني أما أبو الحسن أحمد حسن، مدير مدرسة محمد عبده الإعدادية بنين، فعلق على العنف الطلابي قائلا "حدث ولا حرج"، ففي الفصل الدراسي الأول قام أحد الطلاب بالاعتداء الجسدي بقطعة من الزجاج على زميله في الفصل، وعند سؤاله لماذا فعلت ذلك كان رده "استفزني يا مستر" ، ويبدو أن الدافع كان رفض الطالب المصاب التعاون معه في الغش في امتحانات الشهر، وتم استدعاء الشرطة للطالب وذلك بسبب سوء حالة الطالب المصاب وقد تم نقله للمستشفى وإثبات محضر بقسم عين شمس بالحالة. وأضاف أن المدرسة نتعامل مع هؤلاء الطلاب المنحرفين من خلال الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في محاولة لاحتواء الطلبة وتقديم مواطن صالح للمجتمع، معتبرا أن السبب الحقيقي وراء تكرار حالات العنف في المدارس هو عدم وجود قانون رادع للطلبة وعدم وجود صلاحيات في يد المدرس يمكن أن يؤثر بها على الطالب. وقال إن منع الضرب في المدارس يفسره الطلاب بأنه ضعف من المدرس، والرادع أو العقاب المتاح هو استدعاء ولي الأمر وأقصى ما يمكننا فعله هو فصل الطالب من المدرسة لمدة لا تزيد عن الأسبوع وهو ما يريده بعض الطلاب "أسبوع راحة قانوني". بلطجة ضد المتفوقين نوع آخر من العنف يتعرض له الطلاب من أقرانهم، حيث يعاني الطلبة المتفوقين من بلطجة بعض ضعاف المستوى الدراسي عن طريق تهديد الطالب المتفوق في حالة عدم السماح لهم بالغش منه في الامتحان. كريم السيد صقر، طالب بالصف الأول الإعدادي، ذكر أن أحد الطلاب بالفصل سرق القلم الخاص به، وعندما واجهه وطالب استعادة قلمه اعتدى الطالب الثاني عليه بالضرب وبتحويل الواقعة للأخصائي الاجتماعي تم استدعاء ولي أمر الطالب الثاني وفصله من المدرسة لمدة ثلاثة أيام. وأضاف كريم "تغيبت عن المدرسة عدداً من الأيام بسبب عدم قدرتي على مواجهة زملائي بعد أن ضربني أمامهم". أما الطالب مينا مقار، بالصف الثالث الإعدادي، أكد أن أحد زملائه بالتعدي عليه لفظاً ومحاولة الاعتداء عليه جسمانياً لكن زملائه دافعوا عنه ومنعوه. المعلم في المواجهة وتعبر إيمان فاروق مدرس حاسب آلي عن معاناتها بسبب شغب بعض الطلاب المشاغبين بهدف تعطيل سير الفترة الدراسية، معلقة بقولها "تضطرني أفعالهم بتوجيه اللوم لهم وفي بعض الأحيان استدعاء الأخصائي الاجتماعي لهم أو مدير المدرسة بنفسه"، مما يضايق زملائهم لأن هذا يقطع سير الفترة الدراسية ويقطع تركيز الطالب في المادة العلمية. وأضافت أنه لابد من تقديم الخدمات النفسية والاجتماعية بجانب الدراسة والتعليم ففي الأساس نحن مربون ومعلمون ليظهر جيل متماسك من الناحية النفسية والعلمية ومتقدم من الناحية السلوكية . اقرأ فى هذا الملف * "محيط" تخترق عالم الغش..البروفيسور «برشامة» يعجز أمام «شغل المخابرات» * اعترافات «غشاش»: أعلم أنه حرام.. ولا أشعر بلذة النجاح * "محيط "تكشف أسرار انتشار ظاهرة العنف بين الطلاب في المدارس * خبراء ل«محيط»: غياب القانون وسوء المنظومة التعليمية السبب وراء الغش عند الطلاب ** بداية الملف