عندما يدق جرس المدرسة ويبدأ اليوم الدراسى، يقسم البلطجية الصغار- تلاميذ المدرسة - أنفسهم إلى مجموعات تتناوب الاعتداء البدنى واللفظى على المدرسين والتحرش ببعضهم البعض (طلبة وطالبات) وصلوا حد العنف الجسدى والضرب المبرح وأعمال تخريبية من قذف بالحجارة وتحطيم نوافذ وتسلق الأسوار بغرض السرقة، واعتداء بدنى على أعضاء هيئة التدريس رغم أن هؤلاء البلطجية أغلبهم فى المرحلة الابتدائية. المفارقة ..عندما ذهبت إلى المدرسة فى مدينة بدر بمجرد وصولى إلى المنطقة السكنية المحيطة بالمدرسة كانت الشكاوى المتكررة مما يحدث داخل شرق الروبيكى مدرسة مشتركة لتلاميذ المرحلتين الابتدائية والإعدادية تابعة لإدارة القاهرةالجديدة التعليمية بمحافظة حلوان تحولت إلى وكر إجرامى، وكان الحادث الأكثر صخبا هو ما حدث قبل الأربعاء الماضى فى الساعة الثامنة صباحا، حيث كان يقف الطلاب والطالبات فى فناء المدرسة فى الطابور الصباحى وكان صبرى عبدالقادر مدرس مادة العلوم يشرف على الطابور، بينما كان مجدى رشدى تلميذ فى الصف الثالث الإعدادى يرفض الاستماع أو حتى الانتباه لكلمات المدرس متعمدا إشاعة الفوضى والعشوائية فى الطابور ومحرضا التلاميذ على عصيان أوامر أعضاء هيئة التدريس، فاستشاط المدرس غيظا محذرا إياه بأن يتوقف عن أعمال الشغب والألفاظ البذيئة التى يرددها فى ظل تواجد أعضاء هيئة التدريس، لكن مجدى جن جنونه وهو لم يعتد أن يقم أى مدرس فى المدرسة بتوجيهه، وعلى مرأى من المدرسين وتلاميذ ومديرة المدرسة وجه الطالب شتائم قاسية وسبابا للمدرس الذى أوقف الطابور لمعاتبة الطالب، فقام الأخير بالتعدى عليه بالضرب حتى تدخل الطلاب والمدرسون لإنقاذ زميلهم من يدى الطالب والذى أصيب إصابات بالغة فى وجهه وذراعيه. صبرى عبدالقادر وعدد من زملائه ذهبوا لتحرير مذكرة إثبات حالة بنقطة شرطة صبحى حسين المنطقة التابعة لها المدرسة للاستغاثة بالشرطة من التلميذ البلطجى، خاصة أن هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، فمدير المدرسة السابق محمد عويس قام عدد من أولياء الأمور باقتحام مكتبه واقتياده حتى باب المدرسة والاعتداء عليه داخلها بقصد الإهانة والإذلال. لكن توسلات والدة التلميذ والتى تعمل أمينة توريدات بالمدرسة والضغوط التى مورست على المدرس جعلته يتصالح حتى لا تتصاعد الأمور، خاصة أن الإدارة التعليمية لا تحرك ساكنا معللة أن الأوضاع فى المنطقة (صبحى حسين) هى السبب وراء ما يحدث، حتى أصبح هذا المسلسل شبه اليومى لإذلال وإهانة وضرب مدرسى المدرسة على يد الطلاب وأولياء الأمور أمراً واقعاً لامفر منه طالما يبرر مسئولو الإدارة التعليمية دائما بأن المنطقة (صبحى حسين) والتى يسكنها التلاميذ وأولياء أمورهم هى سكن من لا مأوى لهم من سكان العشوائيات والدويقة والمناطق المعدمة التى قامت الحكومة بتوفير مساكن لهم فى المدينةالجديدة (بدر)، وكأنها أصبحت أوكاراً موبوءة لإيواء محترفى الإجرام، على الرغم من أن هناك من أولياء الأمور من يخشون على أطفالهم من هول ما يحدث من وقائع داخل المدرسة التى يفترض بها العمل على صقل المواهب وتعليم النشء علوماً معرفية وتربوية لا أن تتحول إلى ساحة لتخريج المجرمين. وهذا ما جعل عددا من أولياء الأمور يشعرون بالخوف على مصلحة أبنائهم وتهديد مستقبلهم فتوجه عدد منهم إلى الإدارة وتقدموا بعدد من الشكاوى لكن دون جدوى. فى طريقى إلى المدرسة فوجئت بطالبات يقفن أمام باب المدرسة المفتوح دون أى يافطة تدل على هوية المدرسة أو اسمها.. فاليافطة التى تحوى اسم المدرسة تحطمت هى الأخرى مثل زجاج النوافذ وأبواب الفصول.. كانت الطالبات يصرخن وأولياء الأمور قد تجمهروا حولها على أثر أصوات الصراخ والعويل.. لم أصدق ما تحدثت به التلميذات وهن مفزوعات بأن هناك وقائع اعتداء تحدث فى تلك اللحظة داخل المدرسة، حيث هاجمت سيدتان من أولياء الأمور المدرسة معتديات على أحد المدرسين ومديرة المدرسة لطيفة محمد الشامى فى محاولة منهما للدخول والاعتداء على تلميذتين فى الصف الثالث الإعدادى بالضرب المبرح عقابا لهما على قيامهما بضرب تلميذة فى الصف الأول الإعدادى. اقتربت فوجدت سيدتين تعتديان بالضرب المبرح على طالبتين بالمدرسة واقتحمتا المدرسة واعتديتا على أحد المدرسين المشرف على بوابة المدرسة ومديرتها بالضرب وسط ذهول المدرسين والطلاب والطالبات قبل انتهاء اليوم الدراسى، وكل ما يشغلهما التعدى على الطالبات ثأرا لابنتهما الطالبة فى الصف الأول الإعدادى التى تم الاعتداء عليها من قبل الطالبات الأكبر سنا.. فحضرت أمها وشقيقتها فى اليوم التالى تسللتا داخل المدرسة فنشب شجار بأبشع الألفاظ وتعد بالضرب على مديرة المدرسة التى حاولت حماية التلميذتين لكنها نالت هى الأخرى نصيبها من الضرب، ولم تفلح محاولاتها فى إخراج السيدتين من المدرسة، فقامت مديرة المدرسة بالاتصال بقسم الشرطة الذى حضرت قوة منه على الفور لتباشر التحقيق فى الوقائع بعدما فشلت المديرة والمدرسون فى السيطرة على الأوضاع داخل المدرسة التى تسللها أيضا أولياء أمور الطالبات جميعهن دون أية مراعاة لحرمة المكان. التقيت المدرس الذى تم الاعتداء عليه بالضرب أثناء الطابور وهو مدرس مغترب جاء من محافظة المنصورة ليعمل بالمدرسة التى أصبحت بيتاً للرعب له ولزملائه، واعترف لنا بأن التطاول والاعتداء على المدرس شبه يومى، على الرغم من أنه قبل التصالح فى قسم الشرطة ليس حرصا على مستقبل التلميذ الذى وصفه - بالفاشل فقد رسب فى الصف الأول الإعدادى ثلاث مرات وفى الصف الثالث مرتين بسبب أعمال الشغب وعدم التحصيل الدراسى، لكنه اضطر للتصالح معه أخذا فى الاعتبار أن والدته زميلة له فى ذات المدرسة. وفى صوت بدت فيه نبرة الأسى والخوف أضاف: ذات التلميذ قام فى اليوم التالى رغم صدور قرار بفصله أسبوعاً بالتعدى على مدرس اللغة الإنجليزية عندما طلب من إحدى التلميذات ترك الفصل عقابا لها على عدم الالتزام، أصر هذا التلميذ ألا تترك الفصل. أما عم عطية إبراهيم عبدالحليم (عامل بالمدرسة) فقد أكد لنا أن الأمر لا يصل إلى مجرد العنف البدنى فقط، فهناك أعمال تخريبية وسرقات تحدث له نفسه.. اتهم بالسرقة وصدر ضده حكم لمدة عام وكفالة 500 جنيه بعدما قام الطلاب بكسر غرفة أجهزة الحاسب وسرقة (كيسة) منها، مطالبا بنقله إلى محافظته بالمنصورة، فالمنطقة السكنية كلها تعانى البلطجة ومعظم الطلاب مسجلين خطر لأن معظم السكان جاءوا من المناطق العشوائية. شيماء إبراهيم عبدالهادى إحدى الطالبات التى تم الاعتداء عليها من قبل أولياء الأمور الذين اقتحموا المدرسة قالت: ضربونى فى المدرسة ووقف الجميع يشاهد من بعيد خوفا من والدة رحمة صلاح غزال وشقيقتها، اللتان قامتا بالتعدى على مديرة المدرسة، ذهبنا جميعا إلى قسم الشرطة، ولم يكن أمامنا سوى التصالح أو أن نقضى الليلة فى قسم الشرطة لنحال إلى النيابة فى اليوم التالى ويضيع مستقبلنا جميعا. كريمة عبده محمد طالبة بالصف الثالث الإعدادى تم الاعتداء عليها هى الأخرى داخل المدرسة قالت: رحمة هى التى بدأت بالمشاكل وقامت بقطع سلسلتى وسبى وفوجئنا بأهلها يعتدون علينا أثناء اليوم الدراسى حتى جاء رجال الشرطة ليصطحبونا إلى قسم شرطة مدينة بدر لفض الاشتباك، خاصة بعد التعدى على مدرس الإشراف والمديرة بالضرب والسباب! أهل رحمة صلاح غزال برروا ما فعلته الأم وشقيقتها بكون رحمة مريضة (بارتفاع نسبة الكهرباء فى المخ) وأن شيماء وكريمة قامتا بالاعتداء عليها حتى أصابها الإغماء، ورغم أن المدرسة كانت متاحة للجميع من حيث سهولة اقتحامها وتسلل نوافذها وأسوارها، إلا أن مديرة المدرسة لطيفة على الشامى اتهمتها بالتسلل إلى داخل المدرسة، وعندما واجهناها بإمكانية ارتكاب جريمة داخل المدرسة صرخت قائلة: مدرستى وأنا المسئولة لا أريد أحداً أن يشوه صورتها لن أرفع هذه الواقعة للإدارة فهذا شأن داخلى، واتهمتنا باقتحام المدرسة رغم تعرضها للضرب واقتحام المدرسة من الأهالى. فى المقابل أنكر مصطفى أحمد مدير عام إدارة القاهرةالجديدة التعليمية علمه بالواقعة وأرجع كل ما يحدث من سلوكيات غريبة إلى الواقع الاجتماعى الذى يعيشه التلاميذ وأسرهم فى تلك المنطقة، فى حين توجه سعيد عمارة وكيل وزارة التعليم بحلوان بالشكر للمجلة لإعلامه بتلك الوقائع مؤكدا أنه سوف يتخذ الإجراء اللازم طبقا لقرار الوزارة 515 وفقا لما سترفعه اللجنة من تقرير حيال أوضاع المدرسة وما ارتكب من وقائع بداخلها.؟