* "محفوظ" أبلغني أن "أولاد حارتنا" عن عبد الناصر.. وصمته ل7 سنوات كان خوفاً منه * الصحبة السيئة دفعت "مبارك" لقرارات خاطئة * سوزان مبارك شخصية قوية ومنظمة وتعي ما تقول * منى الشاذلي كلامها ركيك.. ولميس تتحدث وكأنها على «مصطبة» * «الفقي» طلب رأيي في لميس لتوظيفها لمنع أديب من مهاجمة مصر * حذفت تصريحات "هيكل" المسيئة ل "مبارك" * "الفقي" أراد تعيين لميس الحديدي ليكف زوجها عن مهاجمة مصر الإعلامية عفاف جلال تعد من كبار المذيعين في "بي بي سي" عربية، وواحدة من جيل الرواد بالإذاعة المصرية، كان أول انطلاق لصوتها من شبكة "صوت العرب". شبكة الإعلام العربية "محيط" أجرت معها حواراً مطولاً، كشفت خلاله عن أسرار لقاءاتها مع الرئيس الاسبق المخلوع حسني مبارك، والشيء الذي ائتمنها عليه الأديب العالمي نجيب محفوظ وكيف كانت تتعامل مع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، ورأيها في الإعلامية لميس الحديدي والاعلامية منى الشاذلي وأسرار كثيرة تذاع لأول مرة عن كواليس القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية. إلى نص الحوار.. حدثينا عن بداية مشوار حياتك وكيف دخلتي "صوت العرب"؟ تخرجت عام 1968 من كلية الآداب جامعة القاهرة قسم صحافة، وكانت بداية حياتي في إذاعة "صوت العرب".. فصوت العرب في ذلك الوقت كانت تمثل قوة رهيبة في العالم العربي، وكانت أقوى من البرنامج العام والتليفزيون، وكانت تصلني العديد من الرسائل من جميع أنحاء العالم العربي بشكل "مرعب" لدرجة جعلتني أطلب من الساعي مساعدتي فى فتحها مقابل 50 قرش في الشهر. ودخولي لصوت العرب كان عن طريق نجاحي في المسابقة التي أقامتها، ولكن واجهتني مشكلة وهي اللغة العربية فكنت أشعر بالخجل بسب ضعفي في اللغة العربية، وفي هذا الشأن قال عبد الحميد الحديدي رئيس الاذاعة آنذاك إن اللغة العربية لدي سيئة جداً، فرد عليه جلال معوض كبير المذيعين بالبرنامج العام قائلا: لكن يا فندم صوتها جيد ويمكن أن نعلمها اللغة العربية في فترة قصيرة كما أن شخصيتها تنبئ بالخير، وأيد ذلك الإعلامي أحمد فراج. كيف تعاملت مع هذا الطلب؟ تعمد المهندس عبدالعال محمد كبير مهندسي الإذاعة المصرية آنذاك أن يسمعني هذا الحديث وكان هذا درساُ لي جعلني أدرس اللغة العربية لكي لا تجرح كرامتي ولا أشعر بالإهانة مرة أخرى، ودخلت "صوت العرب" بفكرة جديدة "فرحوا بها"، وكونت فريقي من كبار الكتاب والشعراء والممثلين أمثال "زوزو نبيل ومحمد الدفراوي وعبد الرحمن أبو زهرة وأحمد زكي وحياة قنديل ويونس شلبي وصبري عبد المنعم"، وحينها كنت فتاة صغيرة وقالوا لي "لا تقلقي" وجاءوا ب"الاسكربت ووزعوه على بعضهم وبدأوا يقرأونه فتعلمت منهم الكثير. كيف انتقلت إلى هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"؟ في عام 1973 أردت أن أزور كل بلدان العالم وكان أخي الاديب محمد جلال في الخارج ويعرف "الطيب صالح" الاديب السودانى وأحد أشهر الأدباء العرب فقال له "الطيب": أختك تمتلك صوت قوي لماذا لا تأتي بها إلى هيئة الإذاعة البريطانية " BBC"، وفي ذلك التوقيت كانت ادارة هيئة الإذاعة البريطانية تبحث عن فتاة صغيرة لتعمل معهم. لك أكثر من 35 برنامجا إذاعيا في الإذاعة البريطانية.. حدثينا عن أبرزها؟ قمت بعمل العديد من البرامج وإدارتها من البداية إلى النهاية، وتناولت من خلالها العديد من القضايا، منها الطاقة الشمسية والفلاح المصري والشخصية المصرية، واعددت برنامجا عن مصر، وأتذكر أن أول نزول لي إلى القاهرة بعد تعييني في هيئة الإذاعة البريطانية اتصلت بي صديقة لي وأخبرتني أن الكاتب الكبير "أنيس منصور" كتب مقالاً عني بعد سماعه لبعض برامجي.. فاتصلت به و شكرته، وبعدها استضفته وأجريت معه العديد من اللقاءات الإذاعية والتليفزيونية. من هي الشخصية التي أثرت في "عفاف جلال"؟ بالطبع كثير من الشخصيات أثرت في.. ولكن أكثرهم كان نجيب محفوظ، وحينما كنت أعود إلى مصر أجلس وأتحدث معه في أشياء كثيرة، وكنت أقول له : "أنا بنزل مصر علشانك أنت"، وكنت أسئله عن مصر، ويسألني عن إنجلترا، وكان يفصح لي بأسرار كثيرة ولكن لم استطع إذاعتها لأنني كنت أعده "بكلمة شرف". وما الحدث الأكبر الذي خصك به؟ كنت أقول له دائماً ما السر وراء "أولاد حارتنا" يا أستاذ نجيب، فيقول لي: "السنة القادمة سأقول لك، انتظرت أعواما عديدة حتى جاء اليوم الذي فتح لي "نجيب" صندوق أسراره قائلا: عندما جاء "عبد الناصر" كنت سعيدا ومن المؤيدين له ولكنه حاد عن الطريق فصدمت وكنت أتخيل أنه سيدعم الحريات ولكنه كان لا يمتلك النفس الكبير الذي كنا نتصوره، كما أن أولاد حارتنا عن عبد الناصر ومن حوله ولقد اعتكفت عن الكتابة لمدة سبع سنوات خوفاً من قتلي أو شنقي فأنا رجل غلبان وعندي أولاد وعاوز أعيش" ، وأدباً مني لم أذيع هذا الكلام احتراماً مني له. إذاً من كشف هذا الأمر؟ قاله قبلي "جمال الغيطاني". حدثينا عن تجربتك مع موسيقار الأجيال؟ تتصف شخصية الفنان الكبير محمد عبد الوهاب ب "الحساسية والوسوسة "، وكنت أتعامل مع عبد الوهاب بالصوت، فلقد وهبني الله صوتا لا بأس به من خلاله يستشعر من أحاوره بالراحة والطمأنينة فيريد أن آجري معه الحوار، وبالتالي كنت أتعامل معه من هذا المنطلق، كما أن عبد الوهاب فنان راقي يتصف إحساسه ب "المرهف" فهو محب للزهور والجميلات من النساء، كما أنه يحب النظافة فهو موسوس بها، وكنت أتمنى أن يظل على قيد الحياة حتى "يوسوس" على القاهرة أملاً في أن تصبح نظيفة. أجريتي العديد من الحوارات الإذاعية مع عدد من رؤساء دول العالم ومن أبرزهم حوار مع الرئيس الأسبق "مبارك".. حدثينا عن ذلك الحوار؟ حواري مع "مبارك" يعد أول حوار له في حياته، وكان يشغل حينها منصب نائب رئيس الجمهورية ولقد جاء إلى بريطانيا ليسوق لاتفاقية "كامب ديفيد"، فقالوا لي في هيئة الإذاعة أنت الشخصية الوحيدة التي تستطيع أن تأتي بحوار مع "مبارك"، فاتصلت بالسفير المصري فى لندن وتواصلت مع المستشار السياسي لتحديد موعد معه، ولقد طلبت رئاسة الجمهورية أن نرسل الأسئلة التي نريد أن نطرحها عليه وقمنا فعلا بذلك، ولقد أجاب "مبارك" على هذه الأسئلة إجابات عظيمة بدرجة جعلتني مندهشة . وما انطباعاتك عليه؟ كانت شخصيته جيدة في بداية حكمه، ولكني أصبت بالحزن عندما رأيت ما فعله بالشعب وأتساءل هل هي الصحبة السيئة التي كانت حوله هي من دفعته لاتخاذ قرارات خاطئة وأدت به إلى ما هو عليه أم ماذا؟. وماذا عن رؤيتك لتعامل الشعب المصري مع رؤسائه؟ أرفض علاقة الحب والتمجيد للحاكم فالحاكم هو شخص يأتي ليجلس على الكرسي ليخدم الشعب مقابل أجر وفي إنجلترا يطلق عليه "خادم" وإذا لم يقم بعمله على أكمل وجه يترك منصبه ففي مصر يوجد "تأليه" للحاكم وترتب على ذلك خراب للبلد. و ماذا عن زوجته "سوزان" ؟ أجريت حوارا معها من قبل وكونت انطباعا شخصيا عنها مفاده أنها شخصية قوية وعقلها منظم وتعي ما تقوله جيدا وكان يحترمها الجميع في الداخل والخارج ، كان هذا واضحاً في مؤتمر اتحاد الناشرين الذي أقيم في انجلترا والذي حضر فيه جميع رؤساء العالم. من أهم مقابلاتك التي أجريتها طوال تاريخك المهني مقابلة مع "نيل كينوك" رئيس حزب العمال البريطاني.. حدثينا عن الكواليس؟ "نيل كينوك" Neil Kinnock هو رئيس حزب العمال البريطاني يعود له الفضل في إنشاء نظام National Health" العلاج المجاني" ببريطانيا وكان البريطانيون يحتفلون بمرور 40 عاما على إنشاء هذا النظام ، فكان لقاؤنا به بمثابة تحدي في "bbc" حيث إنه من الصعب الوصول إليه وتحديد موعد معه وقد يستغرق الرد أسبوعين أو ثلاثة ، فقالوا في "bbc" إنه لا يوجد غير "عفاف جلال" التي تستطيع القيام بهذه المهمة فذهبت إلى "اليكسندر بلاس" Alexandra Palace وهي عبارة عن حديقة كبيرة كنت أعلم بوجوده بها في ذلك اليوم وعند دخولي "اليكس بلاس" وجدته في وجهي وبجواره عدد من الأشخاص اتجهت نحوه وسألته عن كيفية إحياء " National Health " وعندما بدأ يتحدث قام أحد تابعيه بمقاطعته ، وقال لي : لكي تجرين معه حوار لابد أن تأخذي ميعادا مسبقا ، فرد عليه كينوك قائلا: أنا أوافق على إجراء الحوار ، وبعد انتهائي من تسجيل حواري معه، سجلت مع زوجته ، فقمت بعمل ثلاثة خبطات في أقل من نصف ساعة ، انهم في لندن يمجدون الإعلام و الإعلاميين ويعطونهم قدرهم. كيف كان شكل الحوار مع "هيكل" وهو قامة فكرية كبيرة، ومحاورته تتطلب جهدا وثقافة عالية ؟ كنت أستضيف الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، نهاية كل عام ليحدثني عن السياسة الخارجية، والداخلية، لمصر والعالم العربي والغربي، فهو رجل مثقف، وأذكر في أحد حواراتي معه أنه "خبط" كلمة عن الرئيس الأسبق "مبارك" فقمت بقصها، رغم أن ال"bbc " ليس بها رقابة، ولكني استشعرت أنه سيتضرر من هذه الكلمات، واتصل بي بعد إذاعة الحوار وقال لي: "هي ال ""bbc فيها رقابة، قلت له لا فقال لا باين فيه رقابة"، تذكرت حينها أنني حذفت مقطع، فقلت له حدثت مشكلة، الشريط "اتلوى" فعملت تعديل، فضحك وقال لي "حلوة منك دي"، حينها كنت راضية ومرتاحة من فعلتي. ما تعليقك على أداء الإعلاميين في القنوات الفضائية؟ جميع المحطات لابد أن تغلق فأنا ضد "الدعارة الفكرية"، والدولة لها السيادة وكل بلد مسئولة عن نفسها، وفي بريطانيا إذا خرجت محطة بهذا الشكل سيقومون بإغلاقها، فكل المرتزقة جاءوا ل "يتحنجلوا" على مصر، وأرسلت للمشير "السيسي"، وطالبت بأن توجد محطة تابعة لمصر، لأننا نريد أن نرتب بيتنا من الداخل أولاً، ولا نحتاج ل"دوشة" الجيران. وبعض الإعلاميين القائمين على البرامج غير مهنيين فعلى سبيل المثال منى الشاذلي كلامها "ركيك"، ولميس الحديدي تتحدث وكأنها جالسة على "مصطبة"، وحكاية "لميس" تتلخص في أن وزير الإعلام الأسبق "أنس الفقي" كان على تواصل مع زوجي حسن ابو العلا الذى كان يطلق عليه فى ماسبيرو "سفاح إعلام" ، وكان حسن يعتقد فى نفسه عند رجوعه الى مصر انه يستطيع إحداث طفرة في الإعلام المصري، ولكن لم يحدث إلا تغيير طفيف، وفي يوم ما طلب مني "الفقي" أبداء رأيي في فتاة تدعي "لميس الحديدي" للعمل في أحد البرامج لكي يكف زوجها "عمرو أديب" عن مهاجمة مصر. وأذكر أني كنت مع زوجي في أحد المطاعم فجاءت إلى فتاة وألقت علينا التحية وعلمت فيما بعد أنها "لميس الحديدي" فقلت "هي دي اللي عاوزين تشغلوها"، وترك زوجي بعد فترة قصيرة العمل مع الاعلام المصري ، فهو لم يكن "مرتشيا" مثل آخرين جعلوا مبني الإذاعة والتليفزيون مديونا ب"22" مليار دولار. وماذا عن برامج التوك شو؟ أداء في غاية السوء فكثير منهم غير مؤهل للعمل فى التلفزيون والاذاعة لأن العمل بالاعلام بشكل عام يتطلب آداء رفيع وثقافة عالية وأدب كبير فى مستوى الحوار لأن هذا الآداء يصل الى الاسرة ويحدث تأثيرا كبيرا . شارك في الحوار : محمود أيوب ورباب الأهواني