فيروس كورونا الذي انتشر مؤخراً في المملكة العربية السعودية أثار قلق العديد من المسلمين في مصر والوطن العربي خاصة مع قدوم موسم الحج، لا سيما وأن المعلومات المتاحة حول الفيروس مازالت محدودة. علماء الدين اختلفت أرائهم حول حكم الذهاب لأداء موسم الحج في ظل انتشار الفيروس في السعودية، ورفض البعض الحديث خوفا من فوضى الفتاوى التي ظهرت مؤخرا، وأرجع البعض الآخر إلى "حرب بيولوجية صهيونية" ضد المسلمين لعدم أداء مناسك الحج، وهناك من أكد انه لا يجوز إلغاء الحج بأي سبب كان لأنه ركن خامس من أركان الإسلام، مطالبين بفرض الحجر الصحي. فرض حجر صحي قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة والفقه المقارن بجامعة الأزهر، إنه لا مجال للفتوى الفردية حول حكم الذهاب إلى السعودية لأداء مناسك الحج، موضحا أن ذلك يعود قراره إلى دار الإفتاء المختصة. ونفي "كريمة " أن فيروس كورونا عقاب إلهي لانتشار الظلم والكفر في بلاد العرب مستشهداً بقوله تعالى "وما نرسل بالآيات إلا تخويفا، لافتا إلى أن النبي صلى الله علية وسلم حدثت أيام زلازل وخسوف وفيضانات وهذه ظواهر كونية، وليس لها ربط بالمعاصي أو الكفر. وأضاف أنه في عهد سيدنا عمر بن الخطاب حدثت مجاعة، وقد حرقت الكعبة من قبل، موضحاً أن هذه سنن كونية لا علاقة لها بالالتزام والتقصير. وطالب بعدم المخالطة مع المرض وفرض الحجر الصحي للدول حفاظا على عدم انتشار الفيروس أو المرض في الدول وقت أداء الحج، مستشهدا بحديث حفص بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه قال إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها "صحيح البخاري. حرب بيولوجية من جانبه قال الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف السابق إن الذهاب لأداء موسم الحج في ظل وجود فيروس كورونا لا مشكلة في ذلك، غير أنه طالب المملكة العربية السعودية اتخاذ إجراءاتها لمنع انتشار الفيروس حرصا على حماية الحجاج. وأضاف" أن الفيروس عقاب الهي لما يحدث ضد المسلمين وتطبيق الشريعة الإسلامية، ونتيجة للفتن التي يعيشها المسلمين، وولاء العرب لليهود والصهاينة. وأوضح انه ليس من حق السعودية منع موسم الحج، معتبرا أن فيروس كورونا الذي انتشر في السعودية هي حرب بيولوجية يقودها الكيان الصهيوني لمنع الحج والقضاء على الإسلام، مشيرا إلى أن ظهور فيروس أنفلونزا الخنازير من قبل لم يؤثر على الحج. لا يجوز وقال رئيس لجنة الفتوى الأسبق الشيخ عبد الحميد الأطرش، أنه من الممكن أن يقلل من أعداد الوافدين لأداء فريضة الحج ويتخذون الاحتياطات الصحية والتدابير اللازمة قدر المستطاع، حيث تقوم وزارة الصحة بإعطاء المسافرين المصل الوقائي من " كورونا"، مؤكدا على أن إلغاء موسم الحج لا يجوز بأي حال من الأحوال، لأنه هو الركن الخامس من أركان الإسلام فلا يجوز أن يُلغى، بسبب فيرس "كورونا"، فليس هناك أي مبرر لذلك، مشيرًا إلى أنه لا يملك كائن من كان أن يلغى ركنا أصيلاً للدين. وأوضح الأطرش: "ما أراده الله سيكون لأن المرض جند من جنود الله سبحانه يرسله على من يشاء من عباده، والسلطات السعودية أو غيرها لا تقوى على تجنبه إلا بأمره تعالى". فتوى قريباً وبدوره قال الشيخ أحمد التركي مدير المساجد الكبرى بالأوقاف، إن الهيئات الدينية الرسمية في الدولة المتمثلة في الأزهر والأوقاف والإفتاء تناقش أعراض ومخاطر فيروس كورونا لجمع المعلومات لإصدار الفتوى الخاصة في هذا الشأن. وأضاف "التركي " أن دار الإفتاء المصرية ستصدر الأيام المقبلة الحكم الشرعي حول حكم الذهاب إلى لأداء مناسك الحج في السعودية.