عقب تردد أنباء عن تفكير المملكة العربية السعودية فى إلغاء موسمى الحج والعمرة لهذا العام، نظرا للانتشار السريع لفيروس "كورونا" الذى أودى بحياة 86 مواطنًا حتى الآن، تباينت الآراء الفقهية حول جواز البت فى هذا القرار شرعًا، وفى هذا الصدد استطلعت "بوابة الوفد" آراء عدد من الفقهاء فى محاولة لحسم هذا الجدل. من جانبه، أجاز الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق إلغاء موسم الحج والعمرة هذا العام، نظرًا لانتشار فيروس "كورونا" بالمملكة العربية السعودية، مستندًا على القاعدة التى تقول "لا ضرر ولا ضرار"، مشيرًا إلى أنه فى حالة وصول المرض إلى حد الوباء "جائز جدًا" إلغاء موسم الحج مثلما حدث فى عام 1948. وأضاف عاشور أن حفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية، مستندًا إلى قول الله تعالى {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُم إلَى التَّهْلُكَة}، حاثًّا كبار السن وصغار السن الأقل من 15 عامًا والحوامل على الالتزام بتعليمات وزارة الصحة بعدم السفر لأداء مناسك الحج والعمرة هذا العام خوفًا على حياتهم. بينما اختلف معه الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى بالأزهر؛ إذ أوضح أن إلغاء موسم الحج والعمرة هذا العام بداعى وجود فيروس "كورونا" بصورة شرسة فى المملكة العربية السعودية "لا يجوز شرعًا"؛ لأن الحرم له خصوصيته الخاصة، ومثل هذه الأوبئة لا تدخل إليه. وأضاف "إسلام" أن وجود المرض يتطلب وجود إجراءات صحية صارمة لمواجهته، وخضوع الحجاج للكشف الطبى فى بلادهم، وأيضًا عندما تطأ أقدامهم أرض السعودية، مؤكدًا استحالة إلغاء موسم الحج، ولكن تتخذ التدابير الصحية والعلاجية. فيما أشار عضو لجنة الفتوى بالأزهر إلى أن العدو الصهيونى قد يكون السبب فى إلغاء موسم الحج هذا العام، معللاً ذلك بأن الحج من أهم الأشياء المستهدفة من قبل أعداء الإسلام. فى حين أوضح الشيخ عبد الرحمن عويس الداعية الإسلامى أن الحكم الشرعى فى إلغاء موسم الحج والعمرة هذا العام لانتشار فيروس "كورونا" فى المملكة العربية السعودية، أنه إذا كان هذا الفيروس يُعد طاعونًا أو يتشابه تأثيره وانتشاره معه فيجب منع الضرر، انطلاقًا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا كان الطاعون فى بلد لا تذهبوا إليه، وإن كنتم فيه لا تخرجوا منها». وأعرب عويس عن تخوفه من أن يكون هناك قرار سياسى هو المتسبب فى إلغاء موسم الحج والعمرة هذا العام، إذ أنه نظرًا للتوسعات الجديدة فى الحرم المكى الشريف تم هدم الكثير من فنادق مكة، مما تسبب فى زحام شديد فى الأوقات العادية، مما يعطى مؤشرًا بازدحام قاتل أثناء الموسم. وأضاف الداعية الإسلامى أنه إذا لم يشبه هذا الفيروس مرض الطاعون سيختلف الحكم الشرعى، مؤكدًا أن "الظن فى أهل المملكة خير".