قتل 19 شخصا على الأقل جراء اشتباكات عنيفة، اندلعت بين القوات الفرنسية المنتشرة بأفريقيا الوسطى (سانغاريس)، وعناصر من تحالف "سيليكا" (ميليشيا مسلمة)، خلال اليومين الماضيين، في مدينة "بوغيلا" شمالي العاصمة بانغي، حسبما أفاد مصدر من تحالف "سيليكا". وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته إنّ "الاشتباكات التي بدأتا مساء الإثنين بمدينة (بوغيلا)، أسفرت عن مقتل 8 من عناصر الميليشيا المسلمة، و8 آخرين من القوات الفرنسية، إضافة إلى 3 قتلى في صفوف قوات بعثة حفظ السلام في أفريقيا الوسطى (ميسكا)" ، وذلك حسبما جاء بوكالة "الأناضول". وتتكوّن المجموعة المسلّحة من حوالي 40 رجلا، يشتبه أيضا في تورّطهم في الهجوم الذي استهدف مستشفى "بوغيلا" في 26 من أبريل/ نيسان الماضي، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم رئيس هيئة الأركان الفرنسية الكولونيل "جيل جارو" في العاصمة باريس. وأوضح "جارو" أنه تمّ رصد المجموعة المسلّحة بمدخل المدينة في وقت متأخّر من ظهر الإثنين، ثم قامت بمناورة القوات الفرنسية المتواجدة بالمكان عبر محاولة تطويقها، فردّت الأخيرة بقذائف الهاون والغارات الجوية، واستمر القتال لأكثر من ثلاث ساعات متتالية. من جانبها، أكدت القوات الفرنسية وقوع العديد من القتلى خلال المواجهات، غير أنها لم تقدم أرقاما دقيقة في ذلك، وفقا لمصدر عسكري فرنسي بأفريقيا الوسطى طلب عدم الكشف عن هويته. وتشهد مدينة "بوغيلا" تواتر أعمال العنف فيها منذ اندلاع الأزمة بأفريقيا الوسطى في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وآخرها كان الهجوم الذي استهدف مستشفى خاضعة لإدارة منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية في 26 من أبريل/ نيسان الماضي. وأسفر الهجوم في حينه عن 16 قتيلا، منهم 3 من الموظفين المحليين ل "أطباء بلا حدود"، ما أجبر المنظمة الإنسانية على سحب موظّفيها وتعليق أنشطتها بمدينة "بوغيلا"، رغم أنها كانت المنظمة الوحيدة الناشطة فيها. وانحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، في مارس/ آذار من العام الماضي، إلى دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا"، ذات الغالبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّبت بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد. وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ذات الغالبية المسلمة ومسلحو "أنت بالاكا" المسيحية، أسفرت عن مقتل المئات، وفقًا لتقديرات وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، بفعل ضغوط دولية وإقليمية؛ وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد. واستدعت الأزمة تدخّل فرنسا عسكريا، كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا"، ثم قرر مجلس الأمن الدولي، في العاشر من الشهر الماضي، نشر قوة حفظ سلام، تحت اسم "مينوسكا"، مكونة من 12 ألف جندي، في محاولة لاستعادة الاستقرار في البلد المضطرب.