أعلن رئيس أركان ميليشيا "أنتي بالاكا" بأفريقيا الوسطى الكابتن "جلبرت كاميزو-لاي" إنه "قدّم لوزير الأمن العام بالنيابة وثيقة تلخّص مطالب "أنتي بالاكا" من أجل وضع حدّ للأزمة التي تهزّ أفريقيا الوسطى". وحول تفاصيل الوثيقة، أوضح "كاميزو-لاي" لوكالة "الأناضول" للأنباء أن "أهمّ ما جاء فيها هو تسهيل وصول "أنتي-بالاكا" إلى المناصب الهامة بالدولة"، مشيرًا إلى أنّ "أيّ نوع من الضغط ستظهره الحكومة لن يقود إلى نتائج تذكر". كان وزير الأمن العام بالنيابة في أفريقيا الوسطى العقيد "وانغاو كيزيمالي"، أعلن مساء الإثنين، بعض أحياء العاصمة بانغي مناطق عسكرية، بحسب مراسل وكالة الأناضول. لكن هذا الإجراء لم يرق لعناصر ميلشيات "أنتي-بالاكا" مسيحية، التي تطالب بتولي مناصب هامة في الدولة، التي تجتاحها موجة من أعمال العنف والقتل الطائفي منذ أشهر، بحسب مراقبين. وكان الكابتن "كاميزو- لاي"، قد عيّن منذ 3 أسابيع قائدًا مساعدًا لمركز التدريب العسكري، والخدمة المدنية الوطنية بمدينة "بوار" الواقعة على بعد 400 كلم من العاصمة بانجي. ويقول "كاميزو- لاي" إنّ بإمكانه أن يكون "أكثر فاعلية بتدرّجي في السلم الوظيفي ببانغي"، حيث من الممكن أن تتاح له فرصة "المساهمة في تخفيف وطأة عناصر "أنتي- بالاكا" الثائرة" على حدّ تعبيره. وتأتي ردّة فعل "أنتي بالاكا" عقب صدور بيان، مساء أمس الاثنين، عن وزير الأمن العام المؤقّت، أعلن خلاله أحياء بانجي ("فوه"، و"بوي- رابي"، و"غوبونو"، و"الكيلومتر 5") مناطق عسكرية. وجاء القرار إثر اجتماع مشترك بين قيادات قوات حفظ السلام الفرنسية "سانجاريس"، ونظيرتها الأفريقية "ميسكا"، وحكومة أفريقيا الوسطى ممثلة في وزير دفاعها بالنيابة "توماس تيوفيل"، على خلفية الاشتباكاتالتي تجدّدت السبت الماضي بين مليشيات "أنتي- بالاكا"، وجنود بورنديين، وأدّت إلى تعطيل الحركة التجارية والإدارية في جزء هام من العاصمة بانجي. ويواصل المسلمون الفرار من منازلهم في بانجي عاصمة أفريقيا الوسطى، ومختلف أنحاء البلاد إثر تصاعد الهجمات الطائفية، حيث زاد استهدف الأقلية المسلمة منذ تنصيب كاثرين سامبا-بانزا المسيحية، رئيسة مؤقتة جديدة للبلاد شهر فبراير/ شباط الماضي، خلفًا لميشال دجوتوديا، أول رئيس مسلم للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، الذي استقال من منصبه بفعل ضغوط دولية وإقليمية. وفى أبريل/ نيسان من العام الماضي، أعلن المجلس الوطني الانتقالي في أفريقيا الوسطى، اختيار دجوتوديا، رئيسًا مؤقتًا للبلاد، وأعلن الأخير أنه سيسلم السلطة في العام 2016 أي بعد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات. وجاء اختيار دجوتوديا رئيسا مؤقتا للبلاد بعد شهر واحد من إطاحة مسلحي مجموعة "سيليكا" بالرئيس السابق فرانسوا بوزيز، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003. وبعد تنصيب زعيم ميليشيات "سيليكا"، ميشال دجوتوديا، رئيسا للبلاد، واصلت فلول "سيليكا" شن غاراتها على أجزاء واسعة من البلاد، في ظل ارتكاب جرائم قتل ونهب بحق ذوي الأغلبية المسيحية، الذين لجأوا بدورهم إلى العنف، ما أفضى إلى تصاعد التوترات الطائفية. وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، شارك فيها مسلحو "سيليكا"، و"أنت بالاكا"، وأسفرت عن مقتل المئات، وفقا لتقديرات وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين.