اقتحم مجموعة من أقارب عناصر مليشيات "أنتي- بالاكا" المحتجزين أمس الثلاثاء، محكمة "قصر العدالة" في بانجي عاصمة أفريقيا الوسطى. وأفادت وكالة "الأناضول"، نقلاً عن بعض موظفي "قصر العدالة"، أن "الهدف من الهجوم تعطيل سير المحاكمة وأخذ بعض القضاة رهائن ومن ثمّ طلب تحرير أقرانهم الموقوفين في السجن المركزي ب "نغارابا" منذ أسبوعين. وأوضحت أنه نتيجة "للفوضى التي عمّت المكان، اضطرّ رئيس كتّاب المحكمة العليا جون مارونتشولو إلى اللجوء إلى مكتب وزير العدل، بعد أن نجا بأعجوبة من المقتحمين الغاضبين، الذين أحدثوا ضجة بالمكان مطلقين شعارات معادية للسلطات التي أمرت بإلقاء القبض على أقرانهم بحسب نفس المصدر. وقال أحد رجال القانون مفضّلاً عدم الكشف عن اسمه، مستنكرا "كيف يمكن العمل وإصدار الأحكام والعمل بأحكام القانون في مثل هذه الظروف التي تغيب فيها الضمانات اللازمة للقضاة بسبب الغياب الكامل للإدارة القضائية". ويواصل المسلمون الفرار من منازلهم في بانجي عاصمة أفريقيا الوسطى، ومختلف أنحاء البلاد إثر تصاعد الهجمات الطائفية، حيث زاد استهدف الأقلية المسلمة منذ تنصيب كاثرين سامبا-بانزا المسيحية، رئيسة مؤقتة جديدة للبلاد الشهر الماضي، خلفًا لميشال دجوتوديا، أول رئيس مسلم للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، الذي استقال من منصبه بفعل ضغوط دولية وإقليمية. وفى أبريل من العام الماضي، أعلن المجلس الوطني الانتقالي في أفريقيا الوسطى، اختيار دجوتوديا، رئيسًا مؤقتًا للبلاد، وأعلن الأخير أنه سيسلم السلطة في العام 2016 أي بعد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات. وجاء اختيار دجوتوديا رئيسا مؤقتا للبلاد بعد شهر واحد من إطاحة مسلحي مجموعة "سيليكا" بالرئيس السابق فرانسوا بوزيز، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003. وبعد تنصيب زعيم ميليشيات "سيليكا"، ميشال دجوتوديا، رئيسا للبلاد، واصلت فلول "سيليكا" شن غاراتها على أجزاء واسعة من البلاد، في ظل ارتكاب جرائم قتل ونهب بحق ذوي الأغلبية المسيحية، الذين لجأوا بدورهم إلى العنف، ما أفضى إلى تصاعد التوترات الطائفية. وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، شارك فيها مسلحو "سيليكا" و"أنتي-بالاكا" أو "مناهضي-حملة السواطير" (المسيحية)، وأسفرت عن مقتل المئات، وفقا لتقديرات وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين.