لهن - هايدي عادل لسوء الحظ تعتبر حالات الإكتئاب التي يمر بها الكثير من المراهقين مشكلة غير معترف بها عادة، فبينما يعتقد الآباء أنها مجرد حالة من الحزن إلا أن الأمر يتخطي ذلك بكثير، فتلك الحالة تتراوح بين تقلبات مزاجية قصيرة المدي ومشاعر مزمنة متكررة من قلة الحيلة واليأس. لذا يجب علي الأباء الإنتباه جيدا للعوامل التي قد ترتبط بالمراهقين الذين يواجهون خطر الإصابة بالإكتئاب وتلك العوامل هي: - فقدان شخص حبيب. - قلة الثقة بالنفس. - المشاجرات العائلية. - مشاكل مع الأصدقاء. - مرض مزمن. - المراهقين الذين لديهم تاريخ عائلي حافل بهذا المرض. وهناك العديد من الإشارات والدلائل التي تدل علي الإصابة بالإكتئاب والتي ينبغي علي الأباء البحث عنها وهي: - حدوث تغير في أسلوب اتناول الطعام لدي المراهق مثل زيادة أو نقصان كمية ما يتناوله بطريقة كبيرة، بالإضافة إلي الرغبة في تناول الطعام وحدة بعيدا عن العائلة أحيانا. - تغير أسلوب النوم مثل وجود صعوبة في النوم ليلا، وعندما يستيقظ نجد إمارات الحزن الشديد باديه علي وجهه. - قد يبدأ في التدخين وربما تعاطي المخدرات. - الأرق والانفعالات. - الإحساس بالذنب وقلة الحيلة. - عدم شعوره بالحماس أو عدم وجود حافز له. - شعوره العميق باليأس والذنب وعدم الرضا. - الإرهاق الشديد والشعور بقلة الطاقة لديه. - البكاء المتكرر. - صعوبة في التركيز. - التفكير في الموت والانتحار. - انخفاض المستوي الدراسي. - الابتعاد عن أو تغيير الأصدقاء. - الابتعاد عن العائلة والأنشطة المعتادة. - انعدام الاهتمام بالمستقبل. - الكراهية لكل شيء كالعائلة, الأصدقاء, المدرسة, المدرسين, وكره التواجد في المنزل وكره الشعور بالملل وأداء الواجبات المدرسية وكره كل شيء. - الكسل الشديد أحيانا. - التغيرات الدرامية في السلوك و الشخصية مثل أن يصبح ميال للنكد الشديد والتوتر وهذا يتضمن: 1 - الميل إلي الغضب الشديد الذي قد ينقلب إلي عنف أحيانا. 2 - العصبية والغضب والعدائية في التعامل مع الأخرين. 3 - الإحباط بسهولة. ويجب العلم أن التأخر في علاج الإكتئاب له عواقبه الشديدة التي قد تكون مميته في بعض الأحيان؛ فالأكتئاب مثل أي مرض إذا لم يعالج سيصبح أسوء وسيظل المريض يعاني أكثر. والمراهقين الذين يعانون من الاكتئاب يعانون أيضا من خطر تطوير العديد من المشاكل المميتة أحيانا, حيث يقع علي عاتقهم التعامل مع ما يشعرون به من الآلام العاطفية. وهناك 7 طرق فعالة يمكن للآباء أن يطبقونها لعلاج أبناءهم المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب: 1 - التمرينات الرياضية: الحركة عموما تحارب الاكتئاب بطرق عديدة, فممارسة أي نشاط بدني قد يساعد علي تحسين الحالة النفسية, وأي حركة أي كان نوعها قد تحدث فرق مثل: السير البطيء, أو ممارسة رياضة التزحلق, أو حتى الرقص أثناء الاستحمام. 2- الإهتمام بالتغذية: الطعام هو من يعطي الطاقة للجسم والعقل؛ وبعض الأنواع من الأطعمة قد تؤثر بالسلب علي الاكتئاب والبعض قد يؤثر بالإيجاب, فالمراهق الذي يعشق الوجبات السريعة التي ليس لها أي قيمة غذائية إذا بدء في تناول بعض الأطعمة الصحية ذات القيمة الغذائية فقد يساعده ذلك كثيرا. 3 - الإختلاط بالأخرين: العزلة تؤدي إلي الشعور بالوحدة مما يؤدي إلي زيادة الإحساس بالاكتئاب. لذا يساعد الإختلاط بالناس والتواصل مع الأخرين علي علاج تلك المشكلة. فالمراهق الذي يعاني من الاكتئاب قد يحتاج إلي صديق يفضفض له عما يشعر به ليساعده فيما يمر به. 4 - التنفيس عن المشاعر: إطلاق العنان للتعبير عن المشاعر و الأحاسيس بطريقة صحية قد يكون ضروريا لمحاربة الاكتئاب, فخلال ذلك يمكن التعرف علي العديد من المشاعر السلبية التي تصاحب الاكتئاب. وطرق التنفيس و التعبير عن المشاعر قد تتضمن أنشطة مثل الملاكمة أو الكتابة أو حتى الغناء. 5 - الإنتباه لنمط النوم: النوم عادة يلعب دورا هاما في التأثير علي ما يشعر به المراهق من الناحية البدنية والعاطفية, فيجب مراقبة عادات النوم لعدة أيام, فعدد ساعات النوم المطلوبة للمراهق هي 8 ساعات أو أكثر كل ليلة, وفي حالة اختلاف ذلك بشده يجب معرفة ما يؤثر علي نومه واستشارة احد الأطباء. 6 - عدم إستخدام المهدئات: عندما يكره المراهق ما يمر به أو يشعر به قد يلجأ إلي المهدئات مثل الكافيين, كوسيلة لعلاج نفسه بنفسه, ولا يعلمون أنهم بذلك يزيدون من سوء الموضوع. 7 - الإستمتاع بالوقت: الشعور بالفرح والسعادة له أهمية كبيرة, فعندما يبدأ الشعور بالاكتئاب يجب بذل مجهود للتركيز علي ما يزيد الفرح والسعادة للتغلب علي الاكتئاب, لذا يمكن الاشتراك في الأنشطة المحببة التي تجلب السعادة وتطبيق تلك الأنشطة يوميا. ويجب الوضع في الإعتبار أن تلك الطرق ليست بديلة للعلاج النفسي لدي الأطباء ولكنها للمساعدة في العلاج عن طريق تقليل الأعراض و الأسباب, وزيادة قدرة المراهقين علي الشعور بطريقة أفضل والتحكم أكثر في حياتهم.