دعا ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء بالحكومة الفلسطينية العاشرة، التي شكلتها حماس في العام 2006، القيادة الفلسطينية، إلى التسريع في تشكيل الحكومة التوافقية المرتقبة، وعدم الانتظار لخمسة أسابيع، لقطع الطريق أمام أي محاولات تسعى لإفشال المصالحة. وفي كلمة ألقاها، في مؤتمر عقدته كلية "الشريعة" في جامعة النجاح الوطنية (غير حكومية) بنابلس (شمالي الضفة الغربية)،اليوم الخميس، طالب الشاعر حركتي حماس وفتح ب"عدم التراجع عن الاتفاق مهما كلف الأمر، وعدم الجدل حول المناصب والغنائم خلال تشكيل الحكومة وما يتبعها". وأشار الشاعر، في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمع"، -حسب وكالة "الأناضول"- إلى أن نسبة كبيرة من الشعب الفلسطيني "يشككون" بنجاح المصالحة، قائلاً: "المتشككون كثر - وأنا من المتشككين - لكن هذه الشكوك هي بسبب التجارب الفاشلة التي مرت بها قياداتنا، والتي أعطت انطباعاً سلبياً حتى أصبح الناس لا يثقون بشيء، لكننا الآن في ساعة انتظار قطف الثمار". ودعا، القيادات السياسية لعدم التنافس على المناصب، وقال:"التنافس يجب أن يكون على العمل لا أن يكون على المناصب والكراسي، المهم أن نأتي بمن هم أصحاب نفس وطني ويرغبون بإنجاح التجربة ولا يقولوا فشلنا، لا نريد من يقول فشلنا، نريد من يقول نجحنا". ووجه المسؤول الفلسطيني، كلمة لوسائل الإعلام طالبها فيها ب"عدم السماح لمن وصفهم بالمحبطين والموترين لأجواء المصالحة، وعدم ترديد كلماتهم، ونقل الكلمات والتصريحات التي من شأنها إنجاح المصالحة وعدم توتير الأجواء". كما وجه كلمة للشعب الفلسطيني قال فيها، :"الكلمة للشعب ولقواه الحية والفعالة، إذا عجزت هذه المرة القيادات عن تحقيق المصالحة فيجب أن يأتي دور الشارع والشعب، ويجب أن يتحرك الجميع نحو المصالحة والدعم بهذا الاتجاه". ووقع أمس الأربعاء، وفد فصائلي من منظمة التحرير مكلف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقاً مع حركة حماس في قطاع غزة، يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل حكومة توافقية في غضون 5 أسابيع، وهو التوقيع الذي رحبت به دول عربية إلى جانب الأممالمتحدة، فيما أعربت واشنطن عن "خيبة أملها" إزاءه، بينما جاء الرد الإسرائيلي عليه غاضباً وسريعاً، حيث قضى بإلغاء جلسة تفاوض كانت مقررة في اليوم نفسه مع الجانب الفلسطيني، فضلاً عن تخيير نتنياهو، عباس، بالسلام مع إسرائيل أو المصالحة مع حماس. جدير بالذكر أن حركتا "فتح" و"حماس" كانتا توصلتا إلى اتفاقين، الأول في العاصمة المصرية القاهرة عام 2011، والثاني في العاصمة القطرية الدوحة عام 2012، كأساس لتفعيل المصالحة بينهما، من خلال تشكيل حكومة موحدة مستقلة، برئاسة عباس، تتولى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية، غير أن هذين الاتفاقين لم ينفذا، ويأمل الفلسطينيون هذه المرة بجدية الموقعين على اتفاق 2014 لإتمام المصالحة ،وطي 7 سنوات عجاف من الانقسام بين شطري الوطن.