أعرب فلسطينيون في مدينة رام الله بالضفة الغربية، عن أملهم في أن يُنفذ اتفاق المصالحة الأخير بين حركتي فتح وحماس، وطي سنوات الانقسام السبع، لكنهم أبدوا في الوقت ذاته "شكوكهم" إزاء جدية الموقعين في انجاز هذا الملف. ووقع أمس الأربعاء، وفد فصائلي من منظمة التحرير مكلف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقاً مع حركة حماس في قطاع غزة، يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل حكومة توافقية في غضون 5 أسابيع، وهو التوقيع الذي رحبت به دول عربية إلى جانب الأممالمتحدة، فيما أعربت واشنطن عن "خيبة أملها إزاءه"، بينما جاء الرد الإسرائيلي عليه غاضباً وسريعاً، حيث قضى بإلغاء جلسة تفاوض كانت مقررة في اليوم نفسه مع الجانب الفلسطيني، فضلاً عن تخيير رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الرئيس عباس، بالسلام مع إسرائيل أو المصالحة مع "حماس". حديث فاضي وفي حديث مع وكالة "الأناضول"، قال نايف عويضات (محاضر جامعي) "ما شاهدناه أمس حديث فاضي (غير مهم)، فهذه ليست المرة الأولى التي يتفقون فيها، فأنا لا أتوقع أن ينتهي الانقسام على أرض الواقع، وسيبقى الشعب يدفع الثمن". وأضاف "على الرغم من تمنياتي لهذا الاتفاق أن يطبق، إلا أن ما حدث أمس هو عبارة عن ورقة تلعب بها القيادة الفلسطينية للضغط على إسرائيل من خلال اللجوء لحركة حماس بعد تعثر المفاوضات، وكون حماس تعيش في الوقت الحالي أزمة بعد تغير النظام الحاكم مصر (في إشارة منه إلى حكم الإخوان المسلمين)، وبالتالي الجانبين في أزمة يحاول كل منهما الخروج منها من خلال المصالحة، ولا أتوقع نجاحها". وفي أول تعليق له على توقيع الاتفاق، قال عباس، إن خطوة المصالحة المدعومة عربياً ودولياً، ستعزز من قدرة المفاوض الفلسطيني على إنجاز حل الدولتين"، في وقت بارك فيه رئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، الاتفاق، وقال "لقد تم تجاوز سنوات الانقسام. حركة إعلامية من جانبها قالت خديجة شحادة (موظفة في وكالة الغوث الأممية) برام الله، "ما يجري فقط حركة إعلامية وموقف سياسي للضغط على إسرائيل، وأنا لست على قناعة بنجاحها". وأضافت "الشعب الفلسطيني يدفع الثمن، والانقسام بين الجانبين عميق، ولن يتغير الحال سواء تم توقيع اتفاق أم لا". المصالحة والمؤامرة في الوقت الذي أبدى فيه رئيس نقابة المحاسبين الفلسطينيين، نصار يقين، سعادته إزاء الاتفاق،وتمنياته أن تجسد هذه المصالحة وحدة الشعب الفلسطيني، والحفظ على سلاح المقاومة في غزة، قال "إنني متشكك، لوجود مؤامرة وقوى خارجية (لم يسمها) لا تريد للمصالحة أن تتم". الشارع والمصالحة بدوره، دعا كامل المصري (تاجر)، حركتي فتح وحماس إلى تعزيز ثقة الشارع الفلسطيني بهما وذلك عبر الإسراع في تنفيذ الاتفاق. وهو ما دعت إليه أيضاً، رفا مسمار (موظفة حكومية) التي قالت:" تحقيق المصالحة ليس مستحيلاً، لكنه يحتاج إلى إرادة حقيقية من الموقعين". وكانت حركتا "فتح" و"حماس" توصلتا إلى اتفاقين، الأول في العاصمة المصرية القاهرة عام 2011، والثاني في العاصمة القطرية الدوحة عام 2012، كأساس لتفعيل المصالحة بينهما، من خلال تشكيل حكومة موحدة مستقلة، برئاسة عباس، تتولى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية، غير أن هذين الاتفاقين لم ينفذا، ويأمل الفلسطينيون هذه المرة بجدية الموقعين على اتفاق 2014 لإتمام المصالحة، وطي 7 سنوات عجاف من الانقسام بين شطري الوطن.