سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوفد الإعلامى لحكومة حماس: أعدنا لأبو مازن منزله فى قطاع غزة.. وسنفوز بالأغلبية فى الانتخابات المقبلة لأن شعبية فتح تتدنى.. والحركة لن تسمح لأحد بالقفز على الدور المصرى فى جهود المصالحة
أكد الوفد الإعلامى لحكومة حماس فى قطاع غزة، أن التفاهمات التى تم توصل إليها فى الدوحة بين حركتى فتح وحماس والتى تقضى بتولى الرئيس الفلسطينى محمود عباس مسئولية تشكيل حكومة التكنوقراط "غير دستورية"، وأنها تتناقض مع ما تم الاتفاق عليه فى جولات المصالحة التى رعتها المخابرات المصرية أخيراً. وأضاف الوفد الإعلامى الحكومى الفلسطينى الذى ضم الدكتور "حسن أبو حشيش" رئيس المكتب الإعلامى فى الحكومة الفلسطينية بقطاع غزة، و"سلامة عمر معروف" مدير عام المكتب الاعلامى فى حكومة حماس، وانضم إليهم مدير مركز الدراسات الفلسطينيةبالقاهرة إبراهيم الدراوى، أن اللقاء الذى جمع بين الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل، كان مفاجئاً، وأن هذا الاجتماع لا يناقض اتفاق المصالحة الذى عقد برعاية مصرية، وقال المسئولان الحمساويان إن الدور المصرى فى القضية الفلسطينية لا يمكن لأحد أيا كان أن يتجاوزه. وأكد أعضاء الوفد أن حركة حماس ستحظى بالأغلبية فى أى انتخابات فلسطينية قادمة، لأن الشعب الفلسطينى واع جيداً ويعلم من كان السبب فى شق الصف الفلسطينى، كما أنه يعلم كم دفع أبناء حماس من أجل شعبهم ووطنهم، كما أوضحا ردا على تخوفات البعض من علاقة حماس بإيران، أن مساعدة إيران لحماس عن طريق دعمها مالياً لا يتعارض مع عقيدتها لأن حماس أكبر حركة سنية فى فلسطين. وإلى نص الحوار: كيف توصل أبو مازن ومشعل لاتفاق الدوحة ؟ ومن الذى دعا إليه؟ ولماذا سمح القياديان الفلسطينيان بتسرب الإحباط إلى قلوب المصريين بعد النجاحات التى حققتها القيادة المصرية فى ملف المصالحة بين حماس وفتح؟ د. "حسن أبو حشيش" رئيس المكتب الإعلامى فى حكومة حماس: نحن فى البداية لا نسمح على الإطلاق بالقفز على أى دور مصرى، لأن مصر هى قلب العروبة والملف الفلسطينى بالأساس هو ملفها الذى يعلم الجميع أنه قضية محورية بالنسبة لها وهذا ما نعتقده، ونحن نكن كل التحية والتقدير لمصر حكومة وشعبا، بالإضافة إلى أن هذا الاجتماع كان مفاجئا حتى بالنسبة لنا، وكنا مضطرين إلى الموافقة على هذا الطلب القطرى، خاصة بعد توقف تطبيق بنود المصالحة الذى تم برعاية القاهرة وتنصل قيادة حركة فتح من التزاماتها تجاه ما تم الاتفاق عليه بخصوص هذا الملف، كما أن الاجتماع الذى عقد فى الدوحة برعاية الأمير القطرى هو بمثابة الخطوة التكميلية لما قامت به القيادة المصرية من مجهودات عظيمة لا يمكننا أن ننكرها، والدليل على ذلك أنه لم يكن هناك جديد فى اجتماع الدوحة إلا التوافق على أن يتولى الرئيس محمود عباس مسئولية الحكومة الفلسطينية. "إبراهيم الدراوى" مدير مركز الدراسات الفلسطينيةبالقاهرة: الرئيس أبو مازن هو من طلب من القيادة القطرية أثناء اجتماع لجنة المتابعة العربية أن تتوسط لدى حركة حماس للموافقة على أن يكون هو رئيس حكومة التوافق الوطنى، والقيادة القطرية استجابت لهذا الطلب وبالتالى لبت حماس الدعوة لأن الوضع الداخلى فى فلسطين الآن لا يحتمل التأخير، ولو كان حدث ذلك لقال عباس إن حماس تتنصل من واجباتها الوطنية برفضها هذه الدعوة، لكن حماس تعى جيدا ما قامت به مصر والمجهودات الجبارة التى بذلتها المخابرات المصرية فى ظل الأحداث الداخلية التى تعصف بها. وما موقف حكومة حماس فى قطاع غزة من هذه التفاهمات الأخيرة التى حدثت؟ "سلامة معروف" مدير عام المكتب الإعلامى فى حكومة حماس: بالطبع الحكومة الفلسطينية أعلنت عن مباركتها لهذه الخطوة، النابعة من رغبة الحكومة وقيادة حركة حماس فى التطبيق الفعلى للمصالحة ورأب الصدع وتوحيد الصف الفلسطينى، كما أن الحكومة الفلسطينية أعلنت مراراً وتكراراً أنها على أتم الاستعداد لتحمل مسئولية تطبيق وتنفيذ المصالحة التى وقعت فى القاهرة فى الرابع من مايو الماضى، لكن للأسف لم تستمر حركة فتح فى مد يدها إلينا لنخلص من هذا الكابوس الذى جسم على صدورنا سنوات عديدة، بالإضافة إلى أن الحكومة الفلسطينية ستعمل وبكل قدرتها على إنجاح هذا الاتفاق الأخير كما فعلت فى السابق، فنحن مع أى حل يعمل على إنهاء الانقسام دون المساس بثوابتنا الوطنية والدينية. وما الجديد فى اتفاق الدوحة؟ "سلامة معروف": أبرز ما تم التفاهم حوله فى هذا الاجتماع هو تولى أبو مازن مسئولية حكومة التكنوقراط للإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطنى، كما تم الاتفاق على تأجيل الانتخابات التى كان مقررا لها مايو المقبل إلى أجل لم يحدد بعد، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة تنفيذ جميع ما تم فى اجتماعات المصالحة التى رعتها القاهرة. وهل أنتم فى حماس متفائلون بهذا الاتفاق الجديد أم لا؟ د. "حسن أبو حشيش": حقيقة نحن لسنا بالمتفائلين ولا المتشائمين، لكننا نخشى أن يذهب هذا الاتفاق مثل ما ذهب فى الماضى، كما أننا نحذر عباس من أن يكون هذا من أجل الضغط على إسرائيل، لأن التجارب السابقة فرضت علينا هذا الشعور، لكننا نؤكد أننا فى حركة حماس ذاهبون إلى ما هو أبعد ما يمكن لأجل تنفيذ المصالحة وعودة اللحمة لأبناء الشعب الواحد، ونحن نعمل على طول الخط من أجل نجاح أى محاولة لرأب الصدع والخلاف بيننا وبين إخوتنا فى فتح، كما أننا مستعدون لتقديم أى شىء من أجل نجاح ذلك، وهو ما حدث بالفعل مرارا وتكرارا، أما بالنسبة للآليات التى من شأنها العمل على نجاح المصالحة فأنا أرى وجوب تطبيق المصالحة وملفاتها مرة واحدة دون تسويف أو تأخير، كما أن التفكير فى معاناة الشعب الفلسطينى ومعاناته من أعظم الدوافع التى تسهل تنفيذ المصالحة بالنسبة للطرف الأخ "فتح". هل لديكم تحفظات على تولى الرئيس الفلسطينى مسئولية الحكومة المزمع تشكيلها؟ د. "حسن أبو حشيش": أنا أكدت أننا مستعدون لأبعد من ذلك إذا كان ذلك سيؤدى إلى تطبيق المصالحة، ولكن تنتابنى تخوفات بسبب أن تولى الرئيس عباس مسئولية الحكومة هو أمر غير دستورى، كما أنه يخالف ما تم الاتفاق عليه فى القاهرة من ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية من المستقلين والتكنوقراط، بالإضافة إلى أن ذلك ربما يصطدم بإرادة الجماهير التى ملت هذا الانقسام، والتى تعتقد أن الرئيس عباس عنوانه، وأنه كان يستطيع منذ زمن ومرارا وتكرارا أن يطوى هذه الصفحة المشئومة ولكنه لم يفعل. "سلامة معروف": دعنى أقول إن الرئيس عباس بمبادرته هذه بتولى الحكومة ناقض نفسه فعباس كان مختلفا مع الشهيد أبو عمار فى هذا الصدد، لأنه كان يرى أنه لا بد من فصل منصب رئيس السلطة عن منصب رئيس الحكومة، وبالفعل قام بهذا وكان أول رئيس لحكومة فلسطينية فى عهد الشهيد ياسر عرفات، والأمر الغريب الآن أن عباس يناقض نفسه لتولى الحكومة الفلسطينية إلى جانب أنه بالأساس رئيس السلطة الفلسطينية. "إبراهيم الدراوى": حماس وافقت على تولى عباس للحكومة لأنها على يقين بأنها الفرصة الأخيرة لتطبيق المصالحة، وأنا أعتقد أن الرئيس عباس عرض هذا العرض على حماس وطلب من قطر ذلك حتى ترفض قيادة الحركة هذا المقترح، وبالتالى تظهر حماس بأنها هى التى لا تريد المصالحة، والدليل على ذلك أن أبو مازن تنصل من كل اتفاق وعد به وجميع الخروقات وتأخير تطبيق المصالحة تقع مسئوليته على عباس، الذى يتعامل مع حماس على أنها ورقة ضغط بالنسبة لإسرائيل وأمريكا والرباعية، لأن هذه القوى لا تريد المصالحة بالأساس. ماذا قدمتم فى حماس من مايو 2011 وحتى الآن؟ "سلامة معروف": انبثق عن اتفاق مايو لجنتان لمتابعة تنفيذ المصالحة وهى اللجنة المجتمعية المعنية بمعالجة الآثار الجانبية للانقسام من القتلى والمصابين، ولجنة الحريات وهى المعنية بالأسرى والمعتقلين وتوزيع الصحف وخلافه، وبالفعل عملت اللجنتان على هذه الملفات وقدمنا فى غزة العديد من الضمانات واجتمع رئيس الحكومة إسماعيل هنية بلجنة الحريات، وقدم لها الضمانات الكافية أما اللجنة فى رام الله فلم يقابلها أبو مازن وتنصل من مقابلتها، والتقرير الأخير الذى صدر فى أول فبراير أكد أن رام الله لم تقدم ما يجب فى هذا الشأن. د. "حسن أبو حشيش": نحن فى حماس قدمنا ضمانات عديدة من أجل إنجاح المصالحة وكبادرة منا على حسن النوايا ولكن للأسف الشديد لم تبادر رام الله بالمثل، كما أن لجنة الحريات شهدت بذلك، وقالت اللجنة إن الوضع فى رام الله صعب للغاية، وعلى سبيل المثال قمنا فقط فى أسبوعين بما يلى: إعادة بيت أبو مازن له كممتلك شخصى، وافتتاح مقر لجنة الانتخابات المركزية، والاجتماع بلجنة الحريات والاستماع إلى مطالبها، وتقديم المكتب الإعلامى فى حكومة غزة خطابا مكتوبا يتعهد فيه بنشر الصحف التى تصدر فى رام الله، وتقديم وزارة الداخلية فى غزة تعهدا بوقف الاستدعاءات على الخلفيات السياسية، والاستعداد للإفراج الفورى عن أى معتقل يثبت حبسه سياسيا، والموافقة على عودة موظفى وزارة الداخلية المنقطعين عن العمل له، والسماح بعود 80 فتحاويا من أصل 120 إلى غزة دون أى مشاكل، السماح لقيادات فتح فى غزة بالخروج إلى رام الله لحضور الاجتماعات، بالإضافة إلى أننا طلبنا من لجنة الحريات التوجه للسجون وفحص ملفات المعتقلين ومقابلتهم، كل هذا ولم تقدم فتح أى شىء يذكر حتى الآن بخصوص عمل هذه اللجنة. وماذا تتوقعون فى الانتخابات القادمة إذا فازت حركة حماس مرة ثانية؟ د. "حسن أبو حشيش": والله أنا أنضم إليك فى سؤالك وأوجهه إلى قيادة حركة فتح وأمريكا وأوروبا ومن ورائها، وأقول هل سترضون بنتائج الانتخابات أم ستنقلبون مرة ثانية. وهل تتوقعون الفوز بالأغلبية مرة ثانية؟ د. "حسن أبو حشيش": بالطبع نحن سنفوز بالأغلبية فى الانتخابات كما حدث فى 2006، لأننا نثق فى الشعب الفلسطينى الذى يعرف تماما أن حماس لم تكن يوما راضية عن الانقسام. "إبراهيم الدراوى": ثورات الربيع العربى ستصب فى مصلحة نجاح حماس بالأغلبية فى الانتخابات المقبلة خاصة وان أمريكا والغرب تحاول التقرب من الحركات الإسلامية التى فازت أخيرا فى مصر وتونس، بالإضافة إلى أن تنصل حركة فتح من تطبيق المصالحة أعطاها شعبية من كل الاتجاهات من علمانيين وليبراليين وحتى المسيحيين فى فلسطين الذين رأوا كيفية تعاطى حماس مع أزمة الحصار واستمرارها رغم الحرب التى تشن عليها نفسيا ومعنويا. "سلامة معروف": دعنى أقول لك أن المنافسة فى أى انتخابات قادمة ستنحصر فيها ما بين حماس وفتح والكتل التصويتية توجد فى الضفة والخارج وغزة، وبالنسبة لشعبية فتح فى غزة فهى معدومة ولا تحتاج إلى تعليق، أما فى الضفة فمعظم أهالى الضفة يعانون من فشل فتح فى إدارتها رغم أنها مدعومة دوليا، بالمقارنة بقطاع غزة الذى يئن تحت الحصار، بالإضافة إلى أن الكتلة التصويتية فى الخارج مدعومة من حماس لأنهم يشاهدون الوضع ويعلمون تماما كم قدمت حماس من تنازلات لوحدة الصف الفلسطينى. البعض يرى أن محاولات حماس الاندماج مع الجهاد دليل على تخوف حماس من الانتخابات القادمة؟ د. "حسن أبو حشيش": لا صحة مطلقا لهذه الادعاءات فحركة الجهاد الإسلامى من ثوابتها عدم المشاركة فى العملية السياسية لأن خطها هو مقاوم فقط. لكن لماذا هذه الدعوات بالاندماج فى الوقت الحالى؟ د. "حسن أبو حشيش": أولا دعوات التقارب أو الاندماج ما بين حماس والجهاد قديمة جدا وهى بادرة قدمها الشهيد فتحى الشقاقى ولكنها أبرزت بسبب أن الحركتين متفقتين الآن فى كل من المبدأ والهدف، والاختلاف الوحيد الآن هو الاختلاف فى الوسيلة، إذ أن الجهاد تتبنى الخط الثورى الجهادى وبعد أن أصبحت حماس هى الحركة الأم برزت هذه الدعوات، والمطروح الآن للنقاش هو 3 أمور، إما الاندماج وإما التنسيق، وإما التحالف، ولكن بالنسبة للاندماج فهذا الأمر يحتاج إلى وقت كبير، والتفكير الآن هو رفع درجة التنسيق وصولا للتحالف لأنه على أرض الواقع هناك تنسيق سياسى وآخر عسكرى. "إبراهيم الدراوى": اندماج أو تحالف الجهاد وحماس هو أمر يصب فى صالح القضية الفلسطينية وهو المطلوب الآن فى ظل حالات الربيع العربى، أنا أرى أنه لا بد لمكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان المسلمين أن يكون له دورا خاصة، وأن عددا كبيرا من قيادات الجهاد هم أبناء جماعة الإخوان المسلمين، لأنه يستطيع التوصل إلى صيغة توافقية لهذا الاندماج. ماذا عن جولة رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية إلى الخارج؟ "سلامة معروف": جولة دولة رئيس الحكومة الفلسطينية تهدف إلى نقل الهم الفلسطينى إلى الخارج، وأبو العبد يحمل عدة ملفات لعرضها على قادة هذه الدول منها، قضية تهويد القدس وضرورة وجود موقف عربى وإسلامى موحد لإجبار إسرائيل على التراجع عن هذه الجريمة، والمساعدة فى إعادة إعمار قطاع غزة، وإنهاء الحصار المفروض على القطاع، وتوفير إطار عربى إسلامى لإنجاح المصالحة بين فتح وحماس، وهذه الجولة جاءت بناء على رغبة من هذه الدول. ما حقيقة مغادرة أعضاء المكتب السياسى لحماس الأراضى السورية؟ د. "حسن أبو حشيش": حركة حماس ما زالت فى دمشق ومكتبها لا يزال مفتوحا ولا صحة على الإطلاق للأنباء التى ترددت عن مغادرة المكتب السياسى لحماس الأراضى السورية، وأنا هنا أقول إننا لدينا الشجاعة لنعلن عن هذا إذا غادرت حماس بالفعل دمشق. حدثنا عن علاقة حماس بإيران وهل تقدم طهران دعما ماليا لحماس؟ د. "حسن أبو حشيش": بالفعل طهران تدعمنا مالياً وهذا لا ننكره، لأننا نثق فى أنفسنا جيدا، وليس معنى هذا أن إيران تتكلم فى قراراتنا كما ادعى البعض، فحماس لديها ثوابت ولديها مرجعية ولن تحيد عنها مهما حدث، وعلاقتنا بإيران هى علاقة جيدة ونحن نمد أيدينا للجميع طالما يسعى لمساعدة الشعب الفلسطينى لكن بشرط عدم التدخل فى شؤوننا. وكيف ترون الثورة السورية ودعوات الشعب بضرورة إسقاط نظام الأسد؟ "سلامة معروف": دعنى أؤكد لك أن حماس لا تتدخل فى أى شأن لأى دولة عربية، ونحن نعتبر أن ما يحدث فى سوريا أمرا داخليا، ونحن نتمنى لجميع الدول العربية والإسلامية الشقيقة السلامة والأمان والاستقرار، بالإضافة إلى أننا لا نستطيع أن ننكر دور دمشق فى تبنى القضية الفلسطينية واستضافة قيادات حماس.