رام الله: اكدت مصادر مطلعة في اللجنة المركزية لحركة "فتح" أن اصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ترشيح سلام فياض لرئاسة حكومة التوافق الوطني اثار حالة من التذمر والخلاف بين اعضاء اللجنة المركزية. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن مصادر،لم تكشف عن اسمها، قولها "ان تيارا في مركزية فتح يطالب بعدم افشال اتفاق المصالحة من خلال الاصرار على فياض الذي ترفضه حركة حماس". واشارت المصادر الى ان رئيس وفد "فتح" للحوار مع "حماس"عزام الاحمد وعضو الوفد محمود العالول والدكتور نبيل شعث والدكتور ناصر القدوة من المتذمرين من اصرار عباس على ترشيح فياض، وانهم يحاولون انجاح اتفاق المصالحة وتشكيل الحكومة من خلال التنازل عن ترشيح فياض. ومن جهته، اكد محمود العالول للاذاعة الفلسطينية الرسمية بأن فياض ليس المرشح الاوحد لحركة "فتح" لرئاسة حكومة التوافق، منوها الى ان هناك مبررات ومسوغات لترشيحه لرئاسة الحكومة من قبل عباس. واشار العالول الى ان اتصالات بين حركتي "فتح" و"حماس" ستجرى خلال الايام المقبلة في محاولة لتذليل العقبات التي تواجه انجاز المصالحة ولتحديد هوية رئيس الحكومة. واوضح العالول ان لقاء عباس برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل الذي تم تأجيله الاسبوع الماضي سيتحدد بعد اجتماع القيادة. وجاء اجتماع القيادة الفلسطينية مساء الاحد في ظل انباء بأن هناك توجها بالتريث في موضوع تشكيل حكومة الشخصيات المهنية الفلسطينية وفق اتفاق المصالحة، وذلك لحين التوافق على حكومة لا تجلب الحصار للشعب الفلسطيني. ومن جانبه، قال أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي عقب لقائه عباس "ان اللقاء كان مكرسا لاهمية حماية اتفاق المصالحة الوطنية وضرورة دعم جهود المصالحة من اجل وضع الاتفاق موضع التنفيذ". وحول اذا ما بات اتفاق المصالحة مهددا بالفشل ،قال البرغوثي الذي زار غزة قبل ايام "لان هناك مصاعب يجب علينا جميعا ان نبذل كل جهد ممكن لحماية اتفاق المصالحة ولوضعه موضع التنفيذ ولصد الضغوط الخارجية الكبيرة التي تمارس ضد المصالحة وضد الوحدة الوطنية الفلسطينية، وخصوصا اننا نتوجه الى معركة اعتراف في الاممالمتحدة ويجب ان نكون موحدين في تلك المعركة". واضاف البرغوثي "انا برأيي ان الخلاف يمكن دائما ان تجد سبيلا لتجاوزه"، في اشارة الى اصرار عباس على ترشيح فياض لرئاسة حكومة التوافق الوطني ورفض حماس لذلك الترشيح. وحول ما لمسه من خلال زيارته قبل ايام لغزة ولقائه المسئولين في "حماس" هناك ولقائه الاحد بالرئيس عباس قال البرغوثي "أنا لمست بان هناك مشكلة تتعلق برئيس الوزراء ولكن موضوع المصالحة اهم واكبر من مجرد تشكيل الحكومة، فمصالح الشعب الفلسطيني اكبر بكثير من الحكومة، خصوصا واننا نتحدث عن منظمة التحرير وتفعيل واستعادة الديمقراطية الفلسطينية وفك الحصار عن غزة واعادة اعمارها وبالتالي لا يجوز ان نجعل من موضوع الحكومة العقبة التي تفشل اتفاق المصالحة بل يجب ايجاد سبيل لتجاوزه". ونفي البرغوثي وجود قرار بترحيل ملف الحكومة الفلسطينية المنتظرة الى ما بعد سبتمبر/ايلول. ويذكر ان حركتا "فتح" و"حماس" اختلفتا على منصب رئاسة حكومة التوافق المقرر تشكيلها بموجب اتفاق المصالحة، الذي وقعت عليه الحركتان في الرابع من الشهر الماضي برعاية مصرية حيث يصر عباس على ترشيح فياض للمنصب في حين تواصل حماس رفض ذلك الترشيح.