أكد المشير عبد الفتاح السيسي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن المرأة المصرية محل تقدير حقيقي دون مجاملة أو مزايدة، ولا يمكن لأحد إنكار الدور الكبير الذي تقوم به لخدمة مجتمعها. وقال السيسى خلال لقائه اليوم الأحد مع أعضاء المجلس القومي للمرأة: "أنا على المستوى الشخصي أقدر دور المرأة، وأعي جيدا كلام النبي محمد صلى الله على وسلم عنها وأفهمه كسلوك وممارسة، لأن المرأة كرمها الله وأمرنا بتكريمها". ورد المشير السيسى عل أسئلة أعضاء المجلس القومي للمرأة التي دارت حول العديد من النقاط الهامة، من بينها وضع المرأة في النصوص الدستورية، حيث أكد أن هذه النصوص الدستورية سيحرص كل الحرص على تفعيلها خلال الفترة المقبلة. وردا على سؤال متعلق بعودة الأنظمة السابقة إلى الحياة السياسية مرة أخرى، قال المشير السيسى: " لا عودة إلى الوراء، والشعب المصري الذي خرج في ثورتين عظيمتين لا يمكن لأحد أن يسيطر عليه أو يتحكم في مصيره، خاصة بعد ما شهدته البلاد من تطور سياسي ضخم على مدار السنوات الماضية". وتابع: "بغض النظر عن من هو الرئيس القادم الذي لا نعرفه، فلن يستطيع أحد استدعاء ما قبل ثورة 25 يناير، ولن يسمح بذلك مهما كانت الظروف والتحديات". ومضى قائلا: "إننا نعيش في وطن به أزمات أكبر بكثير مما يطالب به البعض، ولذلك أخاطب المرأة المصرية، التي تمثل صمام الأمان في الأسرة وأقول لها أنت تمثلين الأم والأخت والزوجة والابنة، ومسئوليتك تجاه المجتمع كبيرة جدا، وأنت تشعرين بالمخاطر قبل أي شخص، وعليكي أن تشاركي معنا في بناء هذا الوطن ". وردا على سؤال حول تخوف البعض من تأسيس نظام حكم شمولي غير ديمقراطي خلال الفترة المقبلة، أكد المرشح المحتمل للرئاسة أنه لا مكان للحكم الشمولي في مصر المستقبل على الإطلاق، مشيرا إلى أن الرأي العام هو من يقود مصر في الوقت الراهن، والحالة المصرية لن تسمح بأن يكون هناك من يقود الدولة المصرية بنظام شمولي، أو أن تتم إدارتها بطريقة غير ديمقراطية. وأكد السيسي أن التحديات التي تواجه مصر في الوقت الراهن أكبر بكثير من الأفق السياسي، والقضايا الشائكة التي يتم توجيه الشعب المصري ناحيتها، بدعم من جهات عديدة. وأشار إلى أن مسئولية الحكم ثقيلة جدا، وأمانة عظيمة يجب أن يدرك الجميع قدرها، فهناك الكثير من المظالم والمشكلات، والقضايا التي تعترض طريق 90 مليون مواطن مصري، في الفترة الحالية. وأعرب المشير السيسي عن اعتقاده أن الخطاب الديني يحتاج إلى مراجعة كبيرة، مضيفا أن ذلك "حتى تنفض الإشكاليات الخاصة به، ولا يصل بنا الحال إلى ما نحن عليه الآن، حيث نجد الآن من يحاول حرق برج كهرباء، أو اقتحام مستشفى، أو القتل والقيام بأعمال عنف باسم الدين". وأوضح أن الخطاب الديني السائد خلال الفترة الماضية تقاطع مع العصر، وهذا لم يحدث في مصر فقط ، ولكن في دول عديدة داخل المنطقة العربية وخارجها. ودعا السيسي إلى ضرورة أن يصطف المصريون، وأن يكون مستوى الوعي والمعرفة لديهم على قدر مواجهة التحديات التي تقف في وجه الوطن، مؤكدا أن الشعب المصري يحتاج إلى العمل بروح واحدة نحو التقدم والتنمية. وأوضح أن المرحلة الراهنة تحتاج إلى رؤية حقيقية، وأن يعي المواطن خلالها جيدا ماذا يمكنه أن يقدم لوطنه، في ظل الكم الهائل من التحديات التي تواجهنا، في التعليم والصحة والاقتصاد. وكشف السيسي عن أن مصر تحتاج مبالغ مالية تتراوح من 3 إلى 4 تريليون جنيه مصري، لحل مشكلاتها في الوقت الراهن، وهذا لن يتحقق، بجهود شخص بمفرده على الإطلاق، ولكن من خلال العمل الجماعي والتعاون المشترك، والإنتاج من أجل مستقبل مصر، لافتاً إلى أن بلادنا تواجه تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة. من جانبه توجه الدكتور محمد نور فرحات نائب رئيس المجلس القومي للمرأة بالشكر للمشير السيسي على حرصه للقاء مع أعضاء المجلس، قائلا: " بالنيابة عن أعضاء المجلس أتوجه لكم بخالص الشكر على استقبال أعضاء المجلس، وحرصكم على الاستماع لقضايا المرأة في جوانب متعددة، سواء المتعلقة بالمساواة، أو القوانين الخاصة بالمرأة في مختلف المجالات، وثقافة التعامل معها داخل الجهاز الإداري للدولة ". وأوضح نائب رئيس المجلس القومي للمرأة أن هناك تحديات كبيرة أمام الرئيس القادم في ملف المرأة، مطالبا بضرورة تطبيق النصوص الدستورية التي كفلت حقوق المرأة، وتجريم التمييز بكافة أشكاله وتشكيل مفوضية لمكافحته، وفقا لما نص عليه الدستور. من جانبها قالت مارجريت عازر عضو المجلس القومي للمرأة خلال اللقاء مع المشير السيسي إن إصلاح كافة الأوضاع في مصر سيبدأ من التعليم، الذي يحتاج إلى جهود كبيرة لتطويره، على كافة المستويات، لبناء منظومة وعى حقيقية لدى المصريين. من جانبه قال الدكتور حسن سند عضو المجلس القومي للمرأة للمشير السيسى: "لاشك أنك تحملت مخاطرة شخصية كبيرة تحسب لك في تاريخ مصر الحديث، وأصبحت في ضمير ووجدان وعقل وقلب المواطن المصري، وأرجو أن تضع نصب عينيك 3 قضايا أساسية، وهى العدالة والمساواة والفرص المتكافئة بين أبناء الوطن، والمصريون يحبونك، ويقدرون دورك جيدا ". وفي سياق متصل قالت الدكتور آمنة نصير عضو المجلس القومي للمرأة: " إن الشعب المصري عندما يحب قائده يكون مخلصا له ومستعد لأن يتحمل ويواجه الصعاب معه، فالشعب كان يدا واحدة مع الرئيس عبد الناصر وإن شاء الله سيكون كذلك معك".