استقبل نبيل فهمى وزير الخارجية صباح اليوم الوفد الأفريقي رفيع المستوى برئاسة ألفا عمر كونارى رئيس مالى الأسبق ودالينا محمد دالينا رئيس وزراء جيبوتى الأسبق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير الدكتور بدر عبد العاطي إن الوزير فهمى رحب خلال اللقاء بالوفد وأكد أن استقبال مصر للوفد للمرة الثالثة يعكس مدى حرصها على التعاون الكامل مع أشقائها الافارقة لطى صفحة الماضي والنظر للأمام واعادة النظر فى القرار السابق لمجلس السلم والأمن الأفريقي ، مجدداً عزم والتزام الحكومة بالمضي قدماً فى تجسيد تطلعات الشعب المصري ببناء ديمقراطية عصرية من خلال استكمال تنفيذ باقي استحقاقات خريطة الطريق بعد الاستفتاء على الدستور، وقرب تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة تليق بمكانة شعب مصر وثورتين عظيمتين. وأضاف المتحدث أن الرئيس كونارى نقل شكر وتقدير الوفد رفيع المستوى على كامل تعاون الحكومة المصرية وتفهمها لمهمة الوفد ، موضحاً علمهم الكامل بمدى الالم والغضب الذى يلمسونه من الحكومة والمعارضة ومختلف القوى السياسية والمجتمع المدني في مصر من استمرار غيابها عن انشطة الاتحاد الأفريقي ، منوهاً بان هناك ادراكاً متزايداً لضرورة اعادة النظر في القواعد والمواثيق الافريقية المعمول بها حتى تأخذ في الاعتبار الهبات والثورات الشعبية. وأكد الرئيس كونارى على قناعة الوفد بان ما حدث في 30 يونيو لم يكن انقلاباُ عسكريا وانما هبة شعبية ، وأضاف أنه يتعين على الاتحاد الأفريقي خلال الاسابيع والشهور القادمة مراجعة هذه المواثيق الافريقية للأخذ فى الاعتبار الثورات الشعبية بعد التجربة المصرية. وأشار كوناري الى أن نشاط الوزير فهمى المكثف فى افريقيا والعالم قد نجح فى اعادة مصر لافريقيا خاصة مشاركتها الأخيرة فى القمة الاوروبية الافريقية الرابعة ومن قبلها فى قمة الكوميسا وتجمع الساحل والصحراء ، وانه يتطلع الى أن يتوافر توافق افريقى قريباً ، وكرر كونارى أن الوضع الراهن يمثل خسارة مشتركة لكلاُ من مصر وافريقيا ، وأنه يتعين أن تعود مصر لممارسة دورها التاريخى والريادى فى القارة ، خاصة وأن افريقيا تواجه تحديات هائلة لا يمكن مواجهتها الا بدور مصرى فاعل وريادى استكمالا لدورها التاريخى فى الخمسينيات والستينيات فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر ودعمها الكامل لكل حركات التحرر الوطنى ، وتحقيق الوحدة الافريقية . من جانبه ، اثنى رئيس وزراء جيبوتى الاسبق على الخطوة الكبيرة الخاصة بالاستفتاء على الدستور ، وقرب اجراء الانتخابات الرئاسية فالبرلمانية بما يؤدي إلى استكمال تنفيذ خارطة الطريق ، موضحا أن الوفد لمس عن قرب مدى الغضب الرسمى والشعبى من الاجراء الافريقى ، منوها بان الزيارة الحالية واللقاءات الهامة التى اجراها الوفد جعلت مصر اقرب الى العودة لممارسة دورها الريادى فى الاتحاد الافريقى ، وفتح صفحة جديدة فى التعاون والعودة للعائلة الافريقية . وفى ختام اللقاء ، قدم فهمى الشكر للوفد على عبارات التقدير لمكانة مصر الافريقية والتفهم لحقيقة الاوضاع فيها ، مؤكدا أن مصر بعد ثورة 30 يونيو اتخذت قراراً استراتيجياً بالتحرك الفعال فى افريقيا وتأكيد جذورنا الافريقية واحياء الدور المصرى فى القارة ، وليس مجرد رد فعل تكتيكي على قرار معين ، مجدداً العزم على استمرار مصر فى اداء رسالتها تجاه اشقائها فى افريقيا.