القاهرة: في الوقت الذي أثار فيه وصول السياح اليهود القادمين من إسرائيل وأوروبا وأمريكا وأستراليا إلى مصر للاحتفال السنوي بمولد "أبو حصيرة" جدلا كبيرا ، اعلنت تقارير صحفية فوز تاجر إسرائيلي بمفتاح ضريح "أبو حصيرة" بقرية دمتيوه في دمنهور بمحافظة البحيرة مقابل مبلغ 2 مليون شيكل في مزاد . وكان السائح الإسرائيلي جاء إلى القاهرة ضمن الوفد الأخير المكون من 20 سائحا من دول المغرب وأمريكا وإسرائيل ضمن 350 سائحا جاءوا في 10 أفواج سياحية بينهم حسن كعيبة قنصل عام إسرائيل وزوجته والوزير المفوض بالسفارة الإسرائيلية و10حاخامات وحفيد ابوحصيرة. وتوافد السياح من مطاري النزهة بالإسكندرية والقاهرة الدولي وسط إجراءات أمنية مكثفة لتأمين وصولهم إلى القرية، وأمتدت الزيارة إلى المساء وإقتصرت على إجراء المزاد دون أية مظاهر إحتفالات أخرى ليغادروا القرية التي تنفس أهلها الصعداء برحيلهم. من ناحيته، نظم حزب الجبهة الديمقراطية ندوة بعنوان "معا ضد أبوحصيرة" بمقر الحزب بدمنهور، مطالبا بوقف الإحتفال بهذا المولد تنفيذا لأحكام القضاء المصري وإحتراما لمشاعر المصريين خاصةً في ظل الإعتداءات الإسرائيلية الوحشية على الفلسطينيين وعدم إحترامها لإتفاقيات السلام، كما تعتزم أمانات أحزاب المعارضة تنظيم وقفة إحتجاجية غداً الخميس أمام مجمع محاكم دمنهور. علي الجانب الآخر، تسود حالة من الإستياء بين أبناء دمنهور والقرية بسب الزيارة التي تتزامن مع قضية ضبط الجاسوس الإسرائيلي وهناك إجماع ورفض شعبي لإقامة مثل هذا الإحتفال خاصةً في ظل عدم إعتداد إسرائيل بإتفاقيات السلام وإصرارها على التسويف والمماطلة وبناء المستوطنات، إلى جانب الإعتداءات الوحشية التي لا تتوقف إسرائيل عن إرتكابها في حق الإخوة في فلسطين وممارستها جميع أشكال الحرب من حصار وتجويع وإعتقال وعدم إلتزامها بمقررات عملية السلام. وكان مطار القاهرة استقبل قد السائحين اليهود الأحد فى طريقهم إلى ضريح "أبو حصيرة"، بينما نفى مصدر أمنى بمطار القاهرة، إتخاذ أية إجراءات أو إستعدادات خاصة لإستقبال رحلات شركتي العال وإيرسينا التي تطير من القاهرة وتل أبيب والعكس لنقل السائحين بمناسبة إحتفالات مولد أبو حصيرة، وأكد مسئولو المطار أنه لا صحة لما أشيع عن إعلان حالة الطوارئ بالمطار إستعدادا لوصول تلك الرحلات. ويأتي اليهود إلى مصر في أواخر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام والتوجه إلى قرية دميتوه في مدينة دمنهور في محافظة البحيرة لزيارة ضريح ادعوا أنه لرجل يهودي اشتهر ب "أبو حصيرة" مات منذ أكثر من مائة عام ودفنه من كانوا معه في تلك المنطقة. ويبدأ الاحتفال بمولد أبو حصيرة منذ يوم 25 ديسمبر/كانون الأول من كل عام ويستمر قرابة 15 يوما ويتجمع اليهود خلال الاحتفال فوق قبر أبو حصيرة حيث يقام مزاد على مفتاح مقبرته يليه عمليات شرب الخمور أو سكبها فوق المقبرة ولعقها بعد ذلك وذبح خراف أو خنازير وشي اللحوم والرقص على بعض الأنغام اليهودية بشكل هيستيري وهم شبه عرايا بعد أن يشقوا ملابسهم بالإضافة إلى ذكر بعض الأدعية أمام القبر ، حيث يعتقد اليهود أن أبو حصيرة صاحب كرامات ويحقق أمنياتهم ولذا يكتبون أوراقا على قصاصات من الورق ويتركونها فوق قبره . وكان أهالى البحيرة سبق وإن قاموا برفع دعاوى قضائية لإلغاء هذا المولد وهذه الإحتفالات، وصدر حكم قضائي في يناير/كانون الثاني عام 2004 من المحكمة الإدارية العليا المصرية يقضي بإلغاء قرار وزير الثقافة فاروق حسني بإعتبار ضريح "أبوحصيرة" من المناطق الأثرية، وبالتالي إلغاء جميع مظاهر الإحتفال في هذه القرية.