أعلن الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، اليوم الثلاثاء، أن النظام السوري بدأ بإفراغ جبهات القتال مع قوات المعارضة لصالح جبهة "الساحل" غربي البلاد، كونها معقله الأساسي ومركز ثقله الطائفي. وفي تصريح لوكالة "الأناضول" عبر الهاتف، قال العقيد قاسم سعد الدين، عضو المجلس العسكري الأعلى والناطق باسمه، اليوم الثلاثاء، إن النظام السوري سحب خلال الأيام الماضية جزءاً من قواته بعدد من الجبهات في سوريا باتجاه جبهة "الساحل" التي بدأ مقاتلو المعارضة معارك ضد معاقل النظام فيها منذ نحو أسبوعين. وأوضح أن النظام سحب كتائب من قواته من الجبهة الشرقية في محافظتي دير الزور والحسكة وكذلك الشمالية من محافظتي حلب وإدلب المجاورتين للّاذقية، وكذلك الأمر بالنسبة للجبهة الجنوبية التي تشمل محافظاتدمشق وريفها ودرعا. ومنذ بداية الأسبوع الماضي، أعلنت فصائل إسلامية مثل جبهة "النصرة" وحركة "شام" الإسلامية وأخرى تابعة للجيش الحر، عن إطلاق معركتين باسم "الأنفال" و"أمهات الشهداء"، تستهدف مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية (غرب) ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه وقادة أجهزته الأمنية. واستطاعت قوات المعارضة السيطرة على مدينة "كسب" الاستراتيجية، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل "السمرا" أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها. وأشار الناطق إلى أن الجبهات المذكورة شهدت خلال الأيام الماضية تراجعاً ملحوظاً في هجمات قوات النظام عليها، وذلك لانشغال الأخيرة بمعارك الساحل التي تتراجع فيها "بشكل كبير ومخيف" بالنسبة للنظام. وحول السر وراء تراجع قوات النظام أمام هجمات قوات المعارضة في الساحل، قال سعد الدين إن قوات المعارضة تعمل على إنهاك واستنزاف قوات النظام من خلال "حرب العصابات"، واستثمار الطبيعة الجغرافية لمنطقة الساحل التي تتكون من جبال وأحراش كثيفة ما يصعب من محاولات صدها. وأشار الناطق إلى أن هذا هو الهدف الأساسي لفتح جبهة الساحل التي "يجب عدم إغلاقها نهائياً واعتبار كل من يدعو أو يعمل على ذلك خائناً وشريكاً بسفك دم الشعب السوري"، حسب تعبيره. ولفت إلى أنه لطالما أكد أن النظام السوري لن يسقط عن طريق السيطرة على حاجز لقواته هنا أو هناك، وإنما يسقط باستهداف مركز ثقله الطائفي في منطقة الساحل، وثقله السياسي في العاصمة دمشق، وصلة الوصل بينهما وهي محافظة حمص التي تتوسط سوريا. وتعد منطقة الساحل الأكثر هدوءاً في البلاد منذ بداية الصراع قبل 3 أعوام، ولم تشهد معارك كبيرة فيها، قبل المعركتين التي أطلقتهما قوات المعارضة مؤخراً. وتسيطر القوات الحكومية على أكثر من 95 % من مساحتها، بحسب تصريحات سابقة لأحد قياديي الجيش الحر ل "الأناضول". ولمنطقة الساحل التي تضم محافظتي اللاذقية وطرطوس، أهمية استراتيجية كبيرة، كونها المنفذ الوحيد للبلاد على البحر المتوسط، كما أنها تحتضن القاعدة العسكرية الروسية في ميناء طرطوس.