القاهرة : بعد إسبوع من مقتل صاحب ورشة النجارة بقرية "تلبانة" التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية المصرية والذي راح ضحية التعذيب داخل مركز شرطة المنصورة علي يد معاون المباحث والمخبرين الذين اقتحموا القرية في عز الظهر والقوا القبض علي المجني عليه دون ان يرتكب ذنبا بالاعتداء عليه بالضرب وسحلوه في شوارع القرية امام الأهالي وقيدوه بالسلاسل الحديدية ونقلوه إلي مركز المنصورة وهو في حالة اعياء شديدة . وضربه نقيب شرطة بمؤخرة الطبنجة وافقده الوعي ولقي مصرعه داخل المركز وقام احد المحامين وبعض الاهالي بنقله من حجرة المباحث إلي مستشفي الطواريء بالمنصورة في محاولة لاسعافه وفشلت جهود الاطباء في انقاذه وفارق الحياة متأثرا بإصابته في منطقة الرأس التي اسفرت عن إصابته بنزيف داخلي بالمخ اودت بحياته . وبحسب صحيفة "الوفد" قالت ماجدة صالح عيد "ربة منزل، جارة القتيل" ان نصر احمد عبدالله الصعيدي وشهرته "ناصر" كان يمتاز بالاخلاق العالية ويحافظ علي حقوق الجار وبارا بوالدته واهالي القرية ومتكفلا بأسرته واسرة شقيقه "علي" لانه فقير وعطوف علي الايتام ويعطي السائل وفاتح أبواب الرزق لعدد كبير من الشباب الايتام ويقوم بتشغيل الطلبة في الاجازة الصيفية بالورشة ويوفر لهم الطعام والكساء وكان شابا متدينا ولا توجد خلافات بينه وبين احد وكل اهل القرية يبادلونه الحب والاحترام .وجاء مع اسرته من الصعيد ونزحوا للاقامة بالقرية منذ 30 عاما واصبحوا من أهل القرية وقد حزنا علي فراقه وعلي المصير المجهول لأولاده الايتام وزوجته . وبصعوبة بالغة قالت أم القتيل فاطمة عبدالرشيد محمد 60 عاما:" الضابط قتل ابني وأهدر دمه وقام بسحله في شوارع القرية امام الاهالي وضربه علي رأسه بمؤخرة الطبنجة امام عيني وهو متأكد من براءته وعندما توسلت إليه ان يطلق سراح ابني ضربني بالعصا ولم يرحم شيخوختي ووقعت امامه في "بيارة" الصرف الصحي بشارع القرية وربنا ينتقم من الظالم". وتساءلت أين العدالة ومن يستطيع ان يحاكم رجال الشرطة الذين قتلوا ابني وانتابتها نوبة بكاء حادة واصيبت بحالة من التشنجات وراحت في غيبوبة . وقالت ميرفت صبري اسماعيل "27 عاما، ربة منزل" زوجة القتيل:" حسبنا الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم من الظالمين الذين يتموا اطفالي الصغار". وأضافت ان زوجها القتيل ترك لها تركة كبيرة هي 4 بنات صباح 13 عاما طالبة بالاعدادية ووردة 11 عاما بالصف السادس الابتدائي وليلي 8 سنوات بالصف الثالث الابتدائي والطفلة الصغيرة نهي 10أشهر. لقد حرمنا من زوجي ونحن في اشد الحاجة إليه وسوف نتجرع الأسي والحزن مدي الحياة . وأضاف احمد حسين قورة محامي المجني عليه ان القتيل تم تعذيبه حتي الموت وعثرت عليه اسفل احد المكاتب بحجرة المباحث بمركز شرطة المنصورة وعندما سألت عنه رئيس مباحث المركز في البداية أنكر وجوده وعندما شاهدت المجني عليه اسفل المكتب مكبلا بالجنازير امام رئيس المباحث فوجئت به يضربه بقدمه ويقول له "أنت بتمثل علينا ياابن..." .واشار أحمد قورة ان رئيس المباحث استولي علي 6 آلاف جنيه كانت في جيب قميص المجني عليه وعندما سألته عن النقود اعترف بوجود الفي جنيه ولما طلبت منه تسليم النقود لاسرة القتيل رفض وقال مفيش نقود . وأكد محمد شبانة محامي القتيل ان رجال الشرطة استخدموا كافة انواع التعذيب حتي فارق الحياة. كما شهدت القرية التنكيل بالشباب الابرياء الذين قبض عليهم وتبين من التحقيقات ان القتيل لم يكن متهما في أي قضية ورجال المباحث القوا القبض عليه دون الحصول علي إذن النيابة العامة . وأشار محمد شبانة ان هناك ضغوطا علي اسرة القتيل للتنازل عن الاتهام الموجه لضابط الشرطة الذي تربطه صلة قرابة بإحدي عضوات مجلس الشعب عن الحزب الوطني مقابل تعويضهم بمبالغ مالية كبيرة إلا ان اسرة القتيل رفضت المساومات الدنيئة وطالبت العدالة بالقصاص من القتلة المجرمين . وعلى صعيد متصل أمرت النيابة العامة بإلقاء القبض علي الضابط محمد معوض المتهم بتعذيب الضحية نصر أحمد عبدالله حتي الموت، وذلك بعد تقاعس الشرطة عن تنفيذ قرار سابق للنيابة بضبط الضابط وإحضاره إلي سراي النيابة، للتحقيق معه في الواقعة هو ومعاونيه الأربعة أحمد حسين وأحمد عبدالعظيم وياسر مكاوي وعبده فرج . وبحسب صحيفة "المصرى اليوم" فقد قررت وزارة الداخلية إحالة الضابط إلي الاحتياط، بسبب اتهامه بقتل الضحية، فيما تم نقل جميع ضباط مركز شرطة المنصورة، الذي شهد واقعة التعذيب، لتهدئة الرأي العام في المنصورة، الذي طالب بالقصاص من الجميع بعد تكرار وقائع التعذيب داخل المركز . وكانت النيابة العامة قد إستمعت إلي أقوال عبدالناصر غنيم مأمور قسم الشرطة بالمنصورة، الذي أكد في أقواله أن الضحية كان في حالة سيئة للغاية أثناء الخروج به من مقر القسم، وأنه طالب بضرورة نقله بسرعة إلي المستشفي، نظراً لسوء حالته، غير أن مأمور القسم قال إنه لا يعلم الأسباب التي أدت إلي وصوله لهذه الحالة . وفي قرية تلبانة، تلقي أهالي القرية قرار النيابة بإلقاء القبض علي الضابط محمد معوض، الهارب من تنفيذ قرار الضبط والإحضار، بسعادة غامرة.وأكد عبدالله أحمد عبدالله، شقيق الضحية، أن هذا القرار أسعد الأسرة بأكملها، لأنه أعطانا الأمل في القصاص من الضابط وشفاء جروحنا.وأضاف ننتظر قرار إحالته إلي محكمة الجنايات وإعدامه حتي لا نضطر لتنفيذ الحكم بأنفسنا .