نقلت إسرائيل إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عرضا لاستئناف المفاوضات بين الجانبين، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتسوية قضية الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى الفلسطنييين القدامى، حسبما أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة. وذكرت الإذاعة نقلاً عن مصادر فلسطينية، لم تسمها، قولها، إن:"الرئيس عباس كان من المقرر أن ينظر في العرض الإسرائيلي خلال ساعات الليلة الماضية"، دون الإشارة إلى الطرف الذي نقل هذا العرض للجانب الفلسطيني. ولم يتسن الحصول على تأكيد فوري من الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي، بخصوص هذا الشأن. في هذه الأثناء، نقلت الإذاعة نفسها عن مصادر أمريكية لم تسمها، أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري المتواجد حالياً في العاصمة الفرنسية باريس، اتصل هاتفياً برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ليبحث معه العقبات التي تعترض المسيرة السياسية. من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد اشتية، إن "القيادة الفلسطينية ستحدد مصير المفاوضات في اجتماعها المقرر في وقت لاحق من مساء اليوم الإثنين"، مضيفاً أن الرئيس عباس أمهل الإسرائيليين حتى اليوم للرد على مقترحات فلسطينية لم يحددها، وفقاً للإذاعة نفسها. وكانت إسرائيل وافقت على الإفراج عن 104 أسرى فلسطينيين معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية على أربع دفعات، مقابل عدم طلب الجانب الفلسطيني عضوية مؤسسات الأممالمتحدة، ولاسيما محكمة العدل الدولية في لاهاي، بعد أن حصل في نوفمبر 2012 على صفة "دولة مراقب غير عضو" في المنظمة الدولية. وأفرجت إسرائيل عن ثلاث دفعات، فيما تشمل الدفعة الرابعة 30 أسيراً، بينهم أسرى من فلسطينيي عام 1948 داخل إسرائيل، كان من المقرر الإفراج عنهم مساء أول من أمس، غير أنها لم تفرج عنهم حتى اليوم. وجاء استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في يوليو الماضي، برعاية أمريكية، على أمل التوصل إلى اتفاق سلام خلال تسعة أشهر تنتهي يوم 29 أبريل المقبل. وبينما تريد إسرائيل والولايات المتحدة تمديد المفاوضات لمدة عام، تطالب السلطة الفلسطينية في المقابل بتجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما ترفضه حكومة بنيامين نتنياهو. وبحسب إحصاءات رسمية لوزارتي شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في غزة ورام الله، يقبع نحو 4660 أسيرًا وأسيرة في 17 سجنًا ومعسكرًا إسرائيليًا، بينهم 3822 أسيرًا من الضفة الغربية، و449 من غزة، و152 من القدس، و206 من إسرائيل، و31 أسيرًا من العرب اعتقلتهم إسرائيل بتهمة محاولة تنفيذهم عمليات ضدها عبر الحدود.