طلب المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، اليوم السبت، من السلطة الفلسطينية انتظار ما ستقرره الحكومة الإسرائيلية غدا، الأحد، بشأن الإفراج عن الدفعة الرابعة للأسرى القدامى، بحسب مسؤول فلسطيني. وأوضح زياد أبو عين، وكيل وزارة الأسرى الفلسطينية للأناضول أن "مبعوث واشنطن، مارتن أنديك، طلب من الجانب الفلسطيني الانتظار حتى الغد، حيث من المتوقع أن تجتمع الحكومة الإسرائيلية لبحث قضية الإفراج عن الأسرى". وبموجب اتفاق استئناف المفاوضات بين الجانبي الفلسطيني والإسرائيلي في يوليو الماضي، أفرجت إسرائيل بالفعل عن 78 أسيراً على 3 دفعات، فيما تشمل الدفعة الرابعة 26 أسيراً، من بينهم أسرى من فلسطينيي عام 1948، من المقرر الإفراج عنهم مساء اليوم. وقال أبو عين : "تجرى اتصالات مكثفة منذ عدة أيام للإفراج عن الدفعة الرابعة للأسرى"، مضيفا أن "الجانب الفلسطيني يترقب ما ستقرره الحكومة الإسرائيلية غدا". وأضاف أن "السلطة الفلسطينية مصرة على التوجه إلى المؤسسات الدولية، في حال قررت الحكومة الإسرائيلية عدم الافراج عن الدفعة الأخيرة للأسرى". ونفى أبو عين أن يكون الجانب الإسرائيلي ابلغ الإدارة الأمريكية أو الجانب الفلسطيني رسميا عدم الإفراج عن الأسرى. وتابع وكيل وزارة الأسرى أن "إسرائيل لم تقل لا للإفراج عن الأسرى القدامى، ولكنها أرادت أن تربط كلمة نعم باشتراط تمديد المفاوضات". وفي وقت سابق، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة، عن مسؤول سياسي، وصفته ب"الكبير" في إسرائيل، قوله، إن "تل أبيب ستعيد النظر في مسألة الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من السجناء الأمنيين الفلسطينيين، إذا تبين أن المحادثات مع الفلسطينيين قد آلت إلى طريق مسدود"، معتبراً أن من مصلحة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، تمديد فترة المفاوضات لعام آخر، إذا لم يتم التوصل لأي اتفاق. وبحسب أبو عين، تعتبر السلطة الفلسطينية أن الإفراج عن الأسرى "استحقاق مدفوع الثمن فلسطينيا؛ فخلال الثمانية أشهر الماضي، مارست إسرائيل إرهابها، وصبرنا تجاه السلوك الإجرامي الإسرائيلي من اغتيالات واستيطان واعتداءات على الأقصى دون التوجه إلى المؤسسات الدولية حتى لا يقال أننا خرقنا ما اتفقنا عليه"، بحد قوله. وتابع "الآن، تريد إسرائيل أن ندفع الثمن مرة أخرى، بتمديد المفاوضات وهو أمر مرفوض". وكان الرئيس الفلسطيني، أثار مسألة الإفراج عن الأسرى القدامى، في اجتماعه الأخير، مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إذ قال، إن "هناك اتفاقاً بيننا وبين الإسرائيليين من خلال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري حول قضية الأسرى، ونأمل أن يتم الإفراج عن الدفعة الرابعة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وهذا سيعطي انطباعاً بجدية المساعي التي نبذلها ككل لتحقيق السلام". وكانت إسرائيل وافقت على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين ما قبل اتفاق أوسلو الذي وقعته مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، وعددهم 104 أسرى على 4 دفعات على مدة 9 أشهر، تمتنع السلطة الفلسطينية خلالها عن المطالبة بالعضوية في المؤسسات الدولية. يشار إلى أن مفاوضات السلام التي انطلقت بين الفلسطينيين والإسرائيليين أواخر يوليو الماضي برعاية أمريكية، على أمل إبرام اتفاقية سلام نهائية خلال تسعة أشهر تنتهي أواخر الشهر المقبل. وبحسب إحصاءات رسمية لوزارتي شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في غزة ورام الله، يقبع نحو 4660 أسيرًا وأسيرة في 17 سجنًا ومعسكرًا إسرائيليا، بينهم 3822 أسيرًا من الضفة الغربية، و449 من غزة، و152 من القدس، و206 من إسرائيل، و31 أسيرًا من العرب اعتقلتهم إسرائيل بتهمة محاولة تنفيذهم عمليات ضدها عبر الحدود.