قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي أن الأزهر لا يملك حق منع فيلم "نوح" من العرض، فالأزهر ليس سلطة دينية، لكن "الأزهر" لديه الحق في التعبير عن رأيه، مثلما لي الحق تماماً في التعبير عن رأيي. وأضاف في تصريحات خاصة ل"محيط" أن الأزهر صاحب رأي، وأنا أيضاً أستطيع ان استفتس قلبي كما يقول الحديث الشريف، فالأزهر رغم أن له الحق في أن يفتينا؛ إلا أننا أيضاً لدينا الحق في أن نأخذ بهذه الفتوى أم لا، على حد قوله. جاء ذلك عى هامش ندوة "التاريخ والشعر والدراما"، التي عقدتها لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة مساء أمس الخميس . أدارت الندوة د.زبيدة عطا، التي أكدت أن تاريخ العرب سجله الشعر، كذلك الملحمة الشعرية "هوميروس" من روعتها كانت تُدرس في المدارس، كذلك أنبأتنا أشعار المتنبي الكثير عن أحوال مصر، لذلك كانت القيود. تواصل: لا زلنا نتذكر ما حدث في مجلس الشعب السابق حين طالب نوابه بمصادرة كتاب "ألف ليلة وليلة"، كذلك بمصادرة أشعار ابن عربي بزعم أها تخرج عن الدين، تقول: "أثق أن لا أحد من النواب قرأ لابن عربي"؛ لذلك فالكتاب يخيف الكثيرون، فالكلمة غيرت أفكار وحررت من القيود. من جانبه قال الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي في كلمته؛ أن الأدب نوع من التاريخ، فهناك وقائع تاريخية تحولت لقصائد، مثل قصيدة أبو تمام التي قالها في فتح عمورية، والتي عارضها أمير شعرائنا أحمد شوقي، في قصيدة من نفس البحر والقافية. يقول أبو تمام: السيف أصدق أنباء من الكتب/ في حده الحد بين الجد واللعب ويقول شوقي: اللَهُ أَكبَرُ كَم في الفَتحِ مِن عَجَبٍ/ "يا خالِدَ التُركِ جَدِّد خالِدَ العَرَبِ ويقصد ب"خالد الترك" هنا كمال أتاتورك الذي تمكن من طرد اليونانيين، بعد أن احتلوا تركيا بد أن انهارت قواتها بعد الحرب العالمية الأولى. يواصل حجازي: كذلك كتبت قصيدة عام 1955 عن "مذبحة القلعة" قلت فيها: الدجى يحضن أسوار المدينة و سحابات رزينه خرقتها مئذنة .... و رياح واهنة ورذاذ ، و بقايا من شتاء *** .... و تلاشى الصمت في وقع حوافر و ترامى الصوت من تلّ لآخر في المقطّم و بدا في الظلمة الدكناء فارس يتقدّم .. ! و بدا في البرج حارس و جهة في المشغل الراقص أقتم متجهّم ! ثمّ رنّت في فراغ البرج صيحه ثمّ دار الباب في صوت شديد باب قلعة فيه آثار و ماء و صدأ و اختفى الفارس في أنحائها ، صاعدا يحمل " للباشا " النبأ " المماليك جميعا في المدينة ! " واختتم حجازي كلمته بقصيدته "الشمس والظلاميون"، التي كتبها كما يقول في الجماعة الإرهابية – يقصد جماعة الإخوان المسلمين – التي أرادت أن تعيدنا إلى ظلمات العصور الوسطى، ولا تزال تحاربنا في الشوارع، وتريد أن تفرض علينا طغيانها، على حد تعبيره. يتابع قائلاً: هذه الجماعة قلت فيها قصيدتي الأخيرة؛ وقرأ من مقطعها الأول: كانوا يريدون اغتيال الشمس بالمسدسات ليوقفوا العالم عند البارحة عندئذ يداهمون عصرنا بالأسلحة يفتشونه عن اليوم الذي انتهي ومات! من جانبه قال الكتب المسرحي لينين الرملي، أن المسرح دائماً مشتبك مع التاريخ، مؤكداً أن لديه أكثر من مسرحية لها علاقة بالتاريخ على رأسها مسرحية "أهلاً يا بكوات" التي قدمها للمسرح عام 1989، وظلت تعرض عشرات المرات حتى آخر عرض لها في 2007. ويتحدث الرملي عن المسرحية فيقول: في هذه المسرحية يعود الزمن بالبطلين قرنين من الزمن إلى الوراء فيفكران في تنبيه الناس إلى المستقبل، ولكنهما يختلفان؛ فأحدهما يتكيف مع الماضى ويجنى من ذلك المال والنفوذ لدى مراد بك (الوالى)، أما الآخر فيمضى في محاولاته رغم دخوله السجن. المسرحية لا تتوقف عند هذا الحد فمصير الإثنين يلتقى في النهاية. وتصور المسرحية أن المنافق والوصولي صفاته واحدة عبر التاريخ، الزمن يتطور لكن الفساد والنفاق كما هو. ويشير الرملي إلى أنه ظل يكتب في المسرحية سبع سنوات، بعد اطلاعه على كثير من كتب التاريخ، مؤكداً أن علاقة التاريخ بالأدب وثيقة ولا ينفصلان. ويتعجب الكاتب المسرحي لينين الرملي من الاعتراض على فيلم "نوح" قائلاً: نحن الآن في عصر كل شئ به متاح ومباح، ما يمنع يلاحقنا دوماً إمام عن طريق شاشات قنوات أخرى أجنبية، أو عن طريق شبكة الإنترنت، فكيف يظن عاقل أنه وسط كل هذا يمكننا ان نصادر فيلم أو نمنعه من العرض، قائلاً: أي حماقة هذه أن نصادر على المستقبل ونرفضه. وفي كلمته أكد الكاتب والمؤلف محفوظ عبدالرحمن أنه محب للتاريخ، وله أعمال كثيرة تناولته، لافتاً إلى إعجابه بشخصية الخليفة المستعصم بالله آخر خلفاء الدولة العباسية وهي شخصية درامية برأيه، ففي عهده سقطت بغداد بأيدي التتار، فهو شخصية ثرية جداً تاريخية وتصلح لتقديمها درامياً