علي الرغم من قضائها ما يقرب من عشر سنوات في الوسط الفني إلا أن رحيلها لم يترك صداه في ذلك الوسط ،و لم يعلم به أحد حتى نقابة الموسيقيين التي كانت تنتمي إليها الفنانة الراحلة التي لم تعرف فقط بكونها أشهر نائبات البرلمان المصري التي سجل اسمها في " موسوعة جينيس " العالمية لنجاحها في الاحتفاظ بمقعدها في البرلمان لمدة «34» عاما متصلة منذ 11 نوفمبر سنة 1971 وحتى نهاية الفصل التشريعي من العام 2000، ولكنها عرفت أيضاً بأنها واحدة من رموز الفن المصري الذي ارتبط به الشعب من خلال صوتها القوي الممتلئ بالحماس والوطنية . ولدت المطربة والممثلة والسياسية فايدة كامل في 12 يوليو 1932 ، وهي شقيقة الموسيقار الراحل عبد الرحمن كامل ومطربة الأوبرا عايدة كامل ، وقد حصلت علي دبلوم من المعهد العالي للموسيقي ، و تزوجت من وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل ، وفي العام 1966 منحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون تقديرا لمساهماتها الوطنية من خلال عدة أغنيات أشعلت الحماس الوطني، كما حصلت في العام 1956 على وسام الأرز اللبناني . مشوارها الفني بدأت شهرتها من خلال خوضها لعالم الفن كمطربة وطنية تعبر عن المواقف العصيبة التي يمر بها الشعب والتي تمثل مراحل أزمات ونضال وكفاح مختلفة ، ولعل من أبرز أغانيها "دع سمائي" التي ألهبت المشاعر جيشا وشعبا ضد العدوان ،فضلاً عن أغنية «عاد السلام يا نيل» التي غنتها عقب انتهاء العدوان الثلاثي علي مصر ، وكانت من المحطات الغنائية الهامة في حياتها أيضاً مشاركتها للفنان عبد الحليم حافظ وصباح ووردة الجزائرية وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة في نشيد الوطن الأكبر عام 1960 ، وحينها كان التلاميذ في المدارس يرددون بعض هذه الأناشيد في صباح كل يوم مدرسي أو في المناسبات الوطنية . كما قامت بالمشاركة في العديد من الاعمال السينمائية ، وقدمت مجموعة من الأفلام ، من أبرزها "أنا وأنت" و"سكة السلامة" و"على أد لحافك" و"أرض السلام". الصعود السياسي وعلي الرغم من عشقها للطرب وارتباطها بوجدان الجماهير عشر سنوات من خلال صوتها الوطني الحماسي ، إلا إنها فضلت ترك ما حققته من نجاح فني لتحقق نجاحاً آخر في المعترك السياسي ، وبدأت الدخول إلي عالم السياسة في العام 1966 وحينها كانت مقررة التنظيم النسائي بقسم الخليفة ورشحت نفسها في الانتخابات البرلمانية أمام «13» رجلا، وفازت عليهم وحصلت على «15» ألف صوت أي ما يوازي 93 % من جملة الناخبين ، وكانت بذلك أول فنانة مصرية تدخل البرلمان . وفي العام 1973 اعتزلت فايدة كامل الفن نهائياً لتتفرغ لعملها السياسي البرلماني، حيث انتخبت عضوا في المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي عن محافظة القاهرة - قسم الخليفة في العام 1968 ، وانضمت إلي الحزب الوطني السابق في العام 1978 ، وكان أبرز ما قدمته في تلك الفترة مشروع قانون يعطي الحق لرئيس الجمهورية بالترشيح لمدد متتالية ، وهو ما وافق عليه الرئيس الراحل محمد أنور السادات . وظهرت الراحلة كمدافعة شرسة عن المرأة ، وطالبت بأحقية حصول المرأة على معاش في حال الزواج بعد سن الستين ، ورفعت شعار « المرأة نصف المجتمع»، وكانت تؤكد دائما علي أن المرأة تستطيع أن تربي نفسها سياسيا من خلال متابعة وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة، وأيضاً من خلال الوسائل التي يمكن أن تكون لها رأيها . لعنة الوطني وكانت عضويتها بالحزب الوطني بمثابة اللعنة التي جعلتها محل للشك والانتقاد ، فوصفها الكثير بأنها من فلول الوطني خاصةً عقب تعرضها في الفترة الأخيرة إلي الاستدعاء من قبل النيابة لكونها رئيسة لجنة الثقافة والإعلام والسياحة في مجلس الشعب بناءً على طلب محكمة جنايات القاهرة التي تباشر محاكمة زهير جرانة وزير السياحة السابق في قضية اتهامه بمنح تصاريح لشركات سياحية بالمخالفة للقانون ، ولكن تخلصت فايدة من كل هذه الاتهامات عقب إخلاء سبيلها عندما أسفرت التحقيقات بأن تذكيتها لأحد الطلبات جاء في وقت سابق لصدور قرار منع منح تراخيص شركات سياحية جديدة وقبل تولى جرانة لمنصبه كوزير للسياحة .