التعليم تعقد التصفيات النهائية لمسابقة "تحدي القراءة العربي" بالتعاون مع الإمارات    الأسهم الأوروبية تغلق مرتفعة مع استمرار التكهنات بشأن خفض سعر الفائدة    بعد موافقة الحكومة.. التفاصيل الكاملة بشأن زيادة الحد الأدنى لرأس مال شركات التمويل العقاري    البحوث الزراعية تستقبل وفدًا عسكريًا من تنزانيا الإتحادية    إعلام عبري: مخاوف من صدور أوامر اعتقال دولية لمسؤولين منهم نتنياهو بسبب غزة    روسيا: مساعدات أمريكا «الاستعمارية» لكييف لن تغير الوضع ميدانيا    مصدر ل"مصراوي": "الأهلي تلقى موافقة بحضور 50 ألف مشجع في لقاء مازيمبي"    "للعام الثالث على التوالي".. لعنة أبريل تطارد أرسنال وأرتيتا    "أبوها طب عليهم في الصالة".. ماذا قال الأب المصدوم في التحقيقات؟ (كواليس)    "منعه من أذية جاره فولع فيه بالبنزين".. أول لقاء مع أسرة السائق ضحية القتل على يد عاطل في كرداسة (فيديو وصور)    بعد أزمته في عزاء شيرين سيف النصر.. 10 معلومات عن الفنان أحمد عبدالعزيز    ياسمين عز تفاجئ جمهورها بمسابقة جديدة في برنامج "كلام الناس"    بالفيديو.. خالد الجندي: عمل المرأة في بيتها «عبادة».. وسعي زوجها «جهاد»    طبيب يكشف علاقة الاكتئاب الموسمي بشهر أبريل | خاص    الشرقية.. إحالة 30 من العاملين المقصرين بالمنشآت الخدمية للتحقيق    انقلاب سيارة عروس أثناء ذهابها لإحضار عروس بالمنوفية    وزارة التضامن تفتح باب سداد الدفعة الثانية للفائزين بقرعة حج الجمعيات الأهلية    نائب رئيس جامعة عين شمس تتفقد أعمال التطوير بقصر الزعفران    الزمالك يكشف ل «أهل مصر» حقيقة أزمة حسين لبيب مع أحمد سليمان    كان السينمائي يمنح "ستوديو جيبلي" جائزة "السعفة الذهبية" الفخرية لأول مرة    نجم ليفربول على موعد مع رقم تاريخي أمام أتالانتا في الدوري الأوروبي    آداب يوم الجمعة باختصار .. الاغتسال ودهن الشعر والتطيب    جوتيريش: علينا التزام أخلاقي بدفع جهود التهدئة في الشرق الأوسط    جامعة أسيوط تشهد انطلاق المؤتمر الثاني لطب الجنين بصعيد مصر    رئيس جنوب الوادي يتفقد 24 مصابًا فلسطينيًا في المستشفيات الجامعية    مجلس النواب يعقد أولى جلساته فى العاصمة الإدارية الأحد المقبل    «القومي لثقافة الطفل» يحتفل باليوم العالمي للتراث غدا    البنك الأهلى.. إصابة" أبوجبل" اشتباه في قطع بالرباط الصليبي    مميزات وعيوب إيقاف تنفيذ العقوبة للمتهمين    الإعدام لمتهم بقتل زميله بعد هتك عرضه في الإسكندرية    وزير قطاع الأعمال: القطاع الخاص شريك رئيسي في تنفيذ مشروعات التطوير وإعادة التشغيل    انخفاض الأسعار مستمر.. غرفة الصناعات الغذائية تزف بشرى للمواطنين    الاتحاد الأوروبي: نرفض أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية ونخشى حدوث كارثة    بيلينجهام يمدح حارس الريال بعد التأهل لنصف نهائى دورى أبطال أوروبا    يسهل إرضاؤها.. 3 أبراج تسعدها أبسط الكلمات والهدايا    تعاون ثقافي بين مكتبة الإسكندرية والمكتبة الوطنية البولندية    مفتي الجمهورية يفتتح معرض «روسيا - مصر..العلاقات الروحية عبر العصور» بدار الإفتاء..صور    قافلة طبية تخدم 170 مواطنًا بقرية الحمراوين في القصير البحر الأحمر    شوقي علام يفتتح أول معرض دولي بدار الإفتاء بالتعاون مع روسيا (صور)    إلغاء إقامتها.. مفاجأة جديدة عن بطولة الدوري الأفريقي في الموسم الجديد    زاخاروفا: مطالب الغرب بتنازل روسيا عن السيطرة على محطة زابوروجيا ابتزاز نووى    5 خطوط جديدة خلال الربع الأول من العام تستقبلها موانئ دبي العالمية السخنة    طقس سئ.. غبار رملي على الطرق بالمنيا    تأجيل محاكمة حسين الشحات في واقعة ضرب الشيبي لجلسة 9 مايو    وكيل الأزهر يتفقد التصفيات النهائية لمشروع تحدى القراءة في موسمه الثامن    وكيل صحة قنا يجتمع مديري المستشفيات لمناقشة اللائحة الجديدة وتشغيل العيادات المسائية    فى الجيزة.. التعليم تعلن جدول امتحان المستوى الرفيع والمواد خارج المجموع لطلاب النقل والإعدادية    مدفوعة الأجر.. الخميس إجازة للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة عيد تحرير سيناء    تعَرَّف على طريقة استخراج تأشيرة الحج السياحي 2024 وأسعارها (تفاصيل)    "الوزراء" يوافق على تعديل بعض أحكام قانون إنشاء المحاكم الاقتصادية    وثائق دبلوماسية مسربة.. البيت الأبيض يعارض الأمم المتحدة في الاعتراف بدولة فلسطينية    دعاء العواصف.. ردده وخذ الأجر والثواب    في قضية «الشيبي وحسين الشحات».. محامي لاعب بيراميدز يطلب الحصول على أوراق القضية    ردد الآن.. دعاء الشفاء لنفسي    وزير التعليم العالي يبحث سبل التعاون المشترك مع مدير منظمة "الألكسو"    بلدية النصيرات: غزة تحوّلت إلى منطقة منكوبة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية    علي جمعة: الرحمة حقيقة الدين ووصف الله بها سيدنا محمد    بيان عاجل من اتحاد جدة على تأجيل لقاء الهلال والأهلي في دوري روشن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رائد موسيقا و الحان الاغنيه الوطنيه !
نشر في شباب مصر يوم 04 - 01 - 2011

هو ( كمال الطويل ) كمال محمود زكي الطويل ولد عام 1922 في محافظة الغربيه
دبلوم فنون، قسم الزخرفة عام 1940. عمل عام 1942 في وزارة الشؤون الاجتماعية وفي نفس الوقت انضم إلى الصفوف الليلية في معهد الموسيقى هو الموسيقيّ المكافح والموهبة الغزيرة والإنسان العصامي الذي بنى اسمه سنة بعد أخرى بعرق وجهد وبروح وطنية صادقة. كان رمزاً للكبرياء حتى وصفه البعض بكونه "كبرياء يمشي على الأرض" إذ اختار العزلة والرد عبر موسيقاه كي يحتفظ بكرامته وليبقى اسمه نقياً. لكن متغيرات الزمن والمناخ العربي العام كان لا بد لها من تأثير على فنان رقيق وموهبة كبيرة فتوقف أو كاد أن يتوقف عن التلحين والعطاء منذ سبعينيات القرن الماضي وخاصة بعد رحيل عبد الحليم حافظ الذي أسس معه ثنائية فريدة استمرت لأكثر من عقدين، فكانت فترة خصب وانتاج أثمرت أجمل الألحان الوطنية والرومانسية، ما تزال زاداً لنا أينما كنا، لتصبح المثال والنموذج للفن الغنائي الصادق. ومحطات كثيرة في مسيرة حافلة بالنجاحات والإخفاقات والصعود والهبوط والفرح والدموع وما بينها من تراكمات ألحان وأفكار وموسيقى فيها الأصالة الشرقية والحداثة معاً، سبقت عصرها ونغمات تفتحت على تيارات ومسارات وتغيرات فنية وسياسية واجتماعية وتعدّ نتاجاتهما في تلك المرحلة مع آخرين مثل محمد الموجي وبليغ حمدى ومحمد على احمد ومرسي جميل عزيز وعبد الرحمن الأبنودي على سبيل المثال ثورة على الأغنية القديمة والتي سادت قبلهم. عاش كمال الطويل في كنف جده لوالده في طنطا، لسفر والده الدائم الى انجلترا للعمل فكان جَدّه يصطحبه إلى جلسات الإنشاد في مولد السيد البدوي، وهناك استمع إلى أساطين التلاوة والإنشاد مثل الشيخ مصطفى اسماعيل. وهكذا بدأ يكوّن مخزونه الموسيقي الذي تراكم عبر السنين في وجدانه وبه كان يواجه وحدته وغربته وحزنه الذي رافقه منذ دراسته في مدرسة الأرومان الداخلية وزاد ذلك كله حنينه الجارف لوالدته. تلك الوحدة زادها إحساسه بالغربة بين مجموعة طلاب أكبر منه سناً. ولعبت المصادفة دورها حين استمع إليه مدرس الأناشيد في المدرسة محمد صلاح الدين (مطرب وملحن بالاذاعه ) وأعجب بصوته وقدمه إلى المفتش العام للموسيقى أحمد خيرت (والد الفنان عمر خيرت ) المعروف حينذاك إذ كان التلاميذ يحفظون أناشيده ويتغنون بها. وهكذا أصبح كمال المطرب الرسمي للمدرسة التي قررت إقامة حفل في نهاية العام لتقديم مطربها الموهوب، لكن بديلاً حل مكانه،ولد كمال الطويل وسط عائلة لها تاريخ طويل في الحركة الوطنية المصرية، والده كان شاعراً مشاغباً في شبابه وصوفياً في مراحل حياته المتقدمة. شهدت فترة الخمسينيات وما بعدها أحداثاً سياسية متتالية وحروباً فكانت الأغنية الوطنية وسيلة تعبير قوية عن مشاعر الجماهير والتي زاد انتاجها بحكم المناخ السائد فباتت الأعلى صوتاً رغم وجود فروع فنيه اخرى بلديه وشعبيه ، وكان كمال الطويل رمز من رموز تلحين الأغنية الوطنية رغم أن هناك من سبقه إليها مثل محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي، وزكريا احمد ويوسف شوقى والملحن محمود كامل وكان استعانته بصوت عبد الحليم الشاب، من الأمور التي وضعت الطويل في مصاف الملحنين اللامعين الكبار.وكان عام 1946 عندما سافر كمال الطويل إلى القاهرة، وهناك ذهب للسؤال عن صديقه أنور منسى ( عازف القانون وزوج المطربه صباح فى منتصف الخمسينيات ) في معهد الموسيقى العربية فقيل له إنه في بروفة مع الأستاذ محمد عبد الوهاب على أغنية الفن " لليلى مراد، والتى سوف تغنيها فى فيلم الماضى المجهول - فتح كمال باب غرفة البروفة بعفوية فغضب الموسيقار لكن انور منسى سارع ليهمس في أذنه (إنه صديق من الاسكندرية وليس له في الموسيقى) فاستأنف الموسيقار البروفة، لكن كمال الطويل خجل من الأمر ودفعه كبرياؤه إلى أن يقررعدم العودة إلى الاسكندرية وأن يواصل دراسته للموسيقى في القاهرة كي يكون مطرباً وبذلك توجه إلى معهد الموسيقى والمسرح وطلب من العميد محمود الحفني أن يسجله لكن الأخير اعتذر منه لأن الدراسة بدأت قبل ثلاثة شهور، وحينها اكتشف الحفني إن الواقف أمامه هو إبن صديقه القديم زكي الطويل فعقد له لجنة فورية قررت قبوله بالمعهد لكنه اكتشف إن زملاءه يفوقونه في المستوى الفنى ومنهم: أحمد فؤاد حسن، ويسر توفيق (شقيقة ابله فضيله ) وعلي اسماعيل، وفايدة كامل وفؤاد حلمى وعبد الحليم شبانة.وهكذا لفت عبد الحليم نظر كمال الطويل لصغر سنه ونحول جسمه وهنا يقول الطويل عنه: خلال دراستي بالمعهد كان عبد الحليم يأتي إلي قسم الأصوات ويواظب على حضور محاضرة التمثيل وفي يوم سألته عن ذلك فقال: أنا بقسم الآلات وأحب التمثيل. فارتاح كمال الطويل له وأخبره بأنه ينوي ترك الدراسة في المعهد لأنه يجد صعوبة في اللحاق بزملائه فطلب منه عبد الحليم التروي وكان يمر عليه يومياً لمراجعة ما فاته من مناهج. واكمل الدراسه فى الاسكندريه وفى معهد عباس جمجوم بمنطقة العطارين وكان مدرسه لمادة الصولفيج هو الموسيقى محمد عفيفى وتكررت اللقاءات بينهما وتوطدت الصداقة وكل منهما يتحدث عن أحلامه، كمال في عالم الغناء وحليم في عالم الموسيقى. لكن كل منهما اكتشف موهبة معاكسة لدى الآخر. فعبد الحليم اكتشف لدى الطويل ملحناً أكثر منه مطرباً فسأله ذات يوم: لماذا لا تلحن فاستحسن الطويل الفكرة وراح يبحث في أشعار والده فوجد قصيدة تقول: "إلهي ليس لي إلاك عوناً.. فكن عوني على هذا الزمان"، أعجب حليم باللحن واتفقا على اختيار زميلتهما فايدة كامل وكانت مطربة معتمدة في الإذاعة، لغناء القصيدة التي نجحت إلى حد بعيد ما دفع كمال إلى اختيار قصيدة أخرى لوالده تقول: "قل ادعُ الله إن يمسسك ضرّ" غنتها شادية وفي المعهد ساعده استاذه بالمدرسة محمد صلاح الدين في معرفة معالم المقامات الشرقية. وفى حديث اذاعى يقول كمال الطويل: اكتشفت صوت عبد الحليم خلال دراستنا بالمعهد فعبد الحليم هو الذي حفّظ فايدة كامل أغنية "إلهي ليس لي غيرك عونا"... وبعد تخرج عبد الحليم في المعهد كان مرشحاً لبعثة دراسية إلى روسيا ولكنه عمل في طنطا فكان همّي أن يعمل بالإذاعة ولكن آلة الأوبوا التي تخصص فيها عبد الحليم لم تكن مدرجة في فرقة الإذاعة يومذاك، ومع ذلك وافق حافظ عبد الوهاب على التحاق عبد الحليم بالفرقة الموسيقية للإذاعة ويكمل: بعد تخرجنا من المعهد ذهبت للعمل في الاذاعة بينما عمل حليم مدرساً براتب 8 جنيهات. لكن بعد سعي حثيث تم اعتماد عبد الحليم كعازف بفرقة موسيقى الإذاعة وتحت قيادة على فراج وعبد الحليم على عام 1949، أصبح راتبه الشهري 25 جنيهاً وهذا يعد نقلة مهمة في حياة عبد الحليم. وأول أغنية ( قصيده) لحليم من ألحان الطويل كانت عام 1951 وعنوانها "لقاء" من كلمات صلاح عبد الصبورالموظف ايضا فى الاذاعه . فيما كان أو لقاء وطني بينهما مع صلاح جاهين عام 1956 وانشودة "إحنا الشعب" أول أغنية يتغنى بها الثنائي للرئيس عبد الناصر بعد انتخابه من قبل الشعب لرئاسة الجمهورية. وبعد العدوان الثلاثي على مصر كانت الأغنية الأكثر انتشاراً "السد العالي" أو "حكاية شعب" التي كتبها أحمد شفيق كامل وغناها حليم في حفل أضواء المدينة بأسوان لمناسبة وضع حجر أساس السد العالي وبحضور الرئيس عبد الناصر واستقبلت بعاصفة من التصفيق والتشجيع غير مسبوقين، وكان ذلك عام 1960. وبسبب ازدياد حركات التحرر والاستقلال في البلدان العربية ازداد إنتاج الأغنية الوطنية بسبب إقبال الشعوب عليها فكانت أغنية "الجزائر" عام 1962 إحدى أغنيات المرحلة لحليم والطويل. وفي عام النكسة أقام حليم والطويل وبليغ ومحسن الخياط والأبنودي في مبنى الإذاعة ولم يخرجوا إلا بعد إنتاج أغنيات كثيره تتعلق بالحدث ومنهم "أحلف بسماها".والبندقيه اتكلمت و والفناره و وانذار و اضرب ويا مصر يا بلادى و بالدم وخللى السلاح صاحى وفدائى وغيرهم وفيما بعد أصبح الثلاثي الطويل وجاهين وحليم رموز الثورة الإعلامية الأولى. إذ عبروا عن طموحاتها في كل أوقاتها وعن مطالب الناس في الحرية والتنمية والوحدة العربية، وهي ألحان نالت شهرة وانتشاراً، حفظها الشباب عن ظهر قلب على امتداد ارض الوطن العربي. خاصة أن كمال الطويل وضع مشاعره في نغمات وإيقاعات شعبية قريبة إلى الأذن العربية مثل "حكاية شعب" أو (السد العالي) التي كتبها أحمد شفيق كامل. وأغنيات: "المسؤولية"، "صورة"، وجميعها غناها عبد الحليم حافظ، الذي كان من حسن حظه غنائها إذ أسهمت بصعود نجمه كمطرب الجماهير. وفي كل عام كان الثلاثي يقدم واحدة من هذه الأغنيات في شهر يوليو ومناسبة عيد الثورة واحتفال مصر بها. وياتى نجاح الأغنيات أيضاً إلى بساطة اللحن الغنائي وروحه الشعبية المندفعة والكلمة الجديدة، حملت في طياتها الأحلام الوطنية والاجتماعية، ما دفع الملايين إلى الالتفاف حولها واحتضانها، كما أن الطويل قدمها في قالب تطريبي بسيط مع سمة الهتاف الجماعي في بعض الجمل اللحنية كل ذلك مغلف بضخامة موسيقية وتوزيع أوركسترالي وآلي يعتبر حديثاً في ذلك الوقت، ابتكره كمال الطويل واستمر على منواله إلى الستينيات حين قدم لحليم أغنيات رومانسية شجية مثل "بلاش عتاب" واسمر يا اسمرانى واللى انشغلت عليه وبتلومونى ليه وبعد ايه وبيع قلبك حيث دمج أفكاراً شرقية وغربية معاً في إطار تعبيري درامي حالم. لكن يبدو أن المشوار الطويل بين علمين بدأ يتأثر بالتغيرات العديدة المحيطة بهما، خاصة بعد نهاية عهد الثورات والانتصارات أو الانكسارات وتغير مناخ الأغنية ورغبة حليم ربما أو تطلعه إلى أسماء أخرى بارزة في عالم التلحين أمثال محمد الموجي وبليغ حمدي وآخرين فكانت الشرارة الأولى خلافاً على قيادة الفرقة الموسيقية، حيث كان حليم يعطي التعليمات لقيادة الفرقة الموسيقية بوجود الطويل الذي لم يعجبه الأمر، في حين كان محمد الموجي لا يمانع في قيادة حليم للفرقة في الحفلات، فكان ابتعاد الطويل عن حليم الذي بدوره التجأ إلى الملحنين منير مراد وبليغ حمدى وقدم منير مراد الحان جميله ومنهم اول مره تحب يا قلبى – تعالى اقول لك – بامر الحب – بكره وبعده – حاجه غريبه – وضحك ولعب – وحياة قلبى وافراحه وغيرهم وكان لبليغ حمدى الالحان المميزه ومنهم مداح القمر – موعود – على حسب وداد جلبى – حاول تفتكرنى – زى الهوى – اى دمعة حزن لا – اعز الناس والهوا هوايا وكونا الاثنين معه مشوار التغيير النغمى فى ساحة الغناء الذين أوصلاه إلى النجاح، كما كانت ألحان محمد عبد الوهاب في الأفلام. والله زمان يا سلاحي.. وكانت الوثبه الثانيه الكبرى:النشيد الشهير "والله زمان يا سلاحي"،: ففي عام 1956، أثناء حرب السويس، وضع كمال الطويل مشاعره على مفاتيح البيانو بداية في جمل موسيقية، ومن ثم اتصل بصلاح جاهين ليسمعه تلك الجمل الموسيقية وما كان من جاهين إلا أن كتب "والله زمان يا سلاحي" واتفقا على أن تغنيه أم كلثوم. اتصل بها الطويل فطلبت منه أن يذهبا إليها على الفور، ورغم رفض الإذاعة التسجيل باستديوهاتها لأنها مهددة بالقصف الجوى من قبل العدوان الثلاثى إلا أن أم كلثوم أصرت على التسجيل في الإذاعة وسجلت النشيد الذي صار فيما بعد لسان الشعب العربي...
وبعد العدوان الثلاثي 1956 قررت الدولة إقامة مسابقة لاختيار سلام جمهوري جديد اشترك فيها 67 ملحناً منهم محمد عبد الوهاب بلحنين. ولم يتقدم كمال الطويل، ولكن اللجنة اختارت لحنه "والله زمان يا سلاحي" لدخول المسابقة. وفجأة اتصل محمد حسنين هيكل بالطويل وأخبره باختيار النشيد كسلام جمهوري، وهكذا بات النشيد الوطني لمصر حتى عام 1979 حين استبدله السادات بنشيد "بلادي بلادي" لسيد درويش عقب اتفاقية السلام وفي العراق بقي نشيداً وطنياً قبل أن يغيره صدام حسين في أواسط الثمانينيات قرر الرئيس جمال عبد الناصر صرف مكافأة خمسة آلاف جنيه لكمال الطويل عن النشيد، لم يأخذها، رغم إن ناصر سأله في عيد الثورة: أخذت المكافأة يا كمال؟
رد كمال: خلاص يا فندم. فقال ناصر لكمال الدين حسين: لازم ياخدها فوراً. لكن الاخير ترك منصبه بعد يومين وجاء علي صبري الذي خفّضها إلى ألف جنيه، ثم أصبحت سيارة فيات دفع الطويل ثمنها. أي إضافة إلى أنه لم يأخذ المكافأة دفع من ماله ثمن السيارة التي منحت له. وبعد نجاح نشيد "والله زمان يا سلاحي" أبدت أم كلثوم إعجابها بأسلوب كمال الطويل في اللحن وصياغة الجمل اللحنية بحداثة ومعاصرة، وكان لحن لها قصيدة (لغيرك ما مدد يدا ) في اوبريت رابعة العدوية من شعر طاهر ابو فاشا . فطلبت منه أن يلحن لها أغنيتين واحدة من تأليف بيرم التونسي دينية، وأخرى "لسة فاكر". ثم سافر الطويل مع زوجته إلى أوروبا وحين عاد أسرّ له مجدي العمروسي بأن أم كلثوم مستاءة من سفره إلى أوروبا في حين أن الالاف لا يستطيعون السفر إلى أوروبا للعلاج. وكان من طبيعة كمال الطويل الكبرياء التي لا حدود لها، والتي دفعته إلى قطع صلته بأم كلثوم وايضا حجب عن الاوبريت لحن قصيدة (على باب الرجاء) وظهر اللحن بعد وفاتها - ولم يكن يرد على اتصالاتها. فاستغربت أم كلثوم الأمر وطلبت من مصطفى أمين أن يعرف السر، فقال له كمال الطويل: السر هو أنني لم أجد اللحن الذي يتناسب مع أم كلثوم. وبقي على موقفه إلى أن رحلت أم كلثوم. وبعدها سأله مصطفى أمين عن الحقيقة فأخبره بما قاله له العمروسي، فأكد له مصطفى أمين: إن هذا لم يحدث أبداً والعمروسي فعل ذلك ليبعدك عن طريق أم كلثوم كي تتفرغ لعبد الحليم ولا تنشغل عنه. والجدير ذكره إن خطة مجدى العمروسي نجحت إذ قدم كمال الطويل عشرات الألحان الناجحة لعبد الحليم بلغت أكثر من 56 لحناً بدءً بقصيدة "لقاء" الإذاعية وكان الجميع عندما يذهبون إلى الإسكندرية يقيمون في شاليه لكمال الطويل في سيدي بشر، وحين كانوا يتمشون كان كمال الطويل يدندن لحناً في طريق التكوين، ويتمتم بكلمات غير مفهومة، وكانت مطلع أغنية "على قد الشوق" كنغمات أولية أو لحن مبدئي كان كمال يدندنه وأكمل المذهب كله وأثناء سيره توقف كمال وأسمع الجميع وطار عبد الحليم حافظ بالمذهب وحث كمال الطويل على إكماله فقال الاخير : لغاية هنا ولازمنا مؤلف يكمل، وفعلاً أكمل محمد علي أحمد الكلمات بعد ذلك كان كمال الطويل غزير الإنتاج، سريع الانتهاء من أي لحن، وكان عبد الحليم وكمال ومجدى العمروسى يزورون بعض الأصدقاء في حلوان بسيارة مجدى وعبد الحليم بجواره وكمال في الخلف وقبل أن تحرك السياره إلى حلوان سلم عبد الحليم نص أغنية "أسمر يا اسمراني" تأليف اسماعيل الحبروك وبدأ كمال في تلحين الأغنية وهو ينقر بأصبعه على ظهر الكرسي الذي يجلس عليه عبد الحليم وحين وصلوا إلى حلوان كان كمال قد انتهى من تلحين المذهب والكوبليه الأول وعند عودتهم أنهى الكوبليه الثاني والثالث وفي اليوم التالي سجلت الراحلة فايزة أحمد الأغنية وفى فيلم "الوسادة الخالية" 1957 سجلها عبد الحليم حافظ أيضاً بصوته. وكانت الالحان والأغنيات الوطنية التى قدمها للعندليب : إحنا الشعب، - بالأحضان، - مطالب الشعب، - المسؤولية، - يا أهلا بالمعارك، - صورة، - حكاية شعب (السد العالي)، - أحلف بسماها، - بالدم، - إنذار، - إضرب إضرب، - بركان الغضب، - إبنك بيقولك يا بطل، - صباح الخير يا سينا، - بستان الاشتراكية، - بلدي يا بلدي، خلي السلاح صاحي،. ولحن لسندريلا الشاشة الراحلة سعاد حسني ألحان ثلاثة أفلام: "خلي بالك من زوزو" "أميرة حبي أنا" و "المتوحشة". غنى محمد منير لحن: "علّي صوتك بالغنا". غنى من ألحانه كل من: نجاة الصغيرة، اسهر وانشغل انا – استنانى – الجنه هى بلادنا – بان عليه حبه – سماره – طول عمرى احبك – عيش معايا – عيون الحليوه – غريبه منسيه – قلبك راح فين – كلمنى عن بكره – ليه خلتنى احبك - وغنت المطربه صباح، مجموعة الحان جميله منهم يمكن فكر لمحمد على احمد ويا قريب من قلبى لعبد العزيز سلام – يا بختكوا لفتحى قوره وغتت ورده الجزائريه اصلك تتحب لمصطفى الضمرانى ولم تكثر من الالحان لوجود اقتران مع بليغ حمدى وغنى هانى شاكر فلسطين من نظم عبد الرحمن الابنودى نجاح سلام.غنت اسرار الحب من نظم حسين السيد وغنى محمد رشدى انت مين – يا قمر ياسكندرانى وغنت عفاف راضى شباب بلادى من نظم سيد حجاب عزيزه جلال غنت من الحان كمال الطويل من حقك تعاتبنى وغنت دلوعة الشاشه شاديه مجموعة الحان فى الافلام ومنهم الظلم حرام – رحلة العمر – عجبانى واحشته – قل ادعو الله – وحياة عينيك اه من عنيه وقلبى اه – سبحان الله وغنت شهر زاد لك لوحدك لمحمد على احمد - وغنت الخفيفه سعاد احمد الابتسام احسن لحسين طنطاوى وغنت سعاد مكاوى انا ولا انت يا جميل – الصباح غنوه – لو طاوعك قلبى وغنت المطربه احلام عتاب من نظم مصطفى عبد الرحمن ايضا قدم اسماعيل يس استعراض غنائى مع المطربه كوكب صادق ( والدة الفنانه اسعاد يونس ) فى فيلم ابن ذوات وغنى عادل مامون ياللى سامعنى قول يا نور عينى من نظم صالح جودت وفايده كامل غنت اول الحان الملحن كمال الطويل فى الاذاعه وكانت انشودة الهى انت عونى من نظم زكى الطويل ( والده) وطال انتظارى لمامون الشناوى فايزه احمد تغنت بالحانه انا اللى تنسانى انا لاحمد شفيق كامل واقوله ايه لمامون الشناوى وغنت ليلى مراد القلب بيتنهد لمحمد حلاوه ودموع عينيه يا عنيه لمرسى جميل عزيز – ليه خلتنى احبك لمامون الشناوى وغنى المطرب الشعبى الاول محمد عبد المطلب لحن الناس المغرمين ( بتقول وتعيد لمين وبتشكى من ده وده – الناس المغرمين ما يعملوش كده لعبد الوهاب محمد وغنى محمد قنديل لحنين فقط فى حياته ومنذ عام 1951 حينما غنى يارايحين الغوريه ويا اهل اسكندريه من نظم محمد على احمد وحدث خلاف بين كمال الطويل ومحمد قنديل عندما سمح الاول للمطرب عبد الحليم حافظ ان يطبع لحن الغوريه دون علم محمد قنديل وكان الخلاف لمدة سنين طويله ومن الاعمال العظيمه للموسيقار كمال الطويل انه قام بتأليف النشيد الوطني للكويت وموريتانيا.موسيقيا لحن موسيقى مسلسل "هو وهي" من بطولة سعاد حسني وأحمد زكي. عام 1955 لحن لأم كلثوم أغنية "لغيرك ما مددت يدا"، وفي عام 1956 قدم أقوى وأشهر ألحانه لها، نشيد "والله زمان يا سلاحي" والذي أصبح النشيد الوطني لمصر حتى عام 1971. ويعتبر النشيد ضمن أقوى ثلاثة أعمال في تلك الفترة: نشيد "الله أكبر" للمجموعة لحن محمود الشريف و نشيد "دع سمائي" لعلي اسماعيل وغناء فايدة كامل، والاناشيد ساهمت في رفع الروح المعنوية للجماهير وتعبئتها ضد العدوان الثلاثي. موسيقى فيلم "المصير" للمخرج يوسف شاهين. موسيقى فيلم "العاصفة". موسيقى "مشوار نجيب محفوظ". موسيقى الفيلم الوثائقي "نغم عربي". . بعد عام من وفاته عثرت أسرته على أربعة ألحان أحدها مسجل على شريط كاسيت بصوته.. ورحل كمال الطويل عام 2003 بعد أن عاصر كل الموجات الغنائية الجديدة وعاصر الحروب والانهيارات وكان مكتئباً وحزيناً على حال العرب العامة بعد أن فقدوا الكثير من سماتهم وهيباتهم.. تنقل في أكثر من وظيفة منها ديوان الموظفين ثم مفتشاً فى وزارة المعارف وموظفاً لمراقبة الموسيقى في الإذاعة. انتقل إلى القاهرة وأكمل دراسته في المعهد العالي للموسيقى. تتلمذ على يد المطربين الكبيرين عبده السروجي وعباس البليدي وايضا الشيخ علي الحارث.استاذه فى المعهد بالاسكندريه وفي تلك الفترة تعرف إلى الملحن رؤوف ذهني سكرتير الراحل محمد عبد الوهاب وإلى عازف الكمان الشهير أنور منسى. تخرج في المعهد العالي للموسيقى عام 1949. درس في المعهد القومي للموسيقى قسم التأليف لمدة سنتين. تسلم مسؤولية الموسيقى والأغاني في الإذاعة المصرية عام 1950. عمل مفتشاً للموسيقى بوزارة المعارف. قدم برنامج عالم الموسيقى في الإذاعة. تخرج من معهد الموسيقى العربية عام 1951. بدأ التلحين في أثناء دراسته في المعهد العالي للموسيقى. دخل مجال السياسة عندما انضم إلى مجلس الشعب المصري من حزب الوفد و نال الجوائز والأوسمة التالية: وسام الجمهورية للآداب والفنون من الدرجة الأولى من الرئيس عبد الناصر. جائزة الموسيقى لفيلم "المصير".* جائزة الموسيقى التصويرية لفيلم "العاصفة".* جائزة الموسيقى عن "مشوار نجيب محفوظ" * جائزة عن موسيقى الفيلم الوثائقي "نغم عربي".* جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002.وانجب فى حياته ولدان هما خالد وزياد والاخير يمتهن التوزيع الموسيقى والتلحين والفنان الكبير كمال الطويل توفي في 9 يوليو 2003 وللتواصل 0106802177 المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيه ندى [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.