الراحلة فايدة كامل الجريدة – رحلت المطربة والبرلمانية المصرية الشهيرة فايدة كامل عن عالمنا يوم الجمعة الماضي عن عمر ناهز 79، حيث عرفت الراحلة كواحدة من أقوى الأصوات النسائية على الساحة الفنية في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي وأقدم برلمانية في مصر والعالم في الوقت نفسه. ورغم عدم استمرار فايدة في مشوارها الفني، حيث قضت فيه عشر سنوات فقط، فإنها تمكنت من تحويل مسارها الفني إلى مسار سياسي مثير للجدل على مدار 34 عاما الماضية، وهو ما جعلها تدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية العالمية، كأقدم برلمانية في العالم لنجاحها في الاحتفاظ بمقعدها في البرلمان لمدة 34 عاما متصلة منذ 11 نوفمبر سنة 1971 وحتى نهاية الفصل التشريعي في عام 2005. فايدة كامل اقتحمت لأول مرة عالم السياسة عام 1966، وفي ذلك الوقت كانت مقررة التنظيم النسائي بقسم الخليفة، ورشحت نفسها في الانتخابات البرلمانية أمام 13 رجلا، وفازت عليهم وحصلت على 15 ألف صوت، أي ما يوازي 93 في المائة من جملة الناخبين، وكانت بذلك أول فنانة مصرية تدخل البرلمان، وظهرت الراحلة كمدافعة شرسة عن المرأة. وطالبت أثناء عملها السياسي والنيابي بأحقية حصول المرأة على معاش في حال الزواج بعد سن الستين، ورفعت شعار "المرأة نصف المجتمع"، وكانت تؤكد دائما على أن المرأة تستطيع أن تربي نفسها سياسيا من خلال متابعة وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة، وأيضا من خلال الوسائل التي يمكن أن تكوّن لها رأيها. ونالت فايدة الكثير من الألقاب الفنية، منها "صوت مصر"، و"مطربة السلطة"، وتعد واقعة "صوت مصر" واحدة من أهم القصص الفنية التي عاشتها مصر من خلال صوت فايدة كامل، حيث يروى أن أغنيتها "دع سمائي" ألهبت حماس الشعب والجيش وقت العدوان الثلاثي على مصر، ويومها وقف القائد البريطاني لجيوش الاحتلال في منطقة الشرق الأوسط وأعلن في محطة إذاعة "الشرق الأدنى" وقتئذ أنه سوف يرسل 21 طائرة لإسكات صوت فايدة كامل في الإذاعة المصرية، وبالفعل أغارت بعض الطائرات على مبنى الإذاعة في أبو زعبل.