علي الرغم من عشقها للطرب وارتباطها بوجدان الجماهير عشر سنوات من خلال صوتها الوطني الحماسي ، إلا إنها فضلت ترك ما حققته من نجاح فني لتحقق نجاحاً آخر في المعترك السياسي .. انها فايدة كامل التى رحلت عن عالم الفن والسياسة عن عمر ناهز ال 79 عاما. ولدت فايدة كامل في 12 يوليو 1932، وقد حصلت علي دبلوم من المعهد العالي للموسيقي ، و تزوجت من وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل ، وفي العام 1966 منحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون تقديرا لمساهماتها الوطنية من خلال عدة أغنيات أشعلت الحماس الوطني، كما حصلت في العام 1956 على وسام الأرز اللبناني . وأصبحت نائبة في مجلس الشعب لعدة دورات عن دائرة الخليفة بالقاهرة، بعد أن توقفت عن الغناء، وترأست لجنة الثقافة والإعلام والسياحة في مجلس الشعب. مشوارها الفني بدأت شهرتها من خلال خوضها لعالم الفن كمطربة وطنية تعبر عن المواقف العصيبة التي يمر بها الشعب والتي تمثل مراحل أزمات ونضال وكفاح مختلفة ، ولعل من أبرز أغانيها "دع سمائي" و«عاد السلام يا نيل» التي غنتها عقب انتهاء العدوان الثلاثي علي مصر . وكانت من المحطات الغنائية الهامة في حياتها أيضاً مشاركتها للفنان عبد الحليم حافظ وصباح ووردة الجزائرية وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة في نشيد الوطن الأكبر عام 1960 . كما قامت بالمشاركة في العديد من الاعمال السينمائية ، وقدمت مجموعة من الأفلام ، من أبرزها "أنا وأنت" و"سكة السلامة" و"على أدلحافك" و"أرض السلام". من الفن الى السياسة بدأت الدخول إلي عالم السياسة في العام 1966 وحينها كانت مقررة التنظيم النسائي بقسم الخليفة ورشحت نفسها في الانتخابات البرلمانية أمام «13» رجلا، وفازت عليهم وحصلت على «15» ألف صوت أي ما يوازي 93 % من جملة الناخبين ، وكانت بذلك أول فنانة مصرية تدخل البرلمان . وفي العام 1973 اعتزلت فايدة كامل الفن نهائياً لتتفرغ لعملها السياسي البرلماني، وانضمت إلي الحزب الوطني السابق في العام 1978 ، وكان أبرز ما قدمته في تلك الفترة مشروع قانون يعطي الحق لرئيس الجمهورية بالترشيح لمدد متتالية ، وهو ما وافق عليه الرئيس الراحل محمد أنور السادات . وبالفعل حدث استفتاء بعدها وتم تعديل المادة 77 من الدستور، لتمكن السادات من أن يكون رئيسا لمدد متعددة بدلا من فترتين،غير أن السادات توفي بعد اغتياله في 6 أكتوبر 1981، ولم يتمكن من استكمال فترته الثانية التي كانت ستنتهي في سبتمبر 1982. واستفاد من تعديل الدستور الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي مكث في السلطة لقرابة خمس فترات متتالية قبل أن تطيح به ثورة 25 يناير. كما طالبت بأحقية حصول المرأة على معاش في حال الزواج بعد سن الستين ، ورفعت شعار « المرأة نصف المجتمع ظهرت قبل وفاتها بنحو شهرين، فى إطار قضية الوزير المخلوع زهير جرانة .