ما بين روايات رسمية اعتمدت في المقام الأول على تقارير وتحريات أمنية لقيادات اتسمت طوال تاريخ مضى بطابع البطش و القمع والاستبداد لكل من يخالف أو يعترض , وبين روايات طلاب مؤدلجين ظل تاريخهم وأدبياتهم تدين العنف على الفضائيات وتسمح بفعله سرا لتحقيق أطماع الحكم .. بين هذا وذاك تتوه الحقائق وتضيع الحقوق . بحثنا بين كل هذا ووثقنا كلامنا بشهادات حية علنا نصيب كبد الحقيقة وكان لنا هذا التحقيق: "ظهيرة الأربعاء 30 أكتوبر لعام 2013 فوجئ الطلاب والعاملون بالجامعة باقتحام عدد من الطلاب المقر الإداري , و تدمير المكاتب الخاصة بالموظفين وتحطيم أجهزة كمبيوتر وتكسير الواجهات الزجاجية و إتلاف أوراق خاصة بالجامعة , الأمر الذي اضطر الدكتور أسامة العبد للاستغاثة بقوات الأمن وطلب تدخل قوات شرطية داخل الجامعة لإنقاذ الموقف إلا أن الشرطة استجابت في وقت متأخر جدا بعد أن فر الجناة و قامت بشكل عشوائي بإلقاء القبض علي 29 طالبا كان متواجدا بجوار المبني لحظة وصول تلك القوات . ثم قامت إدارة الجامعة بتكليف شركة المقاولون العرب بصيانة المبني وقدرت تكاليف الصيانة بحوالي 10 ملايين جنيها. الرواية الرسمية كان الدكتور حسام شاكر، عضو المركز الإعلامي لجامعة الأزهر قد صرح عقب أحداث الشغب مباشرة أن مظاهرات الطلاب خرجت تماما عن السلمية واعتمدت منهج العنف والتخريب، مشيراً إلى أنه تمت إحالة الطلاب المتورطين للتأديب. وقالت الداخلية في بيانها لها تعقيبا على تلك الأحداث إنه بناءً على طلب الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة بدخول قوات الشرطة للحرم الجامعي لحماية الأرواح والممتلكات العامة، فقد صدر قرار النيابة العامة بالسماح لقوات الشرطة بالدخول إلى حرم جامعة الأزهر والتعامل مع التداعيات التي تشهدها . وأكدت تحقيقات النيابة في حينها أن الطلاب الذين قاموا باقتحام المبني الإداري للجامعة كان بحيازتهم أسلحة بيضاء ونارية وزجاجات مولولتوف وقد تعمدوا تخريب المنشآت والممتلكات العامة المتمثلة في مبني جامعة الأزهر وتعطيل القوانين وإتلاف منقولات موظفي الأمن والمسئولين الإداريين للجامعة، والبلطجة والترويع واستعمال القوة وفرض السطوة . روايات طلابية محمود صلاح، المتحدث باسم حركة "طلاب الأزهر ضد الانقلاب" أن طلاب ضد الانقلاب بعيدة تماما عن تلك الادعاءات ولا صلة لهم بها من قريب أو بعيد ، معربا عن إدانة الاتحاد لمثل تلك التصرفات التي وصفها ب " المشينة " . وحكي صلاح روايته عما حدث قائلا : لقد تفاجئنا صباح ذلك اليوم بدخول عناصر غريبة عن الجامعة " دون ال18 عاما "، وأغلبهم من طلاب من الصف الثانوي و الإعدادي ما يؤكد كونهم مأجورين لإحداث نوعا من الشغب وإلصاق تلك الأعمال التخريبية بنا . وأشار صلاح إلى أن الحركة قامت بتصوير معظم هؤلاء العناصر وقبضت على 30 منهم لافتا إلى أنهم اعترفوا أنهم طلاب ثانوي وإعدادي، ولم يكشفوا عن السبب الحقيقي لمجيئهم مقر الجامعة، مضيفا أن المتظاهرين أنهوا وقفتهم أثناء أحداث الشغب، وروي الطالب محمود بدوي أن ما شاهده في هذا اليوم بداية منذ لحظة دخوله الجامعة و حتى خروجه منها قائلا : انه تفاجأ بعدم وجود عناصر أمن كالعادة تقوم بتفتيشه والتأكد من هويته و كما يحدث دائما عند دخوله الجامعة مؤكدا خلو أبواب الجامعة تماما من عناصر الأمن المسئولة عنها ، وأَضاف أنه أثناء تظاهر الطلاب أمام المبني الإداري للجامعة قام من بالداخل باستفزازهم وفتح طفايات الحريق عليهم فكونوا سلاسل بشرية أمام المقر علي سلمية المسيرة إلا أنهم تفاجئوا بوابل من الحجارة يتساقط فوق رؤوسهم إلي تشتيتهم كل في مكان وفي ذات اللحظة قامت بعض العناصر باستخدام " مطارق " كبيرة الحجم وأحدثوا خرقا في الحائط وقاموا باقتحام المبني . وأكد بدوي أن كل الطلاب استطاعوا تجميع أنفسهم من جديد وهتفوا ضد كل ما يحدث و كما قاموا بتكوين فرقة صعدت إلي المبني وألقت القبض علي ثلاثة منهم وسلمتهم إلي إدارة كلية العلوم - اقرب الكليات للمبني الإداري -. وأرجع بدوي كل ما يحدث من أعمال شغب إلى إدارة الجامعة مشيرا إلى أن الحادث دبرته إدارة الجامعة لتتمكن من الاستعانة بقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية بشكل رسمي , وأضاف تأكدت من ذلك عقب إعلان راديو مصر عن خبر طلب رئيس الجامعة لقوات الأمن باقتحام الجامعة وهو لا يزال داخل أسوارها ولم يغادرها بعد . وتساءل الطالب في نهاية حديثه عن سبب عدم وجود أفراد امن في هذا اليوم عكس المتعارف عليه كما انه وجد عن صعوده للمبني أبوابا حديدية لم يتم إغلاقها إلا بعد اقتحام هذه العناصر للمبني . وعلي الصعيد ذاته حدث حريق في كل من مبني كلية الزراعة بنين ، ومبني كلية التجارة أثناء امتحانات الفصل الدراسي الأول بعد اشتباكات بين قوات الأمن والطلاب . أما الدكتور توفيق نور الدين نائب رئيس جامعة الأزهر، فقال إن إدارة الجامعة أحالت 400 طالب وطالبة إلى مجالس التأديب منذ بدء الامتحانات، وتم فصل 80 طالبًا وطالبة بسبب تورطهم في أعمال التخريب والشغب وتعطيل الامتحانات وإتلاف منشآت وإساءة لأساتذة وتخريب وبلطجة _ علي حد قوله _ . يذكر أن مصطفي خاطر, المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة كان قد أمر بحبس 70 من طلاب جامعة الأزهر ، وذلك بعد أن وجهت لهم النيابة عدة تهم من بينها إشعال النيران في مبني كلية الزراعة والتجارة والهندسة, والاعتداء علي رجال الأمن والبلطجة. كما قرر النائب العام حبس 22 طالبا لتظاهرهم بمنطقة الأزهر وخان الخليلي. اقرأ فى هذا الملف * كريمة ل "محيط": طلاب الإخوان "منافقون" والعبد أنجح رئيس جامعة * محمود شعبان ل"محيط ": من خرج من طلاب الأزهر متظاهرا مسبحا وقتل فهو " شهيد " (فيديو) * أزهريون وراء القطبان .. والتهمة " إرهابي" * طلاب الأزهر ل "محيط ": الحرس الجامعي كارثة ... ومستمرون في المواجهة ** بداية الملف