برلين: قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أندرس فوج راسموسن إن استخدام قوات القذافي المدنيين كدرع بشرية إشارة واضحة إلى "قسوة" النظام الليبي وهو الأمر الذي "يزيد إصرار المجموعة الدولية على تقديم القذافي للعدالة". ونقلت صحيفة "دير شبيجل" عن راسموسن قوله بشأن إتهامات الثوار لحلف "الناتو" بأنه يتباطأ في شن هجماته الجوية على قوات القذافي, "ان هذه الاتهامات ليست منصفة". وتأتي تصريحات راسموسن عقب الخلافات التي نشبت في الأيام الماضية بين قيادات الثوار وحلف شمال الأطلسي بسبب ما أسموه ب"بطء" عمليات الناتو العسكرية الموجهة ضد قوات القذافي. وعزا في المقابلة التي ستنشرها المجلة غدا وقوع ضحايا مدنيين جراء قصف طائرات الناتو وتباطؤ الحلف في توجيه ضرباته الجوية لقوات القذافي إلى حال الطقس السيئة وتغيير قوات القذافي لخططها الدفاعية. واعترف راسموسن بعدم كفاية الحلول العسكرية من اجل إحلال السلام في ليبيا رافضا الاعتذار عن الانتقادات شديدة اللهجة التي وجهها للحكومة الألمانية على خلفية رفضها المشاركة في العملية العسكرية ضد ليبيا. وكان راسموسن وصف في اجتماع لمجلس حلف "ناتو" رفض ألمانيا الانضمام إلى العملية العسكرية ضد النظام الليبي ب "الموقف السخيف" الأمر الذي حذا بممثل ألمانيا في الحلف إلى مغادرة قاعة الاجتماع. ويذكر أن وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله أعرب قبل يومين عن استعداد الجيش الألماني للمشاركة في مهمات «إنسانية» في ليبيا تصب في مصلحة تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين الليبيين. وقال الوزير الألماني في تصريحات صحفية إن موافقة بلاده على المشاركة في مثل هذه المهمات تحتاج إلى طلب من الأممالمتحدة وان ألمانيا لن تكون قادرة على التنصل من تحمل مسؤولياتها إذا طلبت الأممالمتحدة منها مشاركة الجيش الألماني (بوندسفير) في تأمين وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى المواطنين الليبيين. وعزا فسترفيلله ما اعتبره بعض المراقبين تراجعا في الموقف الألماني تجاه العمليات العسكرية في ليبيا إلى تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين الليبيين قائلا "الحديث يدور عن تقديم المساعدة للذين يعانون ويلات الحرب الجوية على ليبيا ومن أعمال القتال بين قوات القذافي من جهة والثوار من جهة أخرى".