لندن: صدر حديثاً عن جامعة أكسفورد كتاب "أمة من الغرباء" من تأليف غراس اليزابيث هال الأستاذة في جامعة فيرجيني، ويقع الكتاب في 400 صفحة من القطع المتوسط. ووفقاً لصحيفة "البيان" تحاول المؤلفة عبر كتابها أن تقدم مفهوماً أخر عن الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي عرفت كأمة من المهاجرين حيث فرض المستوطنون البيض القادمون من أوروبا فكرة تميّز الرجل الأبيض على الأمريكيين الآخرين، والمفهوم الأخر الذي تطرحه المؤلفة هو أمريكا ك "أمة من الغرباء" وتقصد هنا الوافدين من الخارج على المجتمع الأمريكي التقليدي. وتشرح المؤلفة في الكتاب أن الأمريكيين أرادوا بعد الحرب العالمية الثانية الابتعاد عن مفاهيم "التفوق العنصري" السائدة ورفض "التيار السائد" كي يعيشوا ك"وافدين" من الخارج. لافتة إلى أن التعلق ببعض الرموز الغير تقليدية لاقت أصداء كبيرة وحقيقية لدى شرائح واسعة من الطبقة الوسطى الأمريكية بالرغم من أن هؤلاء الرموز لا يملكون أية امتيازات اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، وأن تميزهم الوحيد يتمثل في إمتلاكهم "ثروة ثقافية" وينتمون إلى وسط لا مجال فيه للطبقة الأمريكية المتفاخرة بأصولها وثرواتها ومواقعها على الخارطة السياسية. وتسعى المؤلفة عبر شرحها للأسباب العميقة التي دفعت شرائح كبيرة من الطبقة الأمريكية الوسطى البيضاء إلى تصوّر نفسها غريبة عن المجتمع التقليدي خلال النصف الثاني من القرن الماضي، وتقول المؤلفة أن هذه الظاهرة بدأت عقب الحرب العالمية الثانية مع "الروك اندرول" و"موضة السترات الجلدية" و"تلوّي الفس برسلي" و"ظهور مجموعات البوهيميين والبانك"... الخ، ولم تكن مقتصرة على مجالات الفن والثقافة بمختلف تنوعاتها. لكنها وجدت ما يمثلها أيضا على صعيد الحركات السياسية والاجتماعية والعقائدية. وترى المؤلفة أن موسيقيين وفنانين من أمثال "الفس برسلي" كانوا يدركون تماما أبعاد ما يفعلونه، وأنهم لم يكونوا مجرّد مقلدين للتجارب الموسيقية ذات الأصل الإفريقي. وتصل المؤلفة في تحليلاتها إلى القول أن تعلّق الأمريكيين بما هو وافد من الخارج أطلق تيارين جديدين في الحياة السياسية الأميركية هما "اليسار الجديد" و"اليمين الجديد".