أكد الدكتور فاروق الباز مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في بوسطن، أن الأزمة الأخيرة بين مصر وأثيوبيا بسبب بناء سد النهضة، هو تجاهل أفريقيا كدولة عظمي، دون أن نتخذ خطوات جيدة تجاه ما يحدث في دولة السودان وانقسامها منذ سنتين. وأوضح الباز خلال الندوة التي أقيمت اليوم للاحتفال بشهر العلوم المصري الذي تم تنظيمه لأول مرة في مصر هذا العام بمشاركة العديد من الهيئات التعليمية والبحثية، أن مصر لا يحق لها أن تمنع بناء السد، فالأمطار تهطل في إثيوبيا وليست في مصر فقط، ومن حق إثيوبيا أن تبني سداً يؤمن إحتياجاتها من الكهرباء، ولكن بشرط أن لايؤثر على الحصة المائية لمصر أو يصيبها بالضرر، ويتم بناءه على فترة زمنية طويلة قد تمتد إلى 15عاماً. وأشار الباز إلى أن مصر هى العمود الفقري الذي يجمع كل الدول العربية، ولكن إهمال أفريقيا خلال السنوات الماضية أدى إلى فتور العلاقات الدولية، واقترح أن يتم بناء السد بمساعدة مصرية، بدلاً من تصريحات ضرب إثيوبيا بالطائرات وهدم السد. ويرى الباز أنه يجب على مصر أن تستعين بدولة السودان وإعادة العلاقات الدبلوماسية المصرية مرة أخرى، كما كانت تفعل الملكة حتشبسوت مع إثيوبيا منذ قديم الأزل، وهو ما تم تسجيله على حوائط الدير البحري في الأقصر. وشدد الباز على ضرورة اهتمام الدولة بالشباب ودعم البحث العلمي، فشباب مصر لديهم الكثير من القوة والإبداع لتحقيق أمل مصر، مشيراً إلى أن جميع الدول المتقدمة تصرف على البحث العلمي 2 % من ميزانية الدولة، وأشاد بالمادة التي تتعلق بميزانية البحث العملي في الدستور الجديد والتي تقضي بتخصيص 1% من الدخل القومي للبحث العلمي بدلاً من نصف في المائة في الدستور القديم، فالبحث العلمي يصب في الانتاجية وتطوير المجتمع وبالتالي يخدم الاقتصاد المصري. وفيما يخص مشروع ممر التنمية، قال الباز إنه وسيلة للتوسع في الرقعة الزراعية، فالإحصائيات الحديثة تؤكد وصول عدد السكان في 2050 إلى 150 مليون نسمة، لذا يجب خلق مساحات زراعية جديدة لاستيعاب الشباب وخلق فرص عمل، لاستيعاب زيادة الكتلة السكانية خلال الفترة القادمة. وقد تسلم الدكتور فاروق الباز خلال الاحتفالية أول درع في شهر العلوم المصري، والتي تضم فعالياته أكثر من 250 نشاط ويشارك في الشهر أكثر من 60 جهة من مختلف محافظات مصر.