- عشنا بعد ثورة يوليو حياة العزة والكرامة - الحزب الوطنى والإخوان والنشطاء قاوموا مسلسل" الجماعة" - شاهدت المئات من المتحولين كالحرباء من أجل مصالحهم - العدالة الاجتماعية قضيتي التي أدافع عنها بأعمالي "البرىء"، "الغول"، "المنسى"، "الإرهاب والكباب"، "طيور الظلام"، "اللعب مع الكبار"، "عمارة يعقوبيان"، "محامى خلع"، كل هذه الأعمال السينمائية وغيرها الكثير في مجال السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة، للكاتب والمؤلف وحيد حامد، الذي حل ضيفًا على معرض الكتاب في اللقاء الفكري أمس. أدار اللقاء الناقد الفني الكبير على أبو شادي الذي بدأ كلمته قائلاً أن وحيد حامد متفرد بالفعل في عالم الإبداع والفن، استطاع أن يخوض غمار الواقع المصري بجرأة، وقدم لنا الواقع المصري بكل ما فيه من قبح وجمال. من جانبه قال الكاتب الكبير وحيد حامد أن معرض الكتاب هو طاقة النور التى تضئ لنا الطريق وسط الظلام، كما أن الإصرار على إقامة المعرض هذا العام، رغم ما تشهده البلاد، هو دليل على أن الدولة المصرية قادرة على المضي قدمًا في طريقها لعودة الأمن والاستقرار للبلاد. وأكد أن مصر ستعود لما كانت عليه، من تراث حضاري كان ولازال محط أنظار العالم أجمع، فالثقافة هي واسطة العقد في الحضارة المصرية، وهى الجواد الذي علينا جميعًا أن نراهن عليه في الفترة القادمة. وعن جرأته في طرح قضايا أفلامه والتي قد تثير الكثيرين ضده وعن مقص الرقيب، قال وحيد حامد: أؤمن بالثبات على رأى وفكر واحد، وأعتقد أن هذا الأمر يرجع إلى النشأة والتعليم في الصغر، فقد نشأت فى مجتمع ريفي، وارتبطت بكل عادات وتقاليد القرية حتى المرحلة الجامعية، ولقد حرصت أسرتي على أن تغرس بداخلي تلك القيم، فقد عاش المجتمع المصري في الفترة منذ منتصف الأربعينيات وحتى منتصف الستينيات، فترة من العزة والكرامة التي كانت مضرب الأمثال، فكنا جميعًا وبعد قيام ثورة يوليو تحت زعامة وقيادة رجل انحنى له قادة الدول الكبرى احترامًا وتقديرًا، حتى وإن اختلفنا معه بعد ذلك، إنه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. يواصل: من هنا كان حرصي على ألا أنافق أحد فأنا من أولئك الذين يسيرون فى طريق واحد لا يتغير، على الرغم من أنني شاهدت وعاشرت العشرات بل المئات من أولئك المتحولين كال"حرباء" من أجل الحفاظ على مصالحهم الشخصية، لذلك قررت منذ البداية ألا أكتب إلا ما يمليه على ضميرى مهما كانت الضغوط، وهذا القرار لم أغيره منذ أن كنت أكتب القصة القصيرة في بداية حياتي، وفشلت بها، حتى كانت نصيحة الكاتب الكبير يوسف السباعي لي بأن أتجه للكتابة الدرامية، وهو ما فعلته؛ وكانت قضيتي التي تشغلني هي العدالة الاجتماعية، ولأن مجتمعنا كان يعج بالظلم والفساد، اتخذت من تبني هذه القضية طريقاً لي.جعلت طريق البحث عن العدالة الاجتماعية هو طريقي. وفيما يتعلق بموضوع الرقابة – يواصل حامد - الرقابة لم تكن هي التي تصادر أعمالي، بل أعمالي عرضت بسبب إصراري وتمسكي بقانون الرقابة، الذى يُعطى للمؤلف الكثير من الحقوق، وأشكر السيدة "نعيمة حمدى"، مسئول جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، والتى أجازت فيلم "البرىء" بالكامل دون حذف، وما حذف من الفيلم جاء بعد أن قمنا بعمل عرض خاص للفيلم، خرج أحد من كانوا يعملون مع الأجهزة الأمنية، وأوشى للمسئولين في أمن الدولة والمخابرات الحربية والعامة، بأن الفيلم يدعو عساكر الأمن المركزي للتمرد وقتل القادة. وعندما أثير الموضوع وتقرر عمل عرض خاص يحضره وزير الثقافة الدكتور أحمد هيكل ووزير الدفاع المشير أبو غزالة ووزير الداخلية اللواء أحمد رشدى بمدينة السينما، خدعنا المنتج أنا وعاطف الطيب وقام بعمل مونتاج للفيلم شوه الفيلم تشويهًا كاملاً، لدرجة أن المشير أبو غزالة، تساءل: "الفيلم كويس لماذا إذا جئنا إلى هنا؟!". وكانت لي صولات وجولات مع الجهات الرقابية أيضًا حول فيلم "الغول"، وعلى عكس السائد لا طالب بإلغاء الرقابة، فنحن لسنا ملائكة، فالرقابة موجودة للترشيد وليس للمصادرة. وعن الأفلام السياسية يقول حامد: كانت الجهات السيادية العليا في الدولة كما يطلقون عليها هي من تصادرها وليس الرقابة، وكان المحظور لدينا هو الكلام في الدين دون الرجوع إلى الأزهر أو الكنيسة، وكذلك الكلام عن "الجنس" وهو القائم حتى هذه اللحظة. وأوضح أبوشادى أن الرقابة تعترض على الأعمال من الناحية القانونية وليس من الناحية الفنية، والعمل الفني المتميز دائمًا يقهر ويؤرق أي رقيب، فالأعمال الفنية باقية والرقباء إلى زوال، فما من فيلم تتصدى له الرقابة إلا وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، فرقابة الجمهور الآن فى ظل هذا التقدم الهائل فى تكنولوجيا المعلومات أصبحت هى الأقوى. ولقد تنبأ وحيد حامد فى فيلم "البرىء" بكارثة الأمن المركزي فى 25 فبراير 1986، ولو أن المسئولين في مصر وقتها شاهدوا وحللوا ما قدمه وحيد فى فيلمه، والذي استقاه من واقع الفلاح المصري البسيط، لتغيرت فى مصر أشياء كثيرة!. وتابع حامد: ما لا يعرفه الكثير أن فيلم البرىء تم تصويره بالكامل داخل سجن وادي النطرون، ودون أي مقابل مادى، فى حين أننا واجهنا عراقيل كثيرة وعديدة أثناء تصوير مسلسل "الجماعة"، والغريب أن الحزب الوطني قاوم المسلسل متذرعًا بأن المسلسل سيحبب الشعب أكثر في الجماعة، والجماعة عارضت المسلسل، وجاءت المعارضة الأقوى والأشرس من قبل الثوار والنشطاء، مع العلم بأنني لم أقل إلا الحقيقة. وعندما تم تهديدى من قبل بعض قيادات الإخوان قلت لهم المحاكم موجودة فأنا ذكرت ما جاء في مصادر قادة الجماعة، وحتى الآن لم يجرؤ أحد على أن يكذبني فيما أوردته عن الجماعة، وعندما عرض على د.عبد المنعم أبو الفتوح ود. عصام العريان وهم من أصدقائى أن يساعدوني ويمدوني بالمعلومات رفضت ذلك، حتى لا أتأثر برأيهم. وفى إجابته عن سؤال الحل الأمني لمواجهة الإخوان، أشار "حامد" إلى أن الحل الأمنى فقط لا يصلح، ولابد أن نعرف جيدًا أن جماعة الإخوان، تعمل بنفس المنهج ونفس المعتقدات منذ تأسيسها فى عام 1928، وكل عام يتم تفريخ أجيالاً جديدة للجماعة، وتربى على السمع والطاعة العمياء، ولمن يقرءون التاريخ أحب أن أشير إلى أن ما حدث من أعمال عنف وإرهاب فى حادث مديرية أمن القاهرة، هو صورة طبق الأصل مما حدث عام 1948، من قيام أحد أنصار جماعة الإخوان، بوضع قنبلة داخل حقيبة بمحكمة القاهرة، والكتائب الإخوانية المتطرفة ليست وليدة هذا اليوم ولكنها منذ أن أسس حسن البنا التنظيم السري لجماعة الإخوان عام 1942، وأخذ هذا التنظيم في التطور المجتمعي والقتالي. وأتعجب – والحديث لا يزال للكاتب وحيد حامد - كيف لفصيل أن يحارب شعب، لقد كان باستطاعة فاروق ومباركأن يقتلوا الآلاف، ولكنهم فضلوا أن يتركوا مناصبهم على ألا تراق قطرة دم واحدة. وقال بنبرة حادة: ماذا يريد هؤلاء، بإمكانهم أن يدخلوا الانتخابات القادمة، دون قتل ولا تخريب ولا سفك للدماء، لقد جعلوا الحزن يخيم على الشعب المصرى، لماذا كل هذا الغل والدمار والغباء والحقد والكراهية؟. يواصل: لا زال هناك أنصار لمبارك وآخرين لمرسى لهم مصالح خاصة وأجندات خارجية تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية، وعلى المجتمع المصري أن يلفظهم. وفى تعليقه عن فتوى مظهر شاهين بطلاق الزوج لزوجته الإخوانية؛ قال وحيد حامد الشيخ مظهر اندفع ولمن لا يعرفون أول من أفتى بجواز طلاق الإخوان هو المرشد العام الخامس لجماعة الإخوان المسلمون" مصطفى مشهور"، فهم أول من أجاز ذلك، قائلاً: "انتظروا الجزء الثاني من مسلسل الجماعة لتشاهدوا المسكوت عنه في الكتاب الأسود لجماعة الإخوان."