قال الكاتب الكبير وحيد حامد خلال مشاركته باللقاء الفكري المفتوح بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بأرض المعارض بمدينة نصر، بمشاركة على أبو شادي رئيس هيئة الرقابة الأسبق، إن مصر حققت دائما قفزاتها السياسية والإقتصادية والاجتماعية تحت مظلة الحكم الرشيد. وأضاف حامد، قررت منذ بدايتي فى كتابة القصة أن لا أقول إلا الحقيقة، حيث كنت كاتب فاشل، ونصحني آنذاك يوسف إدريس بالاتجاه إلى الكتابة للتليفزيون، وهو ما أدى بى إلى ما أنا فيه الآن، أن لا أقول إلا الحقيقة. موضحا أنه معنى بشكل كبير بقضية العدالة فى كتاباتي، ومن خلال تجربتي هذا لم يؤدى إلى مشكلات فى اعمالى فالرقابة لم تكن مشكلة لي بأي حال من الأحوال، فكنت قد تعرضت لأزمة فى فيلم البريء، إلا أن السيدة نعيمة حمدي أجازت الفيلم بالكامل دون اى حذف، إلا أنه فى العرض الخاص كان هناك أحد الحضور أتضح أنه بعد ذلك يتبع الأجهزة الأمنية حيث أبلغ حرفيا، وهذا ما قيل لنا، أن نهاية الفيلم بها جندي الأمن المركزي يقتل قائده فى نهاية الفيلم وهذا قد يؤدى إلى أزمة كبيرة من وجهة نظرهم فكل عسكري إذا مسك بندقيته ووجهها فى وجه قائده ستكون هناك كارثة، حتى تم تقطيع الفيلم واقتصاص أجزاء كبيره منه. أما الأزمة الثانية التي واجهتني كانت فى فيلم"الغول" بسبب شخص واحد في لجنة الرقابة، وهذا الرقيب كتب تقريرا عن الفيلم بأنه ضد النظام السائد فى البلاد، ويقلب الطبقات الاجتماعية على بعضها، فتم وقف الفيلم ومنع عرضه، وقانون الرقابة يقول أنه من حق القائمين على الفيلم السينمائى عرضه مرة واحدة عرض غير تجارى، وهنا دعوت عددا من المثقفين والمهتمين لحضوره، وتم إجازة الفيلم وعرضه بعدها، ولكنني رغم كل ذلك لست ضد وجود الرقابة لأنها محاولة للتنقية لأننا لسنا ملائكة. وحول مسلسل الجماعة والأجواء التي أحاطت به، أكد وحيد حامد أنه أثناء تصوير هذا المسلسل، حينما كنا نلجأ إلى أماكن للتصوير وبالرغم من أننا كنا نعيش فى ذلك التوقيت فى عصر الحزب الوطني، إلا أننا كنا نواجه العقبات المباشرة أو غير المباشرة، حتى من خلال المغالاة الشديدة في ثمن إيجار أماكن التصوير، التي وصلت إلى 36 ألف جنيه في اليوم الواحد. وأشار إلى أن وظيفة الفنان في كل مكان هي التنوير للمجتمع الذي يعيش فيه، والكاتب لديه"غول" دائما يخاف منه وهم القراء، لأنهم ثقافات مختلفة، وبالتأكيد منهم من هو أكثر من الكاتب ثقافة وفكر. وأعترف وحيد حامد أنه فاشل في اختيار أسماء أعماله الفنية، مشيرا إلى أن معظم أعماله ذهبت إلى الرقابة بأسماء مخالفة للأسماء التي خرجت بها للجمهور. ومن جانبه علق الأستاذ على أبو شادي، رئيس هيئة الرقابة الأسبق، لا أحد يستطيع أن يوجه وحيد حامد بأن يحذف هذا آو أترك ذلك، لأنه يكتب دون اى محاذير سوى ضميره فقط.