رام الله: "عودة الروح" عمل فني ضخم يجسد الرواية الفردية والجماعية لنكبة الشعب الفلسطيني التي تصادف الذكرى الستين لها في 15 مايو الجاري يفتتح في القدس احياء لهذه الذكرى. ويضم هذا العمل ثلاثة آلاف تمثال صغير من الشمع وشهادات حية من لاجئين حول النكبة اضافة الى فيديو ارت تتداخل فيه اصوات اولئك الذين يدلون بشهادتهم الحية حول النكبة من المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية والأردن ولبنان. وتعود فكرة هذا العمل الفني المركب الى الفنانة الاسكتلندية جين فرير. وقالت فرير خلال عرضها لهذا العمل الفني في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية كما نقلت عنها وكالة "رويترز" للأنباء: "هذه التماثيل هي نتاج ايد فلسطينية تعيش في المخيمات في لبنان والأردن والضفة الغربية كان لابد ان تصنع بايد فلسطينية لتكون فيها روح الفلسطينيين الذين شردوا الاموات منهم والاحياء". واضافت "هذا العمل الفني موجه للغرب الذي لا يعرف الكثير عن هذه الفترة المظلمة لشعب شرد من ارضه.. لا بد ان يعرف الناس ماذا جرى في الماضي ليمكنهم معرفة ما يجري اليوم في غزة والضفة". وقالت فرير "الفكرة اتتني من فيلم فلسطيني في مهرجان لندن للأفلام الفلسطينية كان يروي أن امراة تحلم بأناس يبقون معلقين كما الملابس على حبل الغسيل وعندما تساءلت في حلمها لماذا.. جاءها الجواب لأنهم فلسطينيون فهم لا يستطيعون أن يصلوا أرضا ولا سماء". وأضافت "من هنا كانت فكرة العمل الفني الذي أحاول فيه مساعدة الفلسطينيين من خلال عمل فني لايصال قضيتهم فالفن يلامس المشاعر واذا لامست مشاعر الناس فستلامس عقولهم التي ستبدأ بطرح الأسئلة واذا وصلنا لذلك نكون قد نجحنا". وبدأت فرير عرضها للمشروع في قصة لما جرى مع اليهود في احدى محارق النازية في معسكر في بولندا الذي قالت "احرق فيه 200 ألف انسان.. 40 في المئة منهم يهود. زرت ذلك المكان ثلاث مرات وتعرفت على القسوة التي عومل بها هؤلاء. وبعد زيارة لوفد يهودي لهذا المعسكر ووضع اعلام اسرائيلية في منطقة خضراء مجاورة قررت ان ابدأ البحث حول قيام دولة اسرائيل هذا البحث الذي قادني الى النكبة التي لم يكن لدي اية فكرة عن معنى هذه الكلمة وكثيرون في الغرب مثلي." وقدمت فرير خلال العرض صورا مؤثرة للاجئين الفلسطينيين في لبنان وتحديدا في مخيم البدواي الذي نزح اليه سكان مخيم نهر البارد خلال المعارك بين الجيش اللبناني مع جماعة فتح الاسلام كانت تقارن فيها بين صور من الارشيف للاجئين عام 48 ونزوح سكان نهر البارد العام الماضي ومنها صورتان لفتاتين بدتا بنفس الملامح واحدة بالاسود والابيض عام 1948 واخرى ملونة التقطت العام الماضي. وقالت فرير "لم ينته لجوء الفلسطينيين بعد 1948 لقد استمعت لشهادات عديدة وصفوا فيها خروجهم من نهر البارد الى البدواي على أنه نفس النكبة ان لم يكن اصعب." وقالت "المعرض الذي سيفتتح في القدس سنبدأ الطواف به حول العالم ثم نعود به الى القدس ليشكل عودة رمزية للفلسطينيين وسنعرض عملا مماثلا انجزناه في لبنان بمهرجان ادنبره". وقامت فرير على مدار عام كامل بالتنقل بين عدد من المخيمات الفلسطينية عملت خلالها على تنظيم ورشات عمل علمت فيها الشبان والشابات عمل هذه التماثيل من الشمع لتروي حكاية لجوئهم ولم تكتف بذلك بل طلبت منهم جمع شهادات حية من لاجئين تمت كتابتها على الواح ستكون جزءا من المعرض بالإضافة إلى تسجيل عدد من هذه الشهادات سيستمع إليها الداخل الى المعرض لها فكأنما تروي هذه التماثيل الحكاية. وتقوم فرير حاليا بمساعدة عدد من الشباب الفلسطينيين برسم صور مكبرة لهذه التماثيل على الجدار الذي تقيمه اسرائيل على الاراضي الفلسطينية وقالت "نحن نسابق الزمن لانجاز اكبر مجموعة من الرسوم على اكبر لوحة جدار.. الجدار الذي ستكون الرسوم عليه اكبر واجهة اعلان في العالم ادعوا من يريد يساعدنا ان يأتي لننجز أكبر عدد من الصور قبل الخامس عشر من مايو.