سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى ذكرى النكبة الفلسطينيون لم يفقدوا أمل العودة بعد 64 عاما من تشريدهم.. 5 ملايين لاجئ بغزة ورام الله والأردن وسوريا ولبنان يعيشون تحت حصار إسرائيل بلا هوية ويحلمون بوطن سلبته عصابات صهيونية فى 48
لم يفقد اللاجئ الفلسطينى أبو حسام دغش "70 عاما" الأمل بعد فى العودة إلى منزله بمدينة "اللد" الواقعة ما بين القدس وتل أبيب والتى تم تشريده منها هو وعائلته عام 1948 قسرا من قبل العصابات الصهيونية، ويؤكد دغش قال إنه حتما سيرجع إليها هو وأولاده وأحفاده. وشدد أبو حسام الذى يقطن مخيم جباليا للاجئين شمال غزة "أكبر مخيمات اللاجئين فى القطاع" فى حديث مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط، على أن المقاومة وحدها هى الكفيلة بتحرير الأرض الفلسطينية وعودته إلى داره مرة أخرى، إلا أنه لم يرفض مبدأ المفاوضات والتسوية فى نفس الوقت. وعن استقراره فى قطاع غزة قال إننى قدمت إلى هنا مع أسرتى وبعض جيرانى وكان عمرى وقت ذاك سنوات قليلة بعد هجوم عنيف من العصابات اليهودية على المدن الفلسطينية وتهجير أهلها، مضيفا "رغم أننى قضيت عشرات السنوات فى غزة وتزوجت أكثر من مرة ولى العديد من الأولاد والأحفاد إلا أننى مازلت أعتبر إقامتى هنا مؤقتة". وفى 15 مايو من كل عام يحيى الشعب الفلسطينى ذكرى النكبة، وهى المأساة التى تمت فى عام 1948 بتشريد أعداد هائلة من الشعب الفلسطينى خارج دياره لصالح إقامة دولة إسرائيل. وشهد عام 1948 الذى يكرهه الفلسطينيون بشدة، تم احتلال معظم أراضى فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يزيد على 850 ألف فلسطينى وتحويلهم إلى لاجئين، بخلاف قيام العصابات الصهيونية بارتكاب 70 مجزرة استشهد على إثرها ما يزيد عن 15 ألف فلسطينى بخلاف أعمال سلب ونهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 774 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية إضافة إلى تغيير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء العربية وتبديلها بأسماء إسرائيلية. وقال عدنان أبو حسنة مستشار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" إن إجمالى عدد اللاجئين الفلسطينيين يزيد حاليا عن 5 ملايين لاجئ موزعين فى قطاع غزة ورام الله والأردن وسوريا ولبنان، وتقوم "الأونروا" بتقديم الخدمات لهم. ونبه أبو حسنة إلى أن نسبة اللاجئين فى قطاع غزة تفوق عدد السكان الأصليين، موضحا أن نسبتهم فى القطاع تبلغ 72 % من إجمالى السكان "يضم قطاع غزة الذى يبلع عدد سكانه 8،1 مليون نسمه خمس محافظات". ويضم قطاع غزة 8 مخيمات للاجئين أبرزها جباليا والشاطئ والبريج والمغازى والنصيرات ودير البلح وتعد هذه المخيمات من أفقر المناطق فى القطاع وأكثرها اكتظاظا بالسكان. وقال جهاز الإحصاء الفلسطينى فى تقرير أن نسبة اللاجئين فى الأراضى الفلسطينية شكلت ما نسبته 44 % من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين فى الأراضى الفلسطينية، ويشكل اللاجئون 59 % من مجمل السكان الفلسطينيين فى العالم لذى يبلغ عددهم 2،11 مليون. ويعيش حوالى 29 % من اللاجئين الفلسطينيين فى 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات فى الأردن، و9 مخيمات فى سوريا، و12 مخيما فى لبنان، و19 مخيما فى الضفة الغربية، و8 مخيمات فى قطاع غزة. وأشار مستشار "الاونروا" عدنان أبو حسنة إلى أن احتياجات اللاجئين تطورت، كما يتزايد عدد سكانهم العام بعد الآخر، فلم تعد العملية مجرد تقديم خدمات إغاثية فقط فهناك دعم للتنمية البشرية وجودة التعليم والصحة وتلبية احتياجات الشباب. ولفت أبو حسنة إلى أن حصار إسرائيل لقطاع غزة الذى دخل عامه السادس ضاعف من مشكلة سكان القطاع وفى مقدمتهم اللاجئين، لأن القطاع أصبح منطقة كوارث. واحتج لاجئون فى قطاع غزة عدة مرات ضد سياسيات الأونروا واتهموها بأنها تخل برسالتها، وقلصت مساعداتها المالية لهم آخرها إلغاء مشروع "العاب الصيف" هذا العام الذى يشغل 800 شاب، وهو ما نفته المؤسسة الدولية وأرجعت ذلك إلى تقليص مساعدات المانحين لها. وحصل اللاجئون من الأممالمتحدة فى ديسمبر من عام 1948 على القرار الشهير رقم 194 والذى أعطاهم حق العودة إلى قراهم ومدنهم التى تم تهجيرهم منها، ورغم مرور عشرات السنوات على صدور القرار الدولى إلا أن إسرائيل لم تلتزم به، فيما يصر اللاجئون عليه، وفى كل عام من ذكرى النكبة يجددون التمسك به من خلال المسيرات والفعاليات الحاشدة التى تنادى بضرورة تطبيقه. ونص القرار الدولى على عودة اللاجئ إلى نفس المكان الذى طرد منه أو غادره لأى سبب هو أو أبواه أو أجداده، مؤكدا أنه تابع من حرمة الملكية الخاصة التى لا تزول بالاحتلال أو بتغيير السيادة على البلاد وهو حق لا يسقط بالتقادم مهما طالت المدة. وقال الدكتور زكريا الاغا رئيس اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة إن الشعب الفلسطينى متمسك بحق العودة إلى دياره، ولا يمكن أن يرضى لها بديلا، مشيرا إلى أن هناك لاجئين فى كثير من مناطق العالم هجروا من أرضهم مثل ما جرى فى كوسوفو والبوسنة وغيرها وقد أعيدوا إلى ديارهم حسب القانون الدولى وقرارات أصدرتها الأممالمتحدة إلا أن القرار الفلسطينى ما تزال الأممالمتحدة عاجزة عن تنفيذه. ومن جانبهم يعتزم عرب 48 الإضراب العام والشامل يوم الثلاثاء المقبل الذى يوافق ذكرى النكبة، إضافة إلى القيام بمسيرات وإقامة قرية رمزية للقرى التى تم تدميرها عام 1948، إضافة إلى معارض ورسومات وكتب تتحدث عن النكبة وحق العود. ودعت لجنة المتابعة للجماهير العربية عرب 48 بكافة أطيافهم من أحزاب وحركات شبابية ومؤسسات المجتمع المدنى وطلاب الجامعات والعمال بأن يلتزموا بالإضراب وأن يعملوا على إنجاحه.