صدر مؤخرا للدكتور خلف الجراد كتاب "الخرافة ووأد العقلانية" عن دار كيوان للطباعة والنشر والتوزيع ، والذي يسعى مؤلفه من خلاله لتحرير العقل العربي من الخرافات وأساليب التجهيل الذي يلعب دوراً محورياً في تلويث عقول الناس وقلوبهم ورؤيتهم للأمور والحياة. فإذا تدخل المنجم الكاذب في اختيار زوجة لانسان جاهل مثلاً، ما الذي يتبقى من عقل هذا الفرد وإرادته وقدرته على المحاكمة والاختيار والتمييز؟ وإذا آمن فرد ما بأن الأفلاك أو الشياطين هي التي تحركه وتسيره في كل تفاصيل حياته الكبيرة منها والصغيرة، ما الذي يتبقى من إرادته الحرة أو طموحاته، أو حوافزه لأن يكون إنساناً مفيداً لنفسه أولاً ولمجتمعه ثانياً؟ الكتاب - كما ذكرت صحيفة "تشرين" السورية - يحاول الكشف عن جوانب معينة في الإرث العربي الإسلامي تحمل صفحات عقلانية، حضارية، وثقافية، عبر رصده للحملات الظلامية ووضع الإشارات والدلالات عليها، هذا إضافة إلى الكشف عن أمور مسكوت عنها في حياتنا اليومية، كظواهر النفاق والوصولية، الانتهازية، الفساد وسوء الخلق والنميمة وجميع الخصال السيئة التي يمكن أن تنتشر في ظروف اجتماعية محددة أو تتقلص ولا تصبح ظواهر مؤثرة في حياة الناس في ظروف ثقافية علمية وعقلانية، هي التمهيد الذي لابد منه لبناء مجتمع حقيقي تحكمه المؤسسات والقوانين الناظمة، ويعرف كل فرد جراء ذلك ما عليه من واجبات وماله من حقوق. ويطرح الكتاب عدة أسئلة: كم من المتطفلين في كثير من الميادين يقومون بأدوار مدمرة في استنزاف ذوي العقول والكفاءات والناس الشرفاء الذين يمكن أن يسهموا في بناء الوطن والمجتمع وتنميته العلمية والاقتصادية والثقافية والانسانية؟ ولماذا تتعرض العقول والكفاءات العربية إلى ما يشبه الحروب الطاحنة التي تطردهم خارج أوطانهم؟