لنستعد للحرب.. أنور صالح الخطيب لا أستغرب تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك الذي يعتقد أن القوة الرادعة هي التي ستجلب السلام والتي أدلي بها خلال مراسم تخريج دفعة من الطيارين الإسرائيليين. باراك أرسل رسالة واضحة إلي دول الجوار والي فصائل المقاومة الفلسطينية علي مختلف انتماءاتها مفادها أن علي من يريد السلام أن يكون مستعدا للحرب؟. باراك لا يفهم إلا لغة الحرب والقوة فهو تخرج من مدرسة جيش الاحتلال ومدرسة الموساد وأجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وأيديه ملطخة بدماء عشرات إن لم يكن مئات الشهداء من الشعب الفلسطيني سواء خلال تسلمه موقع رئيس حكومة الاحتلال أو وزير حربها أو خلال عمله كضابط اغتيالات في الموساد الإسرائيلي. باراك انسحب يجر أذيال الخيبة والهزيمة من جنوب لبنان بدون اتفاق ومن طرف واحد لأنه أدرك أن لا مفر من الهروب من جنوب لبنان لان الهزيمة علي يد رجال المقاومة اللبنانية هي ما ينتظر جنوده فانحاز لخياراته. باراك أيضا افشل اتفاقين تاريخيين مع الفلسطينيين أواخر عهد كلينتون وما كان بعدها من اجتياح مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحصار واغتيال الرئيس الراحل عرفات وكان أيضا اجبن من أن يوقع علي اتفاقية سلام مع سوريا تعيد الجولان المحتل إليها وتراجع في اللحظات الأخيرة عن التوقيع علي اتفاق كان يمكن أن يغير وجه المنطقة للأبد. العرب اختاروا السلام خيارا استراتيجيا وهم لا يكفون ليلا نهارا عن المناداة بالسلام ومطالبة إسرائيل بالجلوس إلي طاولة المفاوضات وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وهم يرفضون ويمقتون خيار الحرب ويقولون بملء الفم أنهم غير مستعدين له وان ما يريدونه فقط السلام. باراك قدم درسا لنا جميعا يجب أن نستوعبه ونتعلم منه مفاده أن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا إذا ساندته القوة وان العرب إذا أرادوا بالفعل تحقيق السلام الشامل والعادل الذي يعيد الحقوق إلي أصحابها ويحقق مطلب الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين عليهم أن يأخذوا بأسباب القوة حتي يحترمهم عدوهم. تصريحات باراك تؤكد مرة جديدة أن إسرائيل ليست في وارد إعادة الحقوق إلي أصحابها وهي لا تخدع نفسها بأوهام السلام والدولة الفلسطينية المستقلة التي ستقام مع نهاية العام الجاري كما يقول العراب بوش لأنها تعرف أن خصومها ضعفاء والضعيف لا يأبه لمطالبه احد هذا ما يدركه باراك وهذا ما علينا أن ندركه جميعا .إذا أردنا السلام لنا ولأجيالنا المقبلة لنستعد للحرب إذن.. عن صحيفة الراية القطرية 28/6/2008