قضية الأسرى الفلسطينيين د.فايز رشيد السابع عشر من ابريل، هو يوم الأسير الفلسطيني. المناسبة تم تثبيتها منذ عام 1974، في اليوم الذي تم فيه إطلاق سراح أول اسير فلسطيني وهو محمود بكر حجازي، في اول عملية لتبادل الأسرى مع إسرائيل. يأتي يوم الأسير الفلسطيني هذا العام، في الوقت الذي تعتقل فيه إسرائيل مليوناً ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، بسبب من حصارها الخانق لهم، والتي تمارس بحقهم كل أنواع المذابح. مركز الأسرى للدراسات أصدر تقريره الشامل بالمناسبة، وفيه يقول: بأن ما يقارب (11500) أسير فلسطيني و(60) أسيراً عربياً يقبعون في اكثر من (25) سجناً إسرائيليا، من بينهم (360) طفلاً أصغرهم يوسف الزّق، الذي ولدته أمه في السجن ويبلغ عمره الثلاثة شهور! وما يقارب (99) أسيرة من بينهم، يقبعن في معتقل هشارون (تلموند). أما عن التعذيب فيثبت التقرير (30) أسلوبا تنتهجها المخابرات الاسرائيلية للتنكيل بالأسرى، مثل الشبح (وله أكثر من عشرين شكلا)، رش الماء البارد والساخن بالتناوب على رأس المعتقل، وإجباره على سماع الموسيقى الصاخبة، ووضعه على كرسيّ مائل وتعذيبه، وحرمانه من النوم وإجباره على النوم لفترات طويلة، وعزله في زنزانة منفردة (تسمى الصندوق) لأيام طويلة، وحرمانه من الطعام والشراب، وتصويره بأوضاع خادشة للحياء للضغط عليه وتهديده. كما تستعمل المخابرات الاسرائيلية اسلوب تعرية الاسرى أمام بعضهم البعض، هذا بالاضافة الى نتف شعر الذقن والشوارب للمعتقل، وقلع أظافره، ومنع الدواء عن المرضى المعتقلين والمصابين بأمراض مزمنة، كالقلب والسكري والضغط، وغيرها من الامراض؟ كما يجري في كثير من الاحيان حقن الأسير بمواد مخدرة وسامة لإضعاف جسم المعتقل وأعصابه. أما الأسرى الأطفال فيتم وضعهم مع الأسرى الجنائيين والمجرمين الخطرين، مما يجعلهم عرضة للضرب والإهانة والاعتداءات، هذا عدا عن التفتيشات المتواصلة والمفاجئة، التي تقوم بها وحدات خاصة من الجيش الاسرائيلي. الإسرائيليون لا يتوانون عن اعتقال أقارب الأسرى وبخاصة النساء في محاولة الضغط عليهم.. وأساليب نازية، فاشية أخرى لا نستطيع كتابتها، إمّا لكونها تخدش الحياء، أو لكونها تثير غثياناً واشمئزازاً لدى القارئ يقطعه عن الأكل لأيام. هذه هي إسرائيل (الديموقراطية)، التي (تطمح للسلام) مع العرب، وهذا ما تمارسه في القرن الواحد والعشرين، عصر الديموقراطية وحقوق الإنسان!! معروف ان تعذيب المخابرات الإسرائيلية للمعتقلين الفلسطينيين أجيز بقرار من محكمة العدل العليا الاسرائيلية. معلوم أيضاً، أن ما يقارب ال (1200) معتقل مسجونون وفقاً لقانون التوفيق الإداري (تجديد التوقيف للمعتقل باستمرار ولفترة غير محدودة) منذ عام 1967، وحتى نهاية شهر مارس 2008، فإن حوالي المليون فلسطيني (من بين ثلاثة ملايين في الضفة الغربيةوغزة) تعرضوا للاعتقال على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلية. أما الذين قضوا في السجن (حتى الآن) نتيجة لاغتيال اسرائيل لهم، أو الموت اثناء التحقيق، او نتيجة لتردي العناية الطبية لهم أو إهمال امراضهم بالكامل، فيبلغ عددهم (195) معتقلاً ومعتقلة. من المعتقلين ممن أمضوا ما يزيد على ال (30) عاماً في المعتقل، ومنهم من هم محكومون بفترات سجن تتراوح بين (200 500) سنة، تصوروا!! ولأني عايشت السجن فترة عامين قبل إبعادي، أدرك ما يكتب وفي مصادر مختلفة: فلسطينية ودولية (كبعض تقارير الصليب الأحمر الدولي) عن سوء الأحوال المعيشية مختلفة الجوانب للمعتقلين والتي هي بحاجة الى مجلدات كثيرة لشرحها. المعتقلون الفلسطينيون ورغم كل الظروف الوحشية التي يعانونها في سجون ومعتقلات ومراكز التحقيق الاسرائيلية، صنعوا من سجونهم مدارس وجامعات وطنية وأخلاقية وقيمية أصيلة، تعزز انتماءهم الوطني لشعبهم، والقومي لأمتهم والانساني للإنسانية جمعاء في الذكرى الستين للنكبة خاصة، فإن معتقلينا في فلسطين، بحاجة لوقفة شعبهم وامتهم العربية معهم، لرفع الصوت حول قضيتهم عالياً في كل المحافل الدولية، من أجل نصرة قضيتهم المعادلة، والوقوف معهم. عن صحيفة الوطن العمانية 20/4/2008