لماذا يجتمع الوزراء العرب؟ وأيّ لبنان يريد.. اللبنانيون..؟ جورج حداد غداً الاحد ينعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارىء بناء على طلب من السعودية ومصر ، اما سبب الدعوة وسبب الاجتماع فيتلخص بالبحث والتداول في الشأن اللبناني ، بشكل عام ، وبعقدة اختيار رئيس جديد ، خلفاً للرئيس لحود،. وربما.. تجاوز المجتمعون البحث في الشأن اللبناني الى.. البحث في آخر تطورات الشأن الفلسطيني ، بعد أنابوليس. وبالطبع... فان هذا التجاوز لم يجىء إلا من قبيل رفع العتب وربما التغطية على الشيء المقصود أو.. الغاية المتوخاة من الدعوة الى الاجتماع،،. حقيقة الأزمة في لبنان ، ليست ابداً اختيار رئيس جديد هذا هو ظاهر الازمة وعنوانها المضلل البعيد عن الحقيقة،. اان خلو كرسي الرئاسة في بلد كلبنان ، هو.. كما قال الرئيس المصري مبارك في مؤتمره الصحفي الذي عقده مع الرئيس الفرنسي ساركوزي ، أمر مستهجن له من التداعيات - اذا استمر - ما لا يمكن التقليل من خطورته،. ومثل الرئيس المصري كذلك فعل الرئيس الفرنسي الذي ذهب في تصريحاته ، بهذا الامر ، الى أبعد مما اشار اليه الرئيس مبارك ، حيث لجأ ساركوزي الى اشهار سلاح التهديد بمقاطعة سورية،،. الرئيسان المصري والفرنسي أوحيا بل.. جاهرا برد السبب في عدم انتخاب رئيس لبناني الى سورية التي «لم تمارس نفوذها وضغوطها على حلفائها اللبنانيين» على حد تعبير الرئيس المصري،،. اللافت هنا... ان الرئيسين المصري والفرنسي لا يجهلان أبداً ان المسألة ليست مسألة الاتفاق على رئيس وانتخابه. فقد تم الاجماع على اختيار قائد الجيش العماد ميشال سليمان ، ليكون رئيساً.. لكن الاختلاف بين من يسمون.. موالاة و.. معارضة بقي على تشكيل الحكومة. وبمعنى أوضح.. الخلاف والاختلاف ظل على تحديد التوجهات القادمة لمسيرة الحكم. خاصة.. وان صلاحيات التقرير ، بحسب اتفاقية الطائف ، هي من مسؤوليات الحكومة وليس للرئيس فيها اثر فاعل وحاسم» ولعل في تجربة حكومة السنيورة الحالية مع الرئيس السابق لحود خير دليل على ذلك،،. ومن هنا.. برزت مظاهر التحسب البالغ درجة التحفظ من الدعوة الى اجتماع وزراء الخارجية العرب التي يخشى بعض المراقبين العرب ، أن يتحول الاجتماع الى خطوة باتجاه تدويل المسألة وتبريرا لنقل الاشكال بين طرفي المعادلة اللبنانية الى الاممالمتحدة ومجلس أمنها العتيد الذي لم يعد له شاغل الا مراكمة القرارات التي تعطي «الحق».. للاستعماريين بالتدخل والتلاعب بالشؤون الداخلية للشعوب المستهدفة،،. الشيء الذي ينبغي الا يغيب عن بال أحد ، هو أن الساحة اللبنانية المستهدفة الآن بشتى اشكال المناورات والمؤامرات. ليست الا مربعا من مربعات رقعة الشطرنج في الاستراتيجية الاميركية الصهيونية. هذا أمر مسلم به ولا ينكره إلا جاهل غبي مشوه البصيرة والبصر،. بكلمات أوضح... واكثر مباشرة ، ان ما جرى ويجري في لبنان ، منذ ثلاث سنوات ، هو.. احد مظاهر الصراع بين استراتيجيتين: ہ الاولى.. اميركية استعمارية صهيونية تريد ان تقلب المنطقة وشعوبها «عهناً منفوشاً» و«.. فوضى خلاقة» تضمن لاصحاب هذه الاستراتيجية استمرار الضعف والعجز لشعوبها ، من جانب ، والهيمنة والسيطرة والتحكم ، من جانب آخر.. ہ والثانية.. هي المقاومة الطبيعية لدى الشعوب المستهدفة بالاستعباد والنهب والتفتيت وربما الابادة،. ومثل هذا الصراع الضاري المصيري بين الاستراتيجيتين ، لا بد وان تكون له.. ثقافته واساليبه وادواته والمراهنون على.. نتائجه ، فضلا عن حروبه الباردة والساخنة والنفسية،،. اما الغيرة الطارئة على رئاسة لبنان وعلى.. التهويل المترافق بالوعيد والتهديد ، يبديها الغيارى من اشقاء واعداء ، فانها.. لن تفيد ولن تصب ، بالتالي... الا في صالح الغزاة الاعداء ممن لا يريدون لهذه الامة ، وفي طليعتها... لبنان وفلسطين ، الا الشر والهوان والفوضى،،. اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً ، يجب أن يكون عاملاً ايجابياً ودافعاً للتلاحم والتكامل والابتعاد عن تأجيج الفرقة والانقسام،،. عن صحيفة الدستور الاردنية 5/1/2007