العالقون العزب الطيب الطاهر يدفع هؤلاء النفر من حجاج قطاع غزة العالقين امام ميناء نويبع المصري ثمن الصراع بين حركتي فتح وحماس والذي اثر علي مختلف مفردات الواقع الفلسطيني الي الحد الذي اضحي فيه البعض يتعامل الان مع كيانين فلسطينيين احدهما تمثله السلطة الوطنية في الضفة الغربية وهو الذي يحظي بالرضا الاسرائيلي والامريكي والعربي ايضا اما الكيان الاخر فهو معاد وفق النظرية الصهيونية والامريكية ومناهض وفقا للتصورات العربية. ولكن من الضروري ان تتسارع الخطوات الفلسطينية والعربية الي انهاء ازمة العالقين لأن استمرارها سيقود الي مزيد من الانقسام الفلسطيني الفلسطيني بل قد يدفع الي ردود افعال شديدة التطرف وهو امر لا نريده. وأود أن ألفت هنا الي أن ثقتي في البعد القومي للرئيس المصري حسني مبارك بلا حدود لأنه قارئ- بحكم انتمائه للمؤسسة العسكرية المصرية الوطنية - لما يمثله الاستقرار علي الحدود الشرقية لمصر من تأثيرات ايجابية علي الامن القومي لها فضلا عن البعد الانساني في شخصيته والذي تمكن عبره من اطفاء نيران حاولت دوائر عدة ان تشعلها داخل مصرومن ثم فإنني علي يقين بأنه لن يجعل القرار المصري في التعامل مع مشكلة العالقين من حجاج غزة مرهونا للاعتبارات الامنية للكيان الصهيوني الذي يصر علي عودة هؤلاء الحجاج الي القطاع عن طريق المعبر الصهيوني الذي يمكن سلطات هذا الكيان من اعتقال من تشاء من ضيوف الرحمن القادمين من الاراضي المقدسة وسيتخذ القرار الذي يفتح معبر رفح لعودتهم كما اتخذ قراره الرائع بالسماح لهم بالتوجه الي اداء فريضة الحج من خلال هذا المعبر. ان مصر منحازة بحكم العوامل الجيوسياسية والتاريخية والاستراتيجية للفلسطينيين ودفعت من دماء ابنائها مئات الالوف دفاعا عن فلسطين وشعبها وبالتالي لن ترضخ لأي ضغوط صهيونية لمنع عودة هؤلاء الحجاج الي غزة من خلال معبر رفح وقد رأينا كيف كان موقفها ردا علي سفه وزيرة خارجية الكيان ضد مصر خصوصا الرئيس مبارك. السطر الأخير: من أين تنبع الانهار الراسية بجداول عينيك ؟من يمدهما بالألق الساحر فيهما ؟ هما زهرتا لوز تتمددان بجبين الحقول وعشقي لهما وجد يسكن الروح أبدا لا يزول. عن صحيفة الراية القطرية 30/12/2007