أكدت السلطات المصرية، على لسان النائب محمد بسيوني، رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى المصري اليوم السبت (29/12)، أنه لن يُسمح لحجاج قطاع غزة بالعودة إلى ديارهم عبر معبر رفح، الفاصل بين مصر وقطاع غزة. وعلل بسيوني، لقناة "الجزيرة" الفضائية هذا المنع بالقول: "هناك اتفاقية للمعابر موقعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونحن لسنا طرفاً فيها، فالمعبر له طرفين، جهة من ناحية فلسطين والأخرى من القاهرة"، على حد تعبيره.
وأضاف: "حتى يعمل هذا المعبر لا بد من تواجد لجنة من الاتحاد الأوربي ولا بد من توفير الأمن في هذا المعبر وحسب الاتفاق يجب أن تتواجد قوة من الحرس الرئاسي (التي تمتثل لإمرة محمود عباس)، مشيراً إلى أن ما حدث في الرابع عشر من حزيران (يونيو) الماضي، في إشارة إلى الحسم العسكري في قطاع غزة الذي نفّذته حركة "حماس"، "أدى إلى عدم تواجد حرس الرئاسة والوفد الأوروبي، لذلك فمن الناحية الفنية والأمنية لا يمكن تشغيل المعبر"، حسب قوله.
وفي إشارة واضحة لدور قيادة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بمنع فتح المعبر؛ قال بسيوني: "لا توجد مشكلة من ناحيتنا والرئيس المصري أعلن ذلك، لذلك أي معبر في الدنيا له اتجاهين، اتجاه مصر لا توجد مشكلة فيه وهو مفتوح، وإنما المشكلة في الجانب الآخر (الفلسطيني)، الذي عارض وانتقد بشدة سفر حجاج غزة عبر معبر رفح المصري.
وفيما يتعلق بسفر حجاج غزة وخروجهم من معبر رفح؛ ادعى النائب بسيوني، وهو سفير مصر لدى الكيان الصهيوني سابقاً، أن حجاج قطاع غزة عندما غادروا القطاع من معبر رفح قاموا باقتحام المعبر بالقوة وهم يرتدون ملابس الإحرام، مشيراً إلى أنه "لا يمكن لمصر الإسلامية أن تطلق النار عليهم وهم يحرمون"، حسب قوله.
وكانت السلطات الأردنية قد أبلغت حجاج قطاع غزة أن مصر تشترط التوقيع على تعهد بالعودة من خلال معبر تسيطر عليه قوات الاحتلال.
هذا وقد انتقد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عزت الرشق، بشدة محاولة إعاقة عودة حجيج قطاع غزة إلى وطنهم بعد أن أتمّوا مناسك الحجّ، معتبراً أن اشتراط عودة حجيج القطاع عبّر معبر العوجا الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال الصهيوني "يمنح الاحتلال إمكانية اعتقال من تريد اعتقاله من بين هؤلاء الحجّاج".
وقال الرشق في تصريح أدلى به الجمعة (28/12: "إننا نرفض بشدّة أن يُعاقب حجّاج قطاع غزة العائدين إلى ديارهم، ولا نقبل بأي مبررات أو أية ذرائع تبيح انتهاك سلامتهم وأمنهم".
وقال القيادي الفلسطيني "إن أمر عودة حجيج قطاع غزة سالمين إلى ديارهم هو الآن مرهون بالحكومتين الأردنية والمصرية، ونحن على ثقة بأن مصر والأردن لن ترضخا للضغوط الأمريكية والصهيونية فيما يتعلق بسلامة الحجّاج وأمنهم"؛ مؤكداً أن تلك الضغوط "تتم بتشجيع وتأييد من رئاسة السلطة الفلسطينية التي عبّرت عن انزعاجها ورفضها لمغادرة حجاج قطاع غزة عبر معبر رفح أثناء توجههم لأرض الحجاز".
وعلى الصعيد نفسه فقد أعلن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني خميس النجار -أحد حجاج قطاع غزة- إن نحو 1200 حاج من القطاع ما زالوا عالقين في عرض البحر قبالة ميناء نويبع المصري.
وأوضح النجار في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة أن السلطات المصرية مازالت تشترط عليهم التوقيع على تعهد بدخول القطاع من معبر كرم أبو سالم، وليس معبر رفح الذي غادروا منه.
ويرفض الحجاج العودة إلى ديارهم عن طريق المعبر الحدودي المصري مع إسرائيل ويطالبون بالمرور من معبر رفح بين مصر والقطاع، وذلك بسبب مخاوف من أن يتسبب المرور من المعبر الإسرائيلي بمخاطرة كبيرة للحجاج الذين أفادوا بأن معظمهم من أقارب وأهالي الشهداء ومطلوبين للسلطات الصهيونية.
وكانت مصر قد سمحت لهؤلاء الحجاج بمغادرة قطاع غزة عن طريق معبر رفح لأداء فريضة الحج في الأراضي السعودية. وقد احتجت إسرائيل حينها رسميا لدى الحكومة المصرية على عبور الحجاج، لكن وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط أكد أنه "غير معني" بالاحتجاج الإسرائيلي بل إن ما يعنيه هو تمكين الحجاج الفلسطينيين من أداء الحج.
وفي وقت سابق صرحت الخارجية الأردنية أن جهودا أجرتها السلطات الأردنية مع السلطات المصرية قد أثمرت عن مغادرة حجاج غزة ميناء العقبة إلى ميناء نويبع المصري على أن يعودوا إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري. وزعموا أنه نجحت وساطة أردنية رفيعة المستوى بإقناع السلطات المصرية بضرورة استقبال حجاج قطاع غزة عبر رفح الفاصل بين مصر وقطاع غزة، حيث بدأت قوافل الحجاج بمغادرة ميناء العقبة الأردني متجهة إلى ميناء نويبع المصري. وذكرت وكالة "بترا" الأردنية للأنباء، أن الاتصالات عبر القنوات الدبلوماسية بين الأردن ومصر أسفرت عن عودة الحجاج الذين كانوا يرفضون العودة عن طريق معبر ''كرم سالم''، الذي تشرف عليه قوات الاحتلال، وأصروا على العودة عبر معبر رفح الذي قدموا من خلاله. وأفاد مصدر في الخارجية الأردنية أن باخرتين غادرتا ميناء العقبة، الأولى تقل حوالي 1200 حاج، فيما أقلت الباخرة الثانية حوالي 700. وفي سياق متصل؛ أكد أيمن طه المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والعالق مع الحجاج، " أن البواخر بدأت بالتحرك فعلياً منطلقة من ميناء العقبة الأردنية متجهة إلى ميناء نويبع المصري. وكان حجاج قطاع غزة قد هددوا بإحراق الباخرة التي تسقلهم في عرض البحر، بعد أن وجهت لها الأوامر بالعودة إلى الأردن. يشار إلى أن المسنة شفيقة البحيصي من قطاع غزة قد توفيت جراء نقص الأدوية لدى الحجاج. يشار إلى أن حجاج قطاع غزة في ميناء العقبة شرعوا أمس بأولى خطوات الاحتجاج على منعهم من الدخول إلى القطاع عبر معبر رفح وذلك برفض استلام أي مساعدات إنسانية. وكانت السلطات الأردنية قد أبلغت حجاج قطاع غزة أن مصر تشترط التوقيع على تعهد بالعودة من خلال معبر تسيطر عليه قوات الاحتلال.