نظمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسيرة في مدينة غزة للتضامن مع العالقين بمعبر رفح تم خلالها ترديد شعارات تطالب بفتح المعبر لتمكين هؤلاء من العودة إلى القطاع وإنهاء الظروف المأساوية التي يعيشونها. كما قرر العالقون تصعيد إضرابهم عن الطعام والذي بدأوه قبل أيام احتجاجًا على استمرار معاناتهم بسبب إغلاق المعبر منذ حوالي شهر. من جانبه دعا رئيس حكومة الوحدة الفلسطينية إسماعيل هنية إلى "وقفة عربية موحَّدة" إزاء معبر رفح وتحويله إلى معبر فلسطيني مصري دون وجود للمراقبين الدوليين الذين يستغلُّ الصهاينة وجودَهم من أجل إغلاق المعبر. وشرح هنية- في رسالة وجَّهها إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى - الظروف الصعبة التي يعيشها العالقون على معبر رفح، مشيرًا إلى وجود مرضى يحتاجون إلى عمليات عاجلة في مستشفيات خارج الوطن، بالإضافة إلى وجود بعض الطلاب الذين يعجزون عن العودة إلى مقاعدهم الدراسية ومصالح الكثير من التجَّار العالقين، إلى جانب وقوع الكثير من الأضرار على الواقع الاجتماعي في القطاع جرَّاء إغلاق المعبر. وأكد أن إغلاق المعبر يحمل بُعدَين أساسيين الأول إنساني والثاني سياسي، "فالإنساني يعبِّر عن تمكين المواطنين الفلسطينيين من حقِّهم في تلبية حاجتهم إلى السفر، والسياسي يجعل من إغلاق المعبر نوعًا من العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني وحصاره بطريقة صارخة تتناقض مع بنود القانون الدولي". وشدد هنية على التزام الحكومة الفلسطينية بتسيير معبر رفح وفق القوانين الدولية المعمول بها في مختلف منافذ العالم لكنه جدد أيضًا رفضها نقل حركة مرور المواطنين الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة إلى معبر "كرم أبو سالم" الواقع شرق معبر رفح بين قطاع غزة والكيان الصهيوني ومصر، مبرِّرًا ذلك بأنه "يكرِّس سيطرة الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين وحصارهم"؛ حيث يخضع المعبر إلى سيطرة السلطات الصهيونية، وجدد هنية تقديره للجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية، معربًا عن تأكده من أن الجامعة العربية "لن ترضى باستمرار هذا الوضع الصعب وستساعد في العمل على إنهائه بالسرعة المطلوبة". من جانبه قال سعيد صيام- رئيس كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس- إن إغلاق معبر رفح "تمَّ بقرار فلسطيني"، مشيرًا في ندوة سياسية عُقدت في المسجد العمري الكبير أمس حول تطورات غزة إلى أن ذلك يأتي ضمن الحصار المفروض على قطاع غزة. وأضاف صيام أن قرار حكومة الطوارئ بتغيير الإجازة الأسبوعية من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت يأتي ضمن محاولات تعزيز الانقسام بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وكان قد وصل وفد وزاري من حكومة الطوارئ الفلسطينية – غير الشرعية - إلى مصر عبر الأردن بهدف الوصول إلى الجانب المصري من معبر رفح الحدودي والوقوف على أوضاع آلاف الفلسطينيين العالقين هناك منذ أسابيع في ظروف صعبة. وسيتوجه الوفد الفلسطيني الذي يضم وزراء الإعلام والصحة والشؤون الاجتماعية إلى عين المكان للاطلاع عن قرب عن معاناة الفلسطينيين في معبر رفح. وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن 28 فلسطينيا توفوا على الجانب المصري منذ بداية يونيو الماضي. ولا يزال نحو ستة آلاف فلسطيني عالقين على المعبر المغلق حيث ترفض السلطات المصرية السماح لهم بالدخول وترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي عودتهم إلى قطاع غزة. وتتدهور بشدة أحوال هؤلاء وبينهم نساء وأطفال ومرضى وكبار سن، في حين باشر بعضهم فعاليات احتجاج مثل الإضراب عن الطعام. وكانت أنباء قد ترددت عن اتفاق مصر والكيان الصهيوني على استخدام معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي القطاع بديلا لرفح، لكن فصائل فلسطينية هي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفضت ذلك بشدة. على صعيد آخر أعادت السلطات المصرية إلى غزة 20 شخصا من عناصر أجهزة الأمن الفلسطينية الذين فروا إلى مصر نتيجة الأحداث التي شهدها قطاع غزة الشهر الماضي. وعلى الجهة الأخرى من المعبر شهدت مدينة غزة أمس مهرجانا خطابيا بمناسبة الإعلان عن تشكيل تنظيم جديد منشق عن حركة فتح يطلق على نفسه "فتح الياسر". وخلال المهرجان شن زعيم التنظيم خالد أبو هلال هجوما حادا على قيادات من فتح بينها الرئيس محمود عباس، ودعا أعضاءها إلى التخلص من التيار الخائن في الحركة والانضمام إلى تنظيمه الجديد. وفي محاولة لاحتواء الخلافات بين الحركتين قال رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر إنه جرى تشكيل لجنة من البرلمان بغية التمهيد لمتابعة الحوار بين الحركتين. موضحا أن النية موجودة والكل يسعى لمصلحة الشعب الفلسطيني. وأعرب الصقر عقب لقائه مع عباس عن تفاؤله رغم أن الجرح كبير ويحتاج إلى وقت حتى يندمل رافضا تحديد وقت لعمل اللجنة وجهود المصالحة. وكان وفد من البرلمان العربي قد التقى الأسبوع الماضي في دمشق رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الذي أبدى رغبة في المصالحة.