لندن: نشرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية مضمون تقريرين سريين أعدتهما قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام في السودان، والتي تتهم فيهما حكومة الخرطوم بقصف وتعذيب المدنيين في حرب النوبة. وأشار التقريران اللذان حصلت الصحيفة على نسخة من كل منهما إلى أن الحكومة السودانية قد أبقت قوات حفظ السلام في الظلام أثناء شنها لحملتها العنيفة على النوبيين في المنطقة الواقعة على حدودها مع جنوب السودان. أضافت الصحيفة ان التقريرين تم إعدادهما بناء على طلب من مجلس الأمن الدولى، ويحمل أحد التقارير شهادات عن القصف الجوى اليومى المدمر للمدنيين، والقصف العشوائى للمناطق المدنية المزدحمة والإعدام بدون محاكمات واستهداف أصحاب البشرة الداكنة. اما التقرير الثانى فيحمل تفاصيل كيفية أداء العرقة النشطة من جانب السلطات الرسمية فى جنوب السودان إلى التقويض التام لقدرات قوات حفظ السلام وبعثة الأممالمتحدة فى السودان "يونميس "على أداء المتطلبات الأساسية المسئولة عنها فى منطقة النوبة. ويوضح التقرير أن المساعدات الإنسانية والحماية التى توفرها يونميس قد أصبحت "غير منطقية" مع استعداد البعثة لمغادرة السودان قبل حلول 31 يوليو الجارى، بسبب إصرار الخرطوم. ويقول مسئولو البعثة سراً إنهم أصيبوا بالصمم والعمى فى جنوبإقليم كوردوفان بشكل لم يسبق له مثيل منذ اندلاع الحرب فى الخامس من يونيو الماضى، ولا يستطيعون حتى تقدير عدد الأشخاص الذين قتلوا أو تم تهجيرهم بسبب الصراع، والذى يعتقد أنه الخطوة الأولى نحو تحقيق هدف الرئيس عمر البشير المعلن بقمع التنوع العرقى والثقافى لصالح نظام عربى إسلامى، وذلك بعد قرار الانفصال عن الجنوب. وتقول فاليرى أموس، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشئون المساعدات الإنسانية، إن حوالى 1.4 مليون شخص قد تأثروا بما أسمته "مناوشات" فى جنوب كوردوفان والتى أصبحت حدودها الآن مع دولة جنوب السودان. وبسبب رفض الخرطوم منحهم إمكانية الدخول إلى المنطقة دون عقبات. وشككت المسئولة الأممية فى التقارير السرية التى أعدتها قوات حفظ السلام، وقالت "لا نعلم حقيقة مزاعم حدوث عمليات قتل غير قانونية وما إذا كان هناك مقابر جماعية أو انتهاكات فى جنوب كوردوفان".